كان بيل كلينتون من بين رؤساء أميركا الذين لجأوا لاحتياطيات النفط الطارئة في البلاد بهدف متعمد وهو محاربة الأسعار المرتفعة منذ 21 عامًا، وهي الخطوة التي يكررها الرئيس جو بايدن الآن.
نظرا لأن أسعار الطاقة أصبحت قضية ساخنة في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2000، حث نائب الرئيس والمرشح آنذاك آل جور، كلينتون على استخدام مخزونات الحكومة بعد أن بلغت أسعار النفط الخام في نيويورك أعلى مستوى لها في 10 سنوات بأكثر من 37 دولارا للبرميل.
في اليوم التالي وبالتحديد في 22 سبتمبر ، أفرجت إدارة كلينتون عن 30 مليون برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي، مما ساعد على خفض الأسعار إلى ما يزيد قليلا عن 30 دولارا في حوالي أسبوع، لكن بعد أسبوعين عادت إلى 36 دولارا.
وذكرت وكالة بلومبرغ في تقرير اطلعت عليه "العربية.نت"، أنه في الأسابيع التالية، ما حدد مزاج السوق حقا هو ما كانت أوبك تفعله والمخاوف بشأن وقود التدفئة لفصل الشتاء، بعد أن وصل إنتاج النفط في الاتحاد الذي تقوده المملكة العربية السعودية إلى أعلى مستوى له منذ عام 1979 في أكتوبر 2000 وقفز إنتاج زيت التدفئة في الولايات المتحدة، انخفضت الأسعار بشكل حاد في ديسمبر لتنتهي ذلك العام عند أقل من 26 دولارا.
ويرى بايدن أن جهوده للتحدث عن النفط كان لها تأثير على السوق قبل الإعلان عن أي تحرير من الاحتياطيات. ولكن الآن يبدو أن السوق أكثر تركيزًا على رد فعل أوبك.
خطوة أوباما في 2011
وفي العام 2011، واجه الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، انتقادات شديدة من صناعة النفط والجمهوريين لموافقته على الإفراج عن إمدادات النفط الطارئة في البلاد، وهو قرار قال مسؤولون بارزون إن الدافع وراءه هو الحاجة إلى دعم الاقتصاد المتعثر.
انتقد المراقبون سحب 30 مليون برميل من الاحتياطي، وهو نصف الضخ العالمي بتنسيق من وكالة الطاقة الدولية، معتبرين أنه يسيء استخدام الاحتياطيات في الوقت الذي تكون فيه الإمدادات الأميركية مرتفعة نسبيًا.
ذهب بعض مسؤولي أوبك إلى أبعد من ذلك، ووصفوها بأنها حيلة سياسية تجاهلت وعد المملكة العربية السعودية بزيادة الإنتاج وحقيقة أن أسعار النفط قد انخفضت بالفعل بشكل حاد.
لكن هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول التوقيت والعامل المحفز للإفراج عن المخزونات، والتي كانت في الماضي مخصصة لمعالجة الاضطرابات المفاجئة مثل الكوارث الطبيعية.
كانت إدارة أوباما قلقة أيضًا بشأن الأسواق قبيل ذروة الطلب في الصيف، عندما ينزل العديد من الأميركيين إلى الشوارع لقضاء الإجازات. كانت قفزة أسعار البنزين في وقت سابق من هذا العام (2011) تضر بدعم أوباما بينما كان البيت الأبيض يستعد لحملة إعادة انتخابه.
كما كانت تعاني الأسواق فجوة في الإمدادات ناتجة عن الاضطرابات السياسية في ليبيا واليمن التي أدت إلى اختناق إمدادات الخام الخفيف، مما أدى في البداية إلى ارتفاع أسعار النفط.