الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - "وداعاً لدولة الكبتاغون والطوابير".. ما الذي تغير في سوريا؟

"وداعاً لدولة الكبتاغون والطوابير".. ما الذي تغير في سوريا؟

الساعة 02:42 مساءً

 

دخلت سوريا مرحلة جديدة منذ نحو عام بعد سقوط النظام السابق، وفرار رئيسه بشار الأسد إلى موسكو في الثامن من ديسمبر الماضي.

 

فقد طوت البلاد حكم عائلة دام قرابة 54 عاماً، وسط فرح عامر تجلى في العديد من المدن السورية خلال الأيام الماضية.

 

وبحسب آراء العديد من المحللين السوريين، شهدت البلاد تغييرات كثيرة، ودخلت مرحلة تتطلب وقتاً للتغلب على التحديات التي تواجه الرئيس أحمد الشرع.

 

"وداعاً لدولة الكبتاغون"

وفي السياق، قالت نغم قدسية، أكاديمية سورية تقيم في دمشق في معرض تقييمها للوضع بعد عامٍ على سقوط الأسد: "سياسياً عادت سوريا لتكون دولة فاعلة تفاوض لتحقيق مصالح شعبها، وأعادت رسم صورة جديدة لها، من دولة مصدّرة للكبتاغون إلى دولة تسير نحو استقرارها الداخلي ومن خلاله تحقيق استقرار المنطقة، فيما تعيد تشكيل علاقاتها مع دول الجوار والدول العظمى، بناءً على المصالح المشتركة، بعد أعوام من العزلة الدولية، وذلك لا بد أن ينعكس إيجاباً على الأفراد في المستقبل القريب".

 

"لا طوابير"

كما أضافت المحاضرة في كلية الإعلام بجامعة دمشق للعربية.نت، أن الناس لم تعد ترى الطوابير في الشوارع. وقالت "خدمياً، لم نعد نشهد طوابير على الخدمات الأساسية كالفيول والخبز، حيث باتت أغلب الاحتياجات الأساسية متوفرة بسهولة، رغم استمرار الضائقة الاقتصادية ونقص السيولة حالياً"، وفق تعبيرها.

 

كما رأت أن كافة المعطيات تشير إلى أن سوريا تسير نحو تحسن اقتصادي ينعكس تدريجياً على الحياة المعيشية.

 

لكنها اعتبرت أن "التحدي يبقى في مدى إمكانية إعادة تشكيل بنية مجتمعية متماسكة تترفع فيها عن الأوجاع وتتقبل اختلاف الآخر".

 

خروج من العزلة

من جهته أشار المحلل السياسي والأكاديمي أحمد الكناني إلى أن "سقوط نظام الأسد بلا شك شكل تحولاً سياسيا كبيراً ، إلا أنه أفرز العديد من المتغيرات السريعة خلال عام واحد"

 

وأضاف أن سوريا خرجت من عزلتها الدولية عبر سياسة الشرع المنفتحة على الغرب، والتي أفضت بوساطة سعودية تركية إلى رفع عقوبات قيصر، وما تلى ذلك من لقاءات جمعت الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى الانفتاح على أوروبا وتحول سوريا بشكل كامل من المعسكر الشرقي إلى الغربي، الأمر الذي يحسب للإدارة الجديدة في سياستها الخارجية".

 

إلا أن ذلك لا يعني أن سوريا باتت بمنأى عن التحديات، وفق رأيه.

 

فقد رأى الكناني أن البلاد " تحولت داخلياً إلى ساحة مقسمة، بسبب التوترات في الساحل السوري والسويداء، إضافة إلى تعنت قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق البلاد في موقفها السياسي والعسكري حول بنود اتفاق مارس نتيجة لمخاوف داخلية وحالة عدم الثقة".

 

كما اعتبر أن "العمل السياسي معطل بسبب طبيعة المرحلة الانتقالية".

 

وكانت سوريا قد شهدت توترات أمنية في بعض المناطق بعد الإطاحة بنظام الأسد بأشهر، كما حصل في الساحل ولاحقاً في محافظة السويداء، جنوب البلاد.

 

كذلك كانت دمشق قد أبرمت اتفاقاً مع قسد في مارس الماضي، إلا أنه لم ينفّذ بعد بسبب بعض العراقيل.