قبل سنوات، حذر الملك عبدالله الثاني، ملك الاردن، بان ايران تشكل نفوذا اسمه بهلال الناعم، الان اصبح هذا الهلال واقعًا ولم يعد ناعمًا ولكن سرطانًا يهدد جميع الدول العربية.
كانت محور الدفاع الايراني تهديداتها المتكررة بان اي هجوم عسكري ضد طهران سوف ترد باغلاق مضيق هرمز. جميعًا يتذكر تلك التحذيرات التي اصبحت من الماضي، الان تشمل البحور من المتوسط شمالًا، قناة السويس، البحر الاحمر والعربي واخير المحيط الهندي، وصولًا الى رأس الرجاء الصالح. التجارة العالمية بين الشرق والغرب تحت نيران الايرانيه، ودول الخليج العربي اصبحت محاطة بالجماعات التي تدعمها طهران، وتمتلك قدرات صاروخية لا تمتلك جيوش رسمية.
أن الاحداث الاخيرة في البحر الاحمر تظهر التحول الكبير في الاستراتيجية الايرانيه في المنطقة. فهو تحول من عملية إنشاء الجماعات المساندة لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، الى عملية تنسيق وإدراه تلك جماعات في تنفيذ عمليات عسكرية متناسقة بدون تحمل اي مسوولية عن افعالها.
فتحول خط الدفاع الايراني من حدودها وتهديداتها باغلاق مضيق هرمز، الى فتح معارك اقليمية من مناطق مختلفة. وليست اي مناطق، من سوريا ولبنان تستطيع ضرب البحر المتوسط، ومن العراق ضرب العمق الخليجي، واليمن تستطيع التأثير المباشر على قناة السويس، مضيق باب المندب، والمحيط الهندي. اكتمل الهلال الدفاعي الايراني والان تتجة نحو أكمال دائرة نفوذها، استعدادا لتحول نحو استراتيجية الهجوم.
ويجري من أستغلال للمجازر التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي في غزة، لتبرير العمليات العسكرية ضد القواعد الاميركية في سوريا والعراق والسفن التجارية في البحر الاحمر والعربي، هي اساسها التحول الاستراتيجي نحو الهجوم. تلك العمليات هي للتدريب تلك الجماعات على القدرات الهجومية من صواريخ طويلة المدى والمسيرات الذكية، والتنسيق بينها وادارة العمليات عن بعد.
جميع تلك الأحداث تاكد بان طهران تتجهز الى معركة أكبر وأشمل، منفذيها هي تلك الجماعات، وساحتها هي الأرض العربية. نقط الانطلاق ستبدأ بشكل اوسع بعد مغادرة إمريكا المنطقة، حيث قالت واشنطن، بحزبيها الجمهوري والديموقراطي، بانها سوف تنسحب من المنطقة لتركز على آسيا، لجمح النفوذ الصيني. لا يوجد استراتيجية عربية لمحاربة هذا النفوذ، وموسكو وبيجين تنظر الى طهران كحليف استراتيجي، ودليل المناورات العسكرية الجارية في مضيق هرمز.
ايران تتجة من شكل الهلال الى أكتمل البدر، اخر خطواتها في السودان، حيث طلبت بشكل رسمي إنشاء قاعدة عسكرية في احدى جزرها المطلة على البحر الأحمر. طهران تعيش الان ذروة قوتها ونفوذها، وتتزايد يوما بعد يوم، ولا توجد اي استراتيجية عربية لحماية امنها القومي. اصبح كل شي واضح كهلال رمضان، ولا مجال لانكار ظهوره.
