ظهر قطاع جديد من الاقتصاد المعتمد على الإنترنت في العقد الماضي، وهو اقتصاد مؤثرو الإنترنت. والذي يضم الآلاف من صناع المحتوى الذين يحققون دخلًا رئيسيًا من شبكات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا فيسبوك وإنستغرام ويوتيوب.
إلا أن صناع المحتوى ظلوا مهددين من شبكات التواصل الاجتماعي والتغييرات التي تطرأ على خوارزمياتها بشكل مستمر. كما أن هناك مؤثرين في غاية الشهرة ويحققون دخلًا ممتازًا، وفي المقابل هناك الآلاف ممن يحققون دخلًا منخفضًا، وهم الأكثر تأثرًا بأي تغييرات قد تطرأ.
وقد أدى ذلك لظهور أسلوب جديد لتحقيق الربح بالنسبة للمؤثرين عبر الإنترنت. وهو الاعتماد على الدخل الذي يأتي بشكل مباشر من المتابعين المهتمين.
وقد ساهمت منصات مثل Substach و Gumroad و Kajabi وغيرها في حدوث ذلك. وعندما يعمل المؤثرين بالاعتماد على هذه المنصات فإنهم يتواصلون مع المستخدمين بشكل مباشر، ويحصلون على الدخل منهم بشكل مباشر أيضًا.
وهذا القطاع الجديد من مؤثري الإنترنت لن يتأثر سلبًا بتغيير سياسات أو خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك فإنه لن يتأثر في حالة توقف منصات التواصل الاجتماعي بشكل كامل لمدة طويلة كما حدث مع فيسبوك منذ عدة أسابيع.
مؤثرو الإنترنت المستقلون
طبقًا للدراسات التي تضمنت أسلوب عمل المؤثرين المستقلين فإنهم يستمرون بالفعل في العمل على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أنهم يقدمون محتوى حصريا وخاصا للمستخدمين الذين يشتركون لديهم بشكل شهري.
وبهذه الطريقة يتمكن المؤثرون من تحقيق دخل شبه ثابت بشكل شهري، بعيدًا عن إيرادات الإعلانات أو المشاهدات أو التعاونات المدفوعة مع العلامات التجارية.
وطبقًا للدراسات الأخيرة فإن 57% من المؤثرين الذين اعتمدوا على تلك الطريقة قد تمكنوا من تحقيق دخل مستمر من خلال الاشتراكات. وكذلك، أشارت التقارير إلى أن تحقيق 1,000 دولار أميركي شهريًا من العمل كمؤثر هو أمر يحتاج لما يصل إلى 100,000 متابع نشط على إنستغرام، أو 2 مليون مشاهدة على يوتيوب.
لكن من ناحية أخرى فإن تحقيق نفس الدخل بالاعتماد على الاشتراكات هو أمر لا يحتاج سوى 230 مشترك شهري على منصات مثل Patreon أو Substach وغيرها.
ويمكن لصانع المحتوى أن يستمر في تقديم المحتوى عبر جميع المنصات بشكل طبيعي. لكن إلى جانب ذلك فإنه يطلب من متابعيه الاشتراك من أجل مميزات مستمرة، ومن أجل دعمه في حالة الاستفادة مما يقدم. وهو أمر يستجيب له الكثيرون.
ويعتمد هذا الأسلوب على الاستهداف الجيد للمتابعين. كما مؤثرو الإنترنت يعملون على زيادة الأعداد بشكل مستمر. أو الحفاظ على الأعداد الحالية.
ولعل الهدف الرئيسي وراء ذلك هو الاستمرار في تحقيق الدخل بشكل أساسي. إلى جانب المداخيل الأخرى التي يمتلكها مؤثرو الإنترنت بالفعل.