بعد أن وصلت مفاوضات فيينا النووية إلى باب مطالب إيرانية الموصد والتي وصفتها وزارة الخارجية الأميركية بـ"استفزازات إيران المقلقة"، ساد اليأس والتشاؤم من احتمال حدوث انفراج في الوضع الاقتصادي المتأزم في إيران، مما انعكس مباشرة على سوق العملات في هذا البلد ليرتفع سعر الدولار ومثيلاته بسرعة.
وقال الخبير في الشؤون المصرفية وشؤون النقد الأجنبي الإيراني أحمد مجتهد: "بينما في بدايات تشكيل الحكومة الجديدة كانت هناك آمال في إحياء الاتفاق النووي، إلا أن مواقف الدول بشأن استمرار المفاوضات أدى إلى تشاؤم بشأن فيينا، وانعكست عملية التفاوض في بلدنا، من خلال سوق الصرف الأجنبي، وأصبح الناس والسوق يشعرون أن مفاوضات لن تصل إلى نتيجة في الوقت القريب".
وكان دبلوماسيون غربيون أكدوا أن مطالب إيران في جولة محادثات فيينا "مقلقة" و"محبطة"، مشيرين إلى أن "إيران أوجدت فجوة في محادثات فيينا ولا نعرف كيف ستعالج".
إلى ذلك علق مجتهد في مقابلة مع وكالة "إيلنا" العمالية الناطقة بالفارسية على ارتفاع سعر الدولار ومروره 30 ألف تومان اليوم السبت بعيد انتهاء مفاوضات فيينا، فقال: "في هذا الظرف الاقتصادي، يسعى الناس إلى استثمار رؤوس أموالهم في سوق أكثر ربحية، وتوقعات العملاء من الأسواق ليست واحدة، في حين لا يوجد تفاؤل بشأن سوق الأوراق المالية أيضا وسوق الإسكان في حالة ركود، لذلك يقرر الناس الدخول إلى سوق الذهب وسوق الصرف الأجنبي".
هذا وارتفع سعر الدولار الواحد 653 تومان اليوم ليبلغ 28 ألف تومان، ويتوقع المراقبون أن يتجاوز 30 ألف تومان قريبا في حال فشل المفاوضات النووية في فيينا.
وتابع مجتهد: "بسبب التضخم الذي تجاوز 40٪، فإن الناس قلقون بشأن قيمة أموالهم (بالعملة الإيرانية)، وفي الوقت الذي تخصص فيه البنوك فائدة 18٪ للودائع المصرفية في أحسن الأحوال، فإن الناس يفضلون استثمار رؤوس أموالهم في سوق الصرف الأجنبي لأنها أكثر ربحية".
وبعد أن أوضح أن تقلبات سوق الصرف تخضع لعملية العرض والطلب، أضاف في الوقت نفسه "إن جزءا من تقلب الأسعار في سوق الصرف الأجنبي يرجع إلى السياسات الاقتصادية للحكومة وإلى توقعات الناس من الصراعات السياسية والاقتصادية والظروف الدولية، وحاليا يسود التشاؤم في بلادنا بشأن مسار محادثات فيينا النووية، وأصبح كل من الناس والسوق يشعرون أن المفاوضات النووية لن تأتي بنتيجة في الوقت القريب.
وفي وقت سابق، قال موقع "أكسيوس" AXIOS الإخباري الأميركي، نقلاً عن مفاوضين غربيين، القول إن الوفد الإيراني قدم طلبات متطرفة لرفع العقوبات، كما طالبوا بتخفيف التزامات طهران بموجب الاتفاق النووي.
وأبلغ المفاوضون الغربيون نظراءَهم الإيرانيين أن عرضهم غير جاد وغير مقبول، وقالوا إن الموقف الإيراني يعد تراجعا عما تم التوصل إليه سابقا.
وأفادت مراسلة "العربية" و"الحدث" أن الجلسة الختامية للجولة الحالية بشأن محادثات فيينا انعقدت، مضيفة أن المشاركين في الجلسة غادروا إلى عواصمهم لمزيد من التشاور.