كشفت صورة جديدة عن اصطحاب بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق جيفري إبستين ومساعدته غيسلين ماكسويل ضيفين شخصيين لحضور حفل أحد الزعماء العرب الآن، دون دعوة.
وأفادت صحيفة "نيويورك بوست" بأن مرافقي كلينتون الخاصين صدموا عندما طلب منهم الترتيب لإضافة إبستين وماكسويل إلى قائمة ضيوفه في الحفل الملكي زفاف العاهل المغربي محمد السادس، وذلك رغم عدم وجود أي صلة رسمية تربطهم به. وكان كلينتون قد اكتسب تقديرا في المغرب بعد حضوره جنازة الملك الراحل الحسن الثاني قبل ثلاث سنوات من ذلك التاريخ.
وظهر كلينتون في صورة جماعية مع إبستين وماكسويل وابنته تشيلسي، جرى التقاطها خلال الحفل ونشرت حصريا مع التقرير. وقال أحد المصادر المطلعين: "أحضرهم كضيوف إلى زفاف ملكي. الأمر يكاد يبدو مختلقا"، متسائلا: "كم مرة في حياتك تتم دعوتك كضيف تابع لضيف آخر في حفل زفاف؟".
وبحسب المصادر، اعتبر أعضاء في فريق كلينتون أن هذا الطلب يشكل خرقا للبروتوكول الدبلوماسي والاجتماعي، ولا يزال الموضوع مدار نقاش في الأوساط السياسية الديمقراطية منذ أكثر من عقدين.
وتأتي هذه التفاصيل في وقت يواصل كلينتون فيه التقليل من شأن علاقته السابقة بإبستين، بينما تستعد وزارة العدل الأمريكية للإفراج عن ملفات تتعلق بجرائم المليونير التي لم تكن معلنة وقت زفاف الملك المغربي.
وأكد مصدر ثان أن طاقم الرئيس الثاني والأربعين للولايات المتحدة "أصر" و"ضغط" لإدراج ماكسويل، المحكومة حاليا بالسجن 20 عاما بتهم الاتجار الجنسي، وإبستين الذي توفي في محبسه عام 2019 أثناء انتظار محاكمته بتهم مماثلة، ضمن الوفد المرافق لكلينتون.
وأوضح المصدر أن هيلاري كلينتون لم تستطع الحضور لانشغالها بأعمال مجلس الشيوخ، بينما أبدت تشيلسي رغبة شديدة في الحضور، وكذلك الرئيس كلينتون. وأضاف: "كانت فكرة اصطحاب إبستين محيرة للعقول، لكن على أي حال، تقدم مكتب كلينتون بهذا الطلب الغريب وتمت الموافقة عليه".
ولم تتضح ردود فعل المسؤولين المغاربة عند استلام الطلب، لكن النتيجة النهائية كانت الموافقة، حيث سافر كلينتون مع إبستين وماكسويل على متن الطائرة الخاصة للمليونير المسماة "لوليتا إكسبرس" إلى المغرب، بينما سافرت تشيلسي كلينتون -الطالبة آنذاك في أكسفورد- بشكل منفصل.
وتساءل المصدر الثاني باستنكار: "أي نوع من الأشخاص يفرض إحضار ضيوف إضافيين إلى حفل زفاف؟"، مشيرا إلى أن قواعد اللياقة الاجتماعية لا تسمح بإحضار مرافق إلا للزوجين أو المخطوبين.
وخلال الحفل، أصرت تشيلسي كلينتون على التقاط صورة تذكارية مع والدها ومرافقيه، فشارك فيها أيضا السفير المغربي السابق لدى الأمم المتحدة عبد السلام الجديدي وشخص آخر غير معروف.
وأكد كلا المصدرين أن روايات كلينتون الحالية حول علاقته بإبستين وماكسويل لا تعكس الحقيقة الكاملة، وأن دوافع اقترابه من الثنائي لا تزال غير مفهومة تماما. ورغم أن المصدرين لا يعتقدان أن كلينتون كان على علم بأنشطة إبستين الإجرامية المتعلقة بالاتجار الجنسي بالفتيات الصغيرات، والتي لم تكن قد اكتشفت بعد وقت الزفاف، إلا أنهما يريان أن هذه العلاقة تثير تساؤلات حول حكمته ورؤيته.
ولفت المصدر الثاني إلى أن "الكثيرين في محيط كلينتون كانوا يقدمون له شبابا وفتيات صغيرات"، مع التأكيد على عدم علمه بمشاركة إبستين في مثل هذه الممارسات. ووصف إبستين بأنه "بدا كاحتيلي ومخادع محترف"، معتبرا أن انجذاب كلينتون وأشخاص آخرين نحوه "لم يكن حالة فريدة".
وأعربت المصادر عن دهشتها لأن هذه الواقعة الغريبة ظلت طي الكتمان طوال هذه المدة، رغم أن معلومات كثيرة عن رحلات كلينتون مع إبستين كانت متاحة للعموم. ولم يحدد التقرير السبب المباشر لدعوة إبستين وماكسويل لهذا الحدث الدولي المهم، لكن المصادر استبعدت أن يكون الهدف مجرد الحصول على رحلة مجانية عبر المحيط الأطلسي".
وخلص المصدر الثاني إلى وصف الموقف بأنه "جنوني تماما"، مؤكدا أن "القصة أصبحت جزءا من التراث الشفهي في دائرة كلينتون لفترة طويلة جدا".
يذكر أن مكتب كلينتون أعلن سابقا قطع العلاقة مع إبستين عام 2005، أي قبل ثلاث سنوات من إدانة المليونير بجرائم جنسية تتعلق بالأطفال في فلوريدا. وقد قلل العديد من الشخصيات العامة الأخرى، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير بيل غيتس، من علاقاتهم السابقة بإبستين فيما بعد.
وعند سؤاله عن حادثة الزفاف المغربي، لم ينف المتحدث باسم كلينتون أنجيل أورينيا الواقعة، مكتفيا بالقول: "لا أعرف كم مرة نحتاج لتكرار أن تلك الرحلات كانت منذ أكثر من 20 عاما قبل قطع العلاقة". وكان أورينيا قد أصدر بيانا سابقا بعد اعتقال إبستين عام 2019 يؤكد فيه أن "الرئيس كلينتون لا يعلم شيئاً عن الجرائم التي أدين بها إبستين"، مفصلا أن "كلينتون سافر أربع مرات فقط على طائرة إبستين بين عامي 2002-2003، وقابله مرة واحدة في مكتبه، وزار شقته في نيويورك مرة واحدة برفقة حراسه، ولم يتحدث معه منذ أكثر من عقد، ولم يزر أيا من ممتلكاته الخاصة".
من جهتها، لم تعلق السفارة المغربية في واشنطن ولا مكتب تشيلسي كلينتون على طلبات التوضيح. وكشف المصدر الأول عن سبب "عادي جدا" يتناقله مساعدو كلينتون لشرح سبب قطع العلاقة مع إبستين، وهو أنه "بدأ بسرد سلسلة من الادعاءات المبالغ فيها التي أزعجت كلينتون، وكانت القشة الأخيرة ادعاء إبستين أنه هو من اخترع سوق المشتقات المالية". وأضاف: "كلينتون شخص خبير في الاقتصاد والتمويل... وسماع مثل هذه الادعاءات الكاذبة أثار غضبه وجعله يشكك في كل ما يقوله إبستين".
المصدر: نيويورك بوست






