الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - مهمة ومثيرة للجدل.. 5 أشياء عليك معرفتها عن ولاية أيوا

مهمة ومثيرة للجدل.. 5 أشياء عليك معرفتها عن ولاية أيوا

الساعة 01:07 مساءً

 

تعيش الولايات المتحدة الأميركية حالة ترقب قبيل انطلاق أول مسابقة تمهيدية رئاسية كبرى للحزب الجمهوري في الدورة الانتخابية لعام 2024، غداً الاثنين في الـ15 من يناير/كانون الثاني.

 

وعلى الرغم من تضاؤله في السنوات الأخيرة، إلا أن التأثير الذي توقعه التجمعات الحزبية في ولاية أيوا لا يزال كبيراً في عملية الترشيح، حيث يعتبر الفوز في المؤتمرات الحزبية في تلك الولاية هاماً جداً لتزويد المرشح بالزخم واهتمام وسائل الإعلام.

 

فما هو أهم ما يجب معرفته عن أيوا؟

أولاً لا بد من الإشارة إلى أن آخر استطلاعات الرأي أظهرت تقدم المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب على منافسيه بنسبة 48%، وفقا لشبكة "بي بي سي".

 

فيما حصلت نيكي هالي على 20% من أصوات المؤيدين، ورون ديسانتيس على 16%، فيما نال فيفيك راماسوامي 8%.

 

دعم ريش

أتى ذلك بعدما أيد السيناتور جيم ريش من ولاية أيداهو ترامب، مساء أمس السبت، قبل المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا، ما أعطى الرئيس السابق دعم ما يقرب من نصف مؤتمر الحزب الجمهوري قبل تجمع انتخابي واحد أو مسابقة أولية.

 

كما أمل ريش أكبر جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وكان رئيسا خلال نصف فترة رئاسة ترامب، أن ينضم إليه الجمهوريون في ترشيح الرئيس السابق، وفقا لموقع "بوليتيكو".

 

ماذا تعني التجمّعات الانتخابية؟

أما التجمّعات الانتخابية المرادفة لكلمة caucuses "التجمع" أو الاجتماعات الحزبية فقد تحمل معاني مختلفة اعتمادًا على سياق استعمالها.

 

إلا أنها تشير بشكل عام إلى اجتماع مجموعة من الأشخاص من ذوي الاهتمامات المشتركة ضمن إطار سياسي.

 

وفي الولايات المتحدة الأميركية نوعان رئيسيان من المؤتمرات الحزبية، الأول هو تجمع الأحزاب السياسية وهو اجتماع يعقده أعضاء حزب سياسي محدد لاختيار المندوبين لمؤتمرات الحزب، أو تسمية المرشحين للانتخابات، أو مناقشة سياسات الحزب واتخاذ قرار بشأنها.

 

فرصة أخيرة أمام المرشحين الجمهوريين لكسب النقاط قبل انتخابات أيوا التمهيدية

ويتضمن عادةً مناقشات مفتوحة وإقناعا وأحيانا تصويتا مباشرا أو ترتيب التفضيلات والأولويات، والمثال على ذلك تعد المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا، التي تُعقد كل 4 سنوات قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، مثالا معروفا للاجتماعات الحزبية حيث يجري فيها التصويت المبكر.

 

أهمية أيوا

كما يعتبر الغرض من اختيار ولاية أيوا كأول ولاية يتم فيها عقد المؤتمرات الحزبية والتصويت فيها في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، معقدا، حيث توجد حجج مؤيدة ومعارضة لمكانتها في المقدمة، وعلى الجانب المؤيد هناك بعض العوامل الرئيسية التي كانت سببا في اختيارها.

 

فقد نشأ دور ولاية أيوا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 3 ملايين كأول ولاية تجمعية أو يجري فيها التصويت المبكر في أواخر الستينيات في أعقاب التغييرات داخل الحزب الديمقراطي التي كانت تهدف إلى تنويع عملية اختيار المرشحين.

 

وفي حين عقدت ولايات أخرى في البداية تجمعاتها السابقة، نفذت ولاية أيوا نظاما انتخابيا معقدا يتضمن مستويات متعددة من التجمعات الحزبية، الأمر الذي وضعها عن غير قصد في المرتبة الأولى في الجدول الزمني.

 

ومع مرور الوقت، بنت ولاية أيوا سمعتها باعتبارها "الأولى في البلاد من خلال التصويت المبكر"، حيث جذبت اهتماما إعلاميا كبيرا وموارد الحملات الانتخابية، مما عزز مكانتها بشكل أكبر.

 

 

تفاعل وزخم وضجة إعلامية

كما أن من العوامل المؤثرة على استمرار دورها هي قدرتها على اختبار المرشحين حيث يسمح عدد سكان ولاية أيوا المنخرطين والناشطين سياسيا، إضافة إلى حجمها الصغير نسبيا، بالتفاعل الوثيق بين الناخبين والمرشحين. وهذا يوفر فرصة فريدة للمرشحين الأقل شهرة لاكتساب قوة جذب، وللناخبين ليكون لهم تأثير ملموس على السباق.

 

كذلك يمكن أن يؤدي الأداء القوي في ولاية أيوا إلى إثارة ضجة إعلامية كبيرة وزخم إيجابي للمرشح، مما يؤثر غالبا على الناخبين في الولايات اللاحقة.

 

وعلى العكس من ذلك، فإن العرض الضعيف يمكن أن يشل آفاق الحملة الانتخابية.

 

وعلى الرغم من استمرار الانتقادات حول أن التركيبة السكانية في ولاية أيوا لا تعكس الناخبين الوطنيين، إلا أن عملية التجمع الحزبي فيها تعزز المناقشات المتعمقة وتشجع على اتخاذ قرارات مستنيرة، مما قد يؤدي إلى زيادة مشاركة الناخبين.

 

في حين برزت على الجانب الآخر تحديات وانتقادات، أهمها التأثير غير المتناسب، حيث يقول النقاد إن صغر حجم ولاية أيوا وسكان الريف ذوي الأغلبية البيضاء يمنحانها تأثيرًا كبيرًا على عملية الترشيح الوطنية، مما قد يؤدي إلى إضعاف المرشحين الذين يتمتعون بدعم قوي في الولايات الأكثر تنوعًا واكتظاظًا بالسكان.

 

كما أن الدقة قضية شائكة حيث لا تُعد نتائج التصويت في المؤتمرات الحزبية دائمًا مؤشرًا موثوقًا للتنبؤ بالنجاح الوطني، مما يؤدي إلى اتهامات بتشويه الصورة الحقيقية لتفضيلات الناخبين.

 

وفي عام 2024، انتقل الحزب الديمقراطي إلى ولاية كارولينا الجنوبية كمركز الانتخابات التمهيدية الأولى، بهدف وضع جدول أكثر تنوعًا للتصويت المبكر. إلا أنه ومع ذلك، لا يزال الديمقراطيون في ولاية أيوا يعقدون اجتماعاتهم الحزبية كما هو مخطط لها، مما يسلط الضوء على الجدل الدائر حول دور الولاية.

 

بينما سيعقد الحزب الجمهوري تجمعاته الحزبية والتصويت المبكر وفق نفس المخطط المعلن له غداً.

 

البداية من أيوا.. خطوة قد تحدد مصير ترامب في السباق

أما النوع الثاني من المؤتمرات الحزبية، فيشير إلى تجمعات الكتل التشريعية وهي مجموعة من المشرعين داخل هيئة تشريعية لديهم اهتمامات مشتركة، مثل الانتماء الحزبي أو العرق أو التركيز على قضية ما.

 

وتهدف هذه التجمعات الى إمكانية الدعوة إلى سياسات محددة، أو الضغط من أجل التشريع، أو مجرد توفير منتدى للمعلومات والمناقشة بين الأعضاء.

 

يشار إلى أنه وفي نهاية المطاف، تبقى مسألة اختيار ولاية أيوا للتصويت المبكر هي قضية مثيرة للجدل، ولها حجج قوية من كلا الجانبين.

 

كما تظل معضلة ما إذا كانت الولاية تعكس بدقة صوت الناخبين الوطنيين وتستحق دورها التاريخي باعتبارها "الأولى في أميركا" نقطة للجدل المستمر والإصلاح المحتمل في إطار عملية الترشيح للرئاسة الأميركية من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي.