عراقيل جديدة تهدد مشروع "نورد ستريم 2" المقرر أن ينقل الغاز من روسيا لألمانيا، بعد العقوبات الأميركية الجديدة على موسكو وأزمة المهاجرين على حدود شرق أوروبا، إلا أن طريق نجاح المشروع ليس مغلقا تماما.
وبحسب خبير تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية" فإن أسبابا اقتصادية ستدفع الجانبين الروسي والألماني لإنجاح تشغيل الخط الحيوي.
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية الأميركية فرض عقوبات إضافية تتعلق بمشروع خط الأنابيب "نورد ستريم2" الذي يمر تحت مياه بحر البلطيق، بإدراج سفينتين وشركة "ترانسادريا" الروسية بموجب قانون حماية أمن الطاقة في أوروبا، ليصل عدد الكيانات الروسية الموقع عليها العقوبات في هذا الملف 17 سفينة كممتلكات مجمدة و8 أشخاص.
وبرر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن معارضة بلاده لخط "نورد ستريم2" بأنه يشكل مخاطر على أوكرانيا ودول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
في المقابل، انتقد أناتولي أنتونوف، سفير موسكو لدي واشنطن، العقوبات التي اعتبرها محاولة غير مقبولة تنتهك القانون الدولي وتقوض مبادئ السوق الحرة.
ويأتي القرار الأميركي مع تعليق ألمانيا إجراءات الموافقة على خط أنابيب نقل الغاز الأسبوع الماضي، حيث أوقفت هيئة تنظيم الطاقة المصادقة وآلية الترخيص لأن الكونسرتيوم الذي يقف وراء المشروع يحتاج لإنشاء شركة تابعة له في ألمانيا بموجب القانون الألماني للحصول على رخصة تشغيل قبل وضع خط الأنابيب قيد الخدمة في البحر.
وتتطلب الإجراءات القانونية من الشركة المشغلة للخط، ومقرها سويسرا، نحو 4 أشهر، ما يعني تأخر انطلاق المشروع، لذا سارعت برلين للتأكيد على أن القرار مرتبط بأمور تنظيمية بحتة ولا يعني تقييمها للاتفاق من جديد.
من ناحيتها، شددت روسيا على أن رفع سعر الغاز في سوق أوروبا ما بين 10 إلى 12 بالمئة عقب إعلان ألمانيا قرارها بتعليق المصادقة، لم تكن للضغط للحصول على عقود أو تسريع تشغيل خط "نورد ستريم2".
أسباب العرقلة
يعد المشروع أطول خط أنابيب تحت المياه، وينقل الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق بأنبوب مزدوج يصل طول كل فرع 1200 كم لنقل 55 مليار متر مكب من الغاز سنويا بميزانية تتراوح بين 8- 10 مليارات دولار.
وترفض واشنطن وأوكرانيا المشروع الذي أعلن عنه 2017 وبدأ العمل فيه 2018، لتأثيره السلبي على الأخيرة التي تعتمد على عائدات عبور الغاز، والقوة التي سيمنحها لموسكو مع تعزيز وجودها العسكري على الحدود الشرقية لأوكرانيا.
ويقول خبير الشؤون الأوروبية محمد رجائي بركات إن سبب الاعتراض الأميركي هو رغبة واشنطن ألا تعتمد أوروبا على روسيا في الطاقة، إضافة للطموح الأميركي في أن يستورد الاتحاد الأوروبي البترول الأميركي المنتج من الصخر الزيتي.
مصير المشروع
في الأيام الماضية تأزم الخلاف بين أوروبا وروسيا بسبب أزمة المهاجرين على حدود بيلاروسيا وبولندا، واتهام أوروبا لموسكو بدعم بيلاروسيا في استخدام اللاجئين كسلاح ضدها.
كما أبدت أميركا والناتو تخوفهما من زيادة الجنود الروس قرب أوكرانيا بعد أن بلغ عددهم 100 ألف، بينما اتهمت روسيا الغرب بتصعيد النزاع بإجراء مناورات في البحر الأسود وإرسال قاذفات للتحليق قرب حدودها.
ورغم توقف خطوات تصدير الغاز الروسي إلى ألمانيا، يؤكد رجائي أن مشروع "نورد ستريم2" يسير نحو التنفيذ نظرا للانتهاء من العمل في بنائه، ولحاجة الاتحاد الأوروبي للغاز الروسي، علاوة على حاجة موسكو للأموال.