ان تعيش في هذا العالم فستكون بين خيارين لا ثالث لهما ، اما ان تكون المؤثر في سير الاحداث او المتأثر بها.
ان تكون المؤثر بالافكار كالمعرفة، الثقافة ، الأخلاق للقيم، او بمادة كالإنتاج الصناعي والعلمي والتكنولوجي.
يتصارع العالم من حولنا بفكرة الديموقراطية واشكالها، بحقوق الانسانية، وغيرها من المسميات الكثيره.
وفِي الجانب المادي، تتنافس الدول لحماية شركاتها، وصناعاتها، وتتفاخر بالإنجازات العلمية والتكنولوجية وما يجري حاليا بين الصين وامريكا مثال لذلك.
السؤال الأكثر إلحاحا ، اين نحن العرب مما يجري ؟ من معادلة المؤثر او المتأثر؟ دون سابق تفكير " نحن المتأثر عليه".
بعبارة اخرى، نحن نستهلك المادة التي تصنعها الدول الاخرى، انظر حولك وسوف تعرف حجم ذلك الاستهلاك، حتى ملابسنا التي تستر عورتنا، لا نستطيع إنتاجها.
اما من الناحية الفكرية، وهي الأكثر خطورة ، فالثقافةالخارجية من مسلسلات وافلام واغاني وغيرها الكثير، وما تعكسه من تاثير مباشر على قيم المجتمع وسلوكيات الافراد والهوية الوطنية، حتى اصبح اطفالنا يكتبون العربية بحروف وارقام أجنبية.
بختصار، لقد هزمنا في صراع الحضارات. لا نستطيع ان نؤثر على الدول الاخرى سوى فكريا او ماديا، فتجهنا كعرب على بَعضنَا البعض كي نؤثر في مجتمعنا المهزوم اصلا، حتى نشعر بأننا ذوو قوة وبأس شديد.
فماذا فعلنا؟
انسحبنا من صراع الحضارات وانفصلنا عن عالم الإنتاج والمعرفة.
وصنعنا عالما صغيرا، يتصارع على المذهبية والحزبية، حتى نشعر باننا نؤثر على شيء ما.
فوجدنا معادلة ان تكون قاتل او مقتول، الظالم او المظلوم، ان تكون معي او ضدي.
وا ستخدمنا بكل اسف التكنولوجيا لقتل بَعضُنَا البعض،
وتحالفنا مع الغرباء لنغلب بَعضُنَا البعض،
أصبح عالمنا العربي ساحة لصراع الحضارات الاخرى فكريًا وماديا، مدفوع الثمن بثروات العرب، وبدماء العرب، وعلى ارض العرب كنتيجة حتمية .
ان خطر الحدود التي تفرق العرب ليست الحدود البريه، وانما حدود المذهبية العمياء، حدود الجهل والفقر التي تفتح للاجانب التدخل في شؤونا وتقفلها على التعاون المشترك بين الأخوة العرب. والامثله كثيرة، من ليبيا في المغرب العربي، وسوريا في بلاد الشام التاريخية، والعراق واليمن في شبة الجزيرة العربية.
ليبقى السؤال الذي يصعب وجود إجابة له ، هو متى يمكن للعرب ان يجتمعون على رؤية واحدة، ننافس الحضارات الاخرى في ساحات الفكر والانتاج، في الابتكار والتطور، فاليوم نحن عبء على انفسنا وعلى العالم.
بقلم محمد بن الوزير