الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - للحصول على 40 دولاراً.. سر غريب وراء سفر مصري من لندن إلى القاهرة

للحصول على 40 دولاراً.. سر غريب وراء سفر مصري من لندن إلى القاهرة

الساعة 12:42 مساءً

 

أثار إصرار مواطن مصري في الحصول على حصته في التركة، والتي لا تعادل تكلفة سيارة الأجرة التي أقلته إلى مطار "هيثرو" بالعاصمة البريطانية لندن، تساؤلات وفضول مسؤولي صندوق التنمية الحضرية المصرية الذي تولى عملية تطوير منطقة مثلث ماسبيرو والقاهرة التاريخية، وتعويض المواطنين ممن انتزعت ملكية أراضيهم ومنازلهم في المنطقتين.

 

ويروي الدكتور خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية القصة لـ"العربية.نت" ويقول إنه حدث لبس في فهم الواقعة، فالرجل لم يصل مصر كي يتقاضى هذا المبلغ الزهيد بل جاء ليحصل على صك اعتراف بحقه في تركة جده الراحل الذي ترك إرثا كبيرا في أكثر من دولة، وحصوله على هذا الصك يؤكد حقه في باقي التركة، فضلا عن أنه سعى للحصول على ما يثبت ملكيته في منطقة القاهرة التاريخية وليس مثلث ماسبيرو.

 

وتابع أن الرجل حصل على 2000 جنيه فقط أي ما يعادل 40 دولارا، وكان هدفه إثبات حصته في إرث جده لأن هذه الحصة سيحصل عليها في إرثه الخاص من جده بدول أخرى وقيمته ملايين الدولارات، مؤكدا أنه كانت هناك صعوبات أخرى غير إخلاء السكان من هذه المناطق لتطويرها وتعويضها، وأهمها المواريث.

 

ويستدل المسؤول المصري على ذلك بالقول "لنتخيل أن لدينا قطعة أرض مساحتها 40 مترا يتنازع عليها أكثر من 132 وريثا، وفيهم ورثة توفوا في حياة صاحب الأرض، ومواريثهم تختلف لأنها تؤول لأبنائهم أو أحفادهم من بعدهم، ولذلك واجهنا صعوبة بالغة في تحديد نسبة كل وريث منهم وحصة إرثه من التركة".

 

وقال إن "قصة المواطن الذي وصل إلينا قادما من لندن، جعلتنا نبحث في فروع شجرة العائلات لمعرفة كل الأطراف التي لها الحق في الإرث، ومن توفي ومن بقي منهم على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن بعض الورثة لم يعرفوا بعضهم من قبل، وتعارفوا بعد الوصول إليهم والتواصل معهم من جانب الصندوق للحصول على حقهم في قيمة الأرض التي حصلت عليها الدولة لتطويرها وإنشاء مناطق حضرية عليها".

 

وأضاف أن هناك قطعة أرض مساحتها 17 متراً يتنازع عليها 50 وريثا وهناك مواطنون من دول عربية عدة مثل فلسطين والأردن والكويت والجزائر وصلوا مصر ليحصلوا على حقهم في إرث أجدادهم في بعض هذه الأراضي، موضحا أن هناك قطعة أرض في القاهرة التاريخية تزوج صاحبها من سيدات من جنسيات أخرى، وأتي أبناؤه الذين أقاموا مع أمهاتهم في هذه الدول للحصول على حقهم.

 

وحول قصة واقعة مثلث ماسبيرو، قال رئيس صندوق التنمية الحضرية إن صاحبها كان نصيبه في التركة يعادل دولارا ونصف فقط، واستقل تاكسي سدد قيمة أجرته بنحو دولارين، موضحا أنه تعاطف مع هذا الرجل الذي صُدم عند معرفته بقيمة إرثه الزهيدة، وأبلغه أنه لو كان يعرف أن هذه قيمة إرثه ما كان بذل جهدا لكي يصل إلى مقر الصندوق.

 

يذكر أن مخطط تطوير مثلث ماسبيرو يقع ضمن خطة الدولة المصرية لتطوير المناطق العشوائية، وتقع المنطقة فى نطاق حى غرب بمحافظة القاهرة، يحدها كورنيش النيل من الجهة الغربية وشارع 26 يوليو من الجهة الشمالية وشارع الجلاء من الجهة الشرقية، وميدان عبدالمنعم رياض من الجهة الجنوبية.

 

وتبلغ المساحة الكلية للمنطقة حوالي 75 فدانا، وتم تعويض الأهالي لإخلائها بهدف تطوير 40 فدانا، منها بواقع 1305 قطع أرض مملوكة للأفراد وعدد قليل من الشركات.

 

أما مشروع القاهرة التاريخية فهو مشروع أعدته الحكومة لتطوير المناطق التاريخية في القاهرة وتسجيل المباني التاريخية غير المسجلة سابقا، وإنشاء فنادق جديدة فيها، ومساحة بازارات ومطاعم، وحدائق عامة، وممرات سياحية، وأماكن انتظار للسيارات.

 

وتقع المنطقة غرب القاهرة ويتضمن المشروع تطوير مناطق مسجد الحاكم، وباب زويلة، وحارة الروم، والفسطاط، ومسجد الحسين، والأزهر.