في تحقيق لها، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" كيف نشأت علاقة المجرم الجنسي الراحل جيفري إبستين والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، "عبر السعي وراء النساء".
ووفق "نيويورك تايمز"، كان جيفري إبستين يُوصف بأنه "شخص رائع" و"ممتع جدا في صحبته". أما علاقته بدونالد ج. ترامب، فبحسب الروايات المتبدلة، "لم تكن رسمية"، فقد حضرا العديد من الحفلات نفسها، لكنهما "لم يكونا يتواصلان اجتماعيا"، ولم يكونا صديقين حقيقيين بل مجرد معارف في مجال الأعمال، أو "لم تكن هناك علاقة أصلا". وقال ترامب في إحدى المناسبات: "لم أكن من معجبيه، هذا ما أستطيع قوله".
وأوضحت الصحيفة أنه على مدى ما يقارب ربع قرن، قدّم ترامب وممثلوه روايات متغيّرة، وغالبا متناقضة، عن علاقته بإبستين، وهي علاقة التقطتها أحيانا عدسات مصوري المجتمع ومقاطع إخبارية قبل أن تنتهي بخلاف بينهما في منتصف العقد الأول من الألفية. ومنذ وفاة إبستين في زنزانة بسجن مانهاتن خلال الولاية الأولى لترامب، خضعت هذه العلاقة لتدقيق شديد، ومع تساؤلات حول ما كان الرئيس يعرف شيئا عن انتهاكات إبستين، باتت تهدد بابتلاع ولايته الثانية.
وقد هزّ هذا الجدل قبضة ترامب الصلبة على قاعدته الشعبية كما لم يحدث من قبل. إذ طالب أنصاره بمعرفة سبب عدم تحرك الإدارة بسرعة أكبر لكشف أسرار المدان بجرائم جنسية. وفي نوفمبر، وبعد مقاومة استمرت أشهرا من الضغوط من أجل الإفراج عن مزيد من الوثائق الفيدرالية المتعلقة بإبستين — ومع مواجهة تمرد نادر بين مشرعين جمهوريين — تراجع ترامب ووقّع تشريعا يفرض الإفراج عن تلك الوثائق ابتداء من هذا الأسبوع.
وحسب "نيويورك تايمز"، كان لإبستين موهبة في تكوين صداقات مع أصحاب النفوذ، وقد تورّط بعضهم في التدقيق المستمر في جرائمه. وعلى مدى أشهر، سعى ترامب بقوة لإخراج نفسه من دائرة الاتهام، واصفا الأسئلة حول علاقته بإبستين بأنها «خدعة ديمقراطية»، ومناشدًا أنصاره تجاهل القضية بالكامل.
وخلص تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز إلى عدم وجود أدلة تورّط ترامب في إساءة إبستين واستغلاله الجنسي للقاصرات. لكن العلاقة بين الرجلين كانت أوثق وأكثر تعقيدا بكثير مما يعترف به الرئيس حاليًا.
فمنذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، نشأت بينهما رابطة قوية إلى حد أن من عرفوهما اعتقدوا أنهما أقرب صديقين بحسب ما توصلت إليه الصحيفة. كان إبستين آنذاك ممولا غير معروف نسبيا، يحيط مصدر ثروته وحجمها بالغموض، بينما كان ترامب، الأكبر سنا بست سنوات، وريثا في مجال العقارات مولعا بالأضواء ويبالغ في نجاحاته. لم يكن أي منهما يشرب الكحول أو يتعاطى المخدرات. وكان سعيهما وراء النساء لعبة للغرور والهيمنة، حيث تحولت أجساد النساء إلى عملة.
وعلى مدى نحو عقدين، وبينما كان ترامب يجوب دوائر الحفلات في نيويورك وفلوريدا، كان إبستين على الأرجح رفيقه الأكثر موثوقية. ففي تسعينيات القرن الماضي وبدايات الألفية، ارتادا قصر إبستين في مانهاتن، وفندق بلازا المملوك لترامب، وأحد كازينوهات ترامب في أتلانتيك سيتي، إضافة إلى منزليهما في بالم بيتش. كما زار كل منهما مكتب الآخر، وتحدثا هاتفيا بشكل متكرر، وفقا لموظفين سابقين لدى إبستين ونساء قضين وقتا في منازله.
وكان إبستين يناقش مع رجال آخرين مواضيع مثل الملاذات الضريبية أو الشؤون الدولية أو علم الأعصاب، لكنه مع ترامب كان يتحدث عن الجنس، حسب الصحيفة.
وقالت ستايسي ويليامز، التي اشتهرت في التسعينيات كنجمة في إصدارات ملابس السباحة لمجلة "سبورتس إليستريتد"، في مقابلة مع الصحيفة: "أعتقد أنه كان صيدا للجوائز". وقد وصفت في منشورات ومقابلات سابقة كيف تحرش بها ترامب عام 1993 في برج ترامب بينما كان إبستين، الذي كانت تواعده حينها، يشاهد هذا. وأضافت: "أعتقد أن جيفري أحب فكرة أن يواعد عارضة أزياء معروفة، وأن ترامب كان يسعى ورائي". وقد نفى ترامب روايتها.
ولإلقاء الضوء على صداقتهما، أجرت نيويورك تايمز مقابلات مع أكثر من 30 شخصًا، بينهم موظفون سابقون لدى إبستين، وضحايا لإساءاته، وآخرون تقاطعت طرقهم مع الرجلين على مر السنين. كما حصلت الصحيفة على وثائق جديدة، وراجعت سجلات قضائية ووثائق عامة أخرى.
وطلب كثير ممن قابلتهم الصحيفة عدم الكشف عن هوياتهم، خوفا على سلامتهم من أنصار ترامب، الذي استخدم نفوذ الحكومة الفيدرالية لاستهداف خصومه السياسيين ومعاقبتهم. وذكر بيان صدر الشهر الماضي عن أكثر من عشرين من ضحايا إبستين أنهم تلقوا بالفعل تهديدات بالقتل لمطالبتهم بكشف كامل لتحقيقات الحكومة.
وعبر السنوات، قدّم إبستين أو شريكته غيسلين ماكسويل ما لا يقل عن ست نساء — اتهمن لاحقا بالتعرض للاستدراج أو الإساءة — إلى ترامب، وفق مقابلات وشهادات قضائية وسجلات أخرى. كانت إحداهن قاصرا في ذلك الوقت. ولم تتهم أي منهن ترامب نفسه بالسلوك غير اللائق.
وقالت إحدى النساء، التي تتحدث علنا للمرة الأولى، إن إبستين أجبرها على حضور أربع حفلات في منزله، حضر ترامب جميعها. وفي اثنتين منها، وجهها إبستين لإقامة علاقات جنسية مع رجال ضيوف آخرين.
وفي رسالة إلكترونية أفرج عنها الكونغرس في نوفمبر، تفاخر إبستين بأنه "أهدى" ترامب امرأة تبلغ 20 عاما من العمر كان يواعدها في التسعينيات. وخلال رحلة جوية مشتركة في أوائل التسعينيات، تحرّش ترامب بإحدى موظفات إبستين، قائلا لها إنه يستطيع الحصول على أي امرأة يريد، بحسب موظف آخر علم بالحادثة. وذكر موظف ثالث أن ترامب كان أحيانا يرسل بطاقات لعارضات أزياء ليطّلع عليها إبستين "كما لو كانت قائمة طعام".
وكان إبستين، الذي زعم أنه يحتاج إلى ثلاث "هزات جنسية يوميا"، قد استغل أو أساء إلى مئات النساء والفتيات قبل وفاته التي صُنّفت انتحارا. ولا يواجه ترامب اتهامات بالاعتداء الجنسي على قاصرات. لكن خلال صداقته مع إبستين وبعدها، لاحقته اتهامات عديدة بالإساءة والاعتداء الجنسي، ظهرت تفاصيل كثيرة منها علنًا خلال حملته الرئاسية الناجحة عام 2016.
وقد اتهمت قرابة 20 امرأة ترامب علنًا بالتحرش أو التقبيل القسري أو الاعتداء الجنسي، وهو سلوك كان قد تفاخر سابقا بإمكانية الإفلات منه بسبب شهرته، قبل أن ينفيه لاحقا. وفي عام 2023، فازت الكاتبة إي. جين كارول بحكم مدني قدره 5 ملايين دولار ضده بتهمة الاعتداء الجنسي والتشهير.
وردا على أسئلة مفصلة من الصحيفة، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في بيان: "هذه قصة أخبار كاذبة لا تستحق الورق الذي كُتبت عليه، وهي مجرد إعادة تدوير قديمة لاتهامات زائفة عمرها عقود ضد الرئيس ترامب. الحقيقة ستبقى كما هي مهما حاولت نيويورك تايمز تغييرها. الرئيس ترامب لم يفعل شيئًا خاطئًا، وقد طرد جيفري إبستين من مار-إيه-لاغو لأنه شخص مقزز".
ولا يزال من غير الواضح ما هي المعلومات الجديدة التي قد تظهر بموجب القانون الجديد الذي أقره الكونغرس، إذ يسمح التشريع للإدارة بحجب السجلات التي تكشف هويات الضحايا أو المواد المصنفة سرية، وكذلك الوثائق التي قد تضر بالتحقيقات الفدرالية الجارية.
وينفي ترامب علمه بإساءة إبستين للفتيات القاصرات. غير أن رسائل إلكترونية أُفرج عنها في نوفمبر أظهرت أن إبستين لمح إلى عكس ذلك، إذ كتب عام 2019 للصحافي مايكل وولف: "بالطبع كان يعلم بأمر الفتيات، لأنه طلب من غيسلين التوقف". ولا يزال السياق الكامل لهذا التصريح غير واضح.
وفي إفادة عام 2010، سُئل إبستين عما إذا كان قد تواصل اجتماعيا مع ترامب بحضور فتيات دون 18 عامًا، فرفض الإجابة مستندًا إلى حقوقه الدستورية.
حديث الجنس وساعات المكتب
كان الهاتف يرن أحيانا في مكتب ترامب ببرج ترامب. المتصل — "جيفري الغامض"، كما وصفه ترامب في كتاب أعمال عام 2004 — لم يكن يذكر اسم عائلته، ولم يكن بحاجة لذلك. وبالمثل، كان هاتف مكتب إبستين يرن عدة مرات أسبوعيا في منتصف التسعينيات، وكان ترامب على الخط.
وتذكر إحدى مساعدات إبستين، وفق "نيويورك تايمز"، أن ترامب كان يتحدث مطولا عن مغامراته الجنسية، بينما كان إبستين يستمتع بإحراجها. وروت مكالمة ناقش فيها الرجلان تفاصيل فجة عن جسد امرأة، وأخرى تحدث فيها ترامب عن ممارسة الجنس على طاولة بلياردو.
وأكدت شهادات أخرى استمرار هذه المكالمات لسنوات، وتطرقها إلى مسابقات الجمال وعروض الأزياء، وحتى تفضيلات النساء بحسب الدول.
وقالت الفنانة ماريا فارمر، التي اتهمت إبستين وماكسويل بالاعتداء عليها، إن إبستين استدعاها مرة لمقابلة ترامب، الذي "نظر إليها بشهوة" قبل أن يقول إبستين: "ليست لك".
ورغم نفي البيت الأبيض أن يكون ترامب زار مكتب إبستين، أكدت شهادات متعددة، بينها شهادة شقيق إبستين، أنه كان يتردد عليه كثيرًا. كما أظهرت ملاحظات مكتوبة بخط اليد تعود إلى عام 1994 تعليمات متكررة بالاتصال بترامب أو الرد عليه، ودعوته إلى مناسبات في مار-إيه-لاغو.
وكانت العلاقة بينهما مشوبة بالغيرة والازدراء، إذ انتقد إبستين قدرات ترامب التجارية، واشتكى مرة من أنه يطلب مساعدات مالية، بما في ذلك ركوب طائرته الخاصة.
إعادة كتابة التاريخ
في أوائل العقد الأول من الألفية، بدا إبستين — الذي أصبح ثريا للغاية وذا علاقات واسعة — أقل رضا عن الغموض الذي أحاط حياته وأعماله. ففي عام 2002، وفي خطوة بدت وكأنها دعوة للتدقيق العلني، رتب رحلة إنسانية إلى ‘فريقيا على متن طائرة ضمت الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ومجموعة من المشاهير. وسرعان ما نُشرت تفاصيل الرحلة في عمود "بايج سكس" بصحيفة "نيويورك بوست". وبعد فترة قصيرة، نشرت مجلة «نيويورك» أول ملف موسع عن إبستين. وقدم ترامب الاقتباس الرئيسي للعنوان: "إنه ممتع جدا. ويقال حتى إنه يحب النساء الجميلات بقدر ما أحب، وكثيرات منهن صغيرات السن".
لكن في السنوات اللاحقة، ساءت صداقتهما. ومتى حدث ذلك تحديدا، ولماذا، غير واضح. وبعد أن بدأت الاتهامات ضد إبستين بالظهور تدريجيا في منتصف العقد الأول من الألفية، أخذت روايات ترامب وممثليه عن علاقتهما ونهايتها تتغير. فقيل إن إبستين طُرد من منتجع مار إيه لاغو لسلوكه غير اللائق مع مدلكة أو مع ابنة أحد الأعضاء. أو إن ترامب منعه بسبب استقطاب موظفين أو لأنه "شخص مريب".
وظهرت أولى الإشارات العلنية للقطيعة عام 2007، في خبر مجهول المصدر بعمود "بايج سكس"، بالتزامن مع مفاوضات إبستين على صفقة إقرار بالذنب لتسوية أولى القضايا الفيدرالية والولائية ضده. وذكرت الصحيفة أن إبستين مُنع من دخول مار أ لاغو لاستدراجه "مدلكة تبلغ من العمر نحو 18 عاما". ويبدو أن الخبر كان يشير إلى فيرجينيا جيوفري، التي قالت إنها جُندت من قبل ماكسويل من المنتجع الصحي قبل أيام من عيد ميلادها السابع عشر عام 2000 — حين كان إبستين وترامب لا يزالان مقربين.
وبعد سنوات، عندما أعلنت جيوفري ادعاءاتها علنا، كتب إبستين إلى ماكسويل معبرا عن دهشته من أن ترامب لم يتعرض لمزيد من التدقيق، مشيرا إلى أن صديقه "أمضى ساعات في منزلي" مع جيوفري. وردت ماكسويل بأنها كانت تفكر في الأمر نفسه. وفي إفادات عام 2016 — عندما كان ترامب مرشحا بارزا لأعلى منصب في الدولة— قالت جيوفري إن ترامب لم يمارس معها الجنس، وإنها لا تتذكر رؤيته في منازل إبستين. وقد توفيت منتحرة في أبريل الماضي.
وفي عام 2009، سعى براد إدواردز، محامي مجموعة من ضحايا إبستين، إلى استجواب دائرة أصدقائه الأقوياء. وكتب في كتابه أن ترامب وافق سريعا على مكالمة هاتفية. وقال له إن إبستين كان مجرد معارف في مجال الأعمال، وإنه لا يتذكر تحديدا سبب طرده من مار أ لاغو، وإن آخر مرة رآه فيها كانت في اجتماع عمل بمنزل إبستين في بالم بيتش قبل ظهور الاتهامات.
ومع ذلك، في أوائل عام 2015، ومع بدء ترامب استكشاف الترشح للرئاسة، كانت التقارير عن متاعب إبستين القانونية لا تزال تصفه بصديق ترامب. فأصبح ترامب وممثلوه أكثر حدة. وصرح ألان غارتن، كبير مساعدي ترامب ومحاميه، لموقع "بازفيد نيوز" إن إبستين "كان مجرد واحد من آلاف الأشخاص الذين زاروا مار أ لاغو". وفي العام التالي كان أكثر حسمًا، إذ أفاد لقناة "فوكس نيوز": "لم تكن هناك علاقة بين جيفري إبستين ودونالد ترامب. لم يكونا صديقين، ولم يتواصلا اجتماعيا".
وعندما سأله مراسل وكالة "أسوشييتد برس" عن إبستين عام 2015، أجاب ترامب بشكل مراوغ: «كان بالتأكيد رجل مجتمع، وبما أن المكان جزيرة صغيرة، فقد تعرّف إلى كثير من الناس"، في إشارة إلى بالم بيتش. وأضاف: "عندما بدأت أقرأ عن الأمور المختلفة ثم ثبت بعض الأشياء، فهذا عالم مختلف، كوكب آخر".
لكن المقابلات والسجلات العامة تشير إلى أن ترامب تفاعل اجتماعيا أحيانا مع نساء اتهمن إبستين وماكسويل بالاستدراج أو الإساءة. فقد وصفت القضية الفيدرالية ضد ماكسويل دورها في استدراج ثلاث ضحايا دون سن 18 بين عامي 1994 و1997. وإحداهن، المعروفة في السجلات القضائية باسم "جين دو"، زعمت في دعوى مدنية منفصلة أن إبستين أخذها لزيارة ترامب في مار أ لاغو عام 1994، عندما كانت في نحو سن الرابعة عشرة.
ووفقا للشكوى، قال إبستين وهو يدفع ترامب بمرفقه مازحا: "هذه جيدة، أليس كذلك؟" وابتسم ترامب وأومأ برأسه، وضحك الرجلان، بحسب الضحية. وانتهت قضيتها بتسوية مع تركة إبستين. وفي عام 2021، وخلال شهادتها في محاكمة ماكسويل، قالت إنها شاركت في مسابقة "ملكة جمال مراهقات الولايات المتحدة" التي نظمها ترامب.
ويتذكر جاك أودونيل، الذي أدار فندق "ترامب بلازا" في أتلانتيك سيتي لعدة سنوات ثم كتب كتابا نقديا عن ترامب، أن ترامب وصل ذات مرة إلى الكازينو بعد منتصف الليل في أحد أيام سبتمبر 1989 برفقة إبستين وثلاث شابات. وتعرف مفتش ألعاب القمار في الولاية على إحدى النساء باعتبارها لاعبة التنس غابرييلا ساباتيني، التي كانت في التاسعة عشرة من عمرها، أي أصغر من السن القانونية لدخول الكازينو. وفي اتصال هاتفي يوم الاثنين، قال المفتش لأودونيل إن جميع النساء كنّ يبدين "صغيرات جدا". وبعد ذلك بقليل، اتصل أودونيل بترامب لإبلاغه بالأمر.
وقال ترامب، بحسب ما يتذكره أودونيل: "نعم، جيفري يحبهن صغيرات". ثم أضاف: "صغيرات جدا بالنسبة لي". وكان أودونيل قد روى الواقعة سابقًا لمجلة "سلايت"، فيما وصف البيت الأبيض روايته بأنها مختلقة. ولم تنجح محاولات التواصل مع ساباتيني.
وأيًا كان سبب الخلاف اللاحق بينهما، ظل إبستين مهووسا بترامب. ففي السنوات التي تلت آخر تواصل معروف بينهما، تبادل مئات الرسائل الإلكترونية مع آخرين ذكر فيها صديقه السابق. ومع انطلاق المسيرة السياسية لترامب في منتصف العقد الثاني من الألفية، بدا استياء إبستين يتزايد. وحتى بينما كان يحاول استعادة نفوذه داخل عالم ترامب، كان يسخر منه وينتقده في الخاص، واصفًا إياه بأنه "مجنون" و"شرير إلى حد لا يُصدق"، وفق الرسائل التي نشرها الكونغرس.
وأظهرت الرسائل أنه استاء من محاولات ترامب النأي بنفسه عنه. فصديقه السابق الأكبر سنا والأكثر سلاسة بدا محصنا، بينما كان هو محاطا بالفضائح مجددا مع تقدم المزيد من الضحايا برواياتهن. وفي مقابلة مسجلة عام 2017 مع الكاتب مايكل وولف ونشرتها "ديلي بيست" العام الماضي، وصف إبستين ما قال إنه أسلوب ترامب في محاولة إغواء زوجات أصدقائه. وعندما سأله وولف كيف يمتلك مثل هذه المعرفة الحميمة، أجاب: "كنت أقرب أصدقاء دونالد لمدة 10 سنوات".
وفي رسائل إلكترونية، لمح إلى أصدقائه بأنه قادر على إسقاط ترامب، دون أن يوضح كيف.
المصدر: "نيويورك تايمز"