يحتفل العالم اليوم 31 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمدن، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في ديسمبر 2013؛ انطلاقاً من الرغبة في نشر الحضرية على مستوى العالم، والدفع نحو التعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والمساهمة في التنمية الحضرية في كل أنحاء العالم.
ويأتي موضوع عام 2021 حول عنوان «مدينة أفضل لحياة أفضل: تكيّف المدن من أجل المرونة المناخية»، ويهدف إلى الحد من آثار التحديات والمخاطر المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات والجفاف، إذ إنه من المتوقع أن يتأثر ما لا يقل عن مليون نسمة بالفيضانات الساحلية، حسب الأمم المتحدة.
«أوروبا بالعربي»، «المدينة الحلم»، «عالم مصغر»، أوصاف عدة أطلقها محللون وخبراء عرب على مدينة دبي، تزامناً مع اليوم العالمي للمدن، الذي يصادف 31 أكتوبر، مؤكدين أنها تمتلك بنية تحتية بمواصفات عالمية، فضلاً عن قدرتها على خلق فضاء للتعايش بين مختلف الجنسيات، واستضافة التظاهرات العالمية الكبرى، واستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين.
وقال المحلل السياسي المغربي، محمد بودن، إن دبي أصبحت ذات علامة تسويقية عالمية، وتجاوزت بصمتها المحيط الإقليمي، مبرزا أنه من المؤكد أن هذا إنجاز هائل في مدة وجيزة، تطلبت شجاعة الطموح، و قوة الإرادة، لدى قيادة البلاد، مشيراً إلى أن الإمارة لم تدع العناصر والمناظر الطبيعية الرملية تحد من إمكاناتها، لتصبح مدينة ذكية، قادرة على احتضان كل الأفكار والمشاريع الهائلة.
وأضاف بودن، في تصريحات لـ«الرؤية»، أن دبي اليوم تتدفق نحوها الوظائف، والأفراد، والثروة، وبالتالي أصبحت نموذجاً لمدن المستقبل التي يتعلم منها الآخرون، ويسيرون على نهجها، باعتبارها رائدة في التنمية الحضرية، عبر الجمع بين الحداثة والوفاء لجذورها وتراثها.
وأبرز بودن أن دبي تحلق عالياً بقدرتها على الاحتضان، واستثمار الفرص، وركوب موجة المتغيرات العالمية، وتجاوز التحديات بفعالية.
وقال بودن إن دبي تتوفر اليوم على بيئة استثمار متكاملة، وجاهزية تجعلها واحدة من أكثر المحاور العالمية المرغوبة لفرص الاستثمار، مبيناً أن البنية التحتية الصلبة والناعمة، التي تتفوق على العالم في الإمارة، تضعها بين وجهات الاستثمار الأجنبي المباشر، وتمنحها أعلى إمكانات النمو، عبر مساعدة المزيد من الشركات العالمية والناشئة على زيادة تطورها وتوسعها في الأسواق الإقليمية والعالمية، من خلال الاستفادة بشكل فعّال من مزايا الاستثمار في الإمارة.
وقال المحلل السياسي الإماراتي، الدكتور جاسم خلفان، إن دبي ليست وليدة الحاضر، لكنها حلم المغفور له -بإذن الله- الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي تحقق على يد نجله، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وأضاف «خلفان» لـ«الرؤية»، أن المغفور له الشيخ راشد، أسس الطرق، وبنى المطار، وطور الموانئ، وخلق البنية التحتية اللازمة لتصبح دبي مركز تجارة عالمياً يجمع أصحاب المال من كل دول العالم.
وتابع أن رجل اللامستحيل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استطاع تحويل دبي من مجرد إمارة صغيرة إلى مدينة عالمية كبيرة، فيها كل ما يحتاج إليه رجال الأعمال والمستثمرون، فضلاً عن الفنادق العالمية ووسائل الترفيه التي جعلتها قبلة السياحة في المنطقة.
وأشار إلى أن دبي استعدت على مدار 50 عاماً لتصبح ملتقى العالم، وفيها من البنى التحتية ما يؤهلها لذلك، وتسارعت الخطى في عملية التطوير حتى باتت عروس العالم، وتوجت باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 بأفكار قادتها وإخلاص شعبها، والاستفادة من الخبرات العالمية.
من جانبه، قال المحلل السياسي التونسي، باسل ترجمان، إن «من يتحدث عن دبي في نهاية سنة 2021، يتحدث عن مدينة تبهر الإنسانية، وتفاجئك الأشياء أينما ذهبت فيها، وأصبحت زيارتها جزءاً من أحلام الناس».
وأضاف ترجمان، في حديث مع «الرؤية»، أن دبي تحولت إلى مدينة تمثل العالم، وتجمعه في جنباتها، بكل معانيه الإنسانية، والثقافية، والفنية، والتجارية، والاقتصادية، مبرزاً أنه لم يسبق أن شهدت الإنسانية مدينة نجحت في أن تتحول إلى عالم صغير بكل المعاني، دون تمييز، ودون تفرقة، كما حدث في دبي.
وأفاد ترجمان أن دبي لا تنافس العواصم العالمية، ولكنها تتميز عنها بوجود ما يقارب 190 جنسية متناغمة فيها، تعمل، وتعيش، وتتفاعل«، مبينا أن ذلك لا يوجد مثلاً في باريس، أو نيويورك، أو لندن، وبالتالي يمكن أن نسميها (عالم دبي)».
وأوضح ترجمان أن دبي لم تتميز عن العواصم العالمية الأخرى فقط على المستوى العمراني الإبداعي المتواصل، لصياغة شكل المدينة ورؤيتها، وبالإمكانيات المالية أو المادية، بل تميزت بالإبداع الفكري والإنساني.
من جهتها، قالت الأكاديمية والمحاضرة في الجامعة اللبنانية، تمارا برو، إن أي شاب يتمنى أن يعيش في بلد يوفر له مقومات العيش الكريم ويدعمه كي يحقق ذاته وطموحاته، وهذا ما تفعله دبي التي يسود فيها النظام، حيث يطبق القانون على الجميع دون استثناء.
وأضافت برو لـ«الرؤية»، أن دبي توفر فرص العمل وينعم سكانها بالأمن والأمان، والسلام، وهذه مقومات تخلق جواً للإبداع والابتكار والتطور، كما أنها تتمتع بالانفتاح وتعلم الإنسان حرية احترام الاختلاف الديني والعقائدي، فضلاً عن أن دبي تشهد تطوراً كبيراً على جميع الأصعدة، حتى أضحت مدينة عالمية باستحقاق.
وتابعت أن دبي مدينة للإبداع والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ولم تعد طموحات حكامها تقتصر على الأرض، بل أصبحت رائدة في مجال الفضاء، من خلال الدعم الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لرواد الفضاء الإماراتيين.
وأشارت إلى أن دبي والإمارات العربية المتحدة بشكل عام، قادرة على حماية الإنسان ومواجهة الصعاب، ولا أدل على ذلك من طريقة معالجتها لأزمة فيروس كورونا المستجد وعودة الحياة إلى طبيعتها، واستضافة معرض دولي كبير مثل إكسبو.
وأوضحت أن اعتماد دبي على سياسات اقتصادية منفتحة وتشجيع الاستثمار الأجنبي وتقديم التسهيلات جعلها محل ثقة للمستثمرين. كما أن موقعها المميز الواصل بين الشرق والغرب، والبنى التحتية المتطورة، جذبت الكثير من المستثمرين والشركات الأجنبية، وأبرزها منطقة جبل علي، التي تعد إحدى أكبر المناطق الحرة وأسرعها نمواً في العالم، وميناء جبل علي أكبر موانئ الشرق الأوسط، وأحد أكبر وأهم الموانئ العالمية.
ومن جهته، قال خبير الشؤون الاستراتيجية الجزائري، إسماعيل معراف، إن دبي بدأت قبل 10 سنوات تنمو بشكل غير مسبوق في منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، حتى أصبحت المدينة حلماً، ونموذجاً للبلدان الخليجية؛ لأنها تحاكي مدن العالم المتطورة، ما يجعلها اليوم واحدة من أهم الوجهات السياحية المطلوبة اليوم حول العالم.
وأبرز معراف، في تصريحات لـ«الرؤية»، أن دبي تجمع بين الأصالة والمعاصرة على مستوى عمران عالمي عصري، وفي نفس الوقت يحمل بصمة منطقة الخليج، وعاداتها وتقاليدها.
وأوضح معراف أن دبي تحولت إلى موطن لرجال الأعمال، ومشاهير العالم، وأصبحت ملاذاً آمناً لأصحاب رؤوس الأموال، التي تقدم لهم تسهيلات كبيرة لاستثماراتهم، ويغيب عنها الفساد والجماعات الإجرامية، إلى جانب التكنولوجيا المستعملة في إدارة المدينة.
بدورها، قالت الناشطة الحقوقية المصرية، نهى المأمون، إن الإمارات العربية المتحدة، وخاصة مدينة دبي، أصبحت الآن من أكثر وجهات السياحة العالمية؛ لما بها من تطور واحترام للقواعد، وأيضاً اقتصاد قوي ومستقر.
وأضافت «المأمون» لـ«الرؤية»، أن دبي أصبحت مدينة الأحلام للشباب العربي تحديداً، وذلك لمستوى الخدمات والرفاهية والوظائف وفرص العمل المتاحة، إضافة إلى التحدث باللغة العربية، ما جعلها حلماً يسهل الوصول إليه من قبل الشباب والمستثمرين.
وتابعت أن الإمارات تراعي حقوق الإنسان وقيم المساواة والحرية، وتكافؤ الفرص، والعمل دائماً على النهوض بالفرد والأسرة، ما يجعل منها مدينة بمواصفات أوروبية ذات طابع شرقي خاص.