بكل أسف ، أصبحت الحرب في بلادنا تقاس بعدد القتلى، وبالأزمة الإنسانية التي تهدد حياة أطفالنا وكبارنا، وبغياب الخدمات الحكومية الأسياسة.
كلها أشياء لها واقعها الأليم في بلادنا، وهي بالتأكيد من تبعات الحرب والأزمات المتتابعة.
في المقابل هناك بعدًا آخر لكل ماجرى ويجري في بلادنا وهو ما يتجاهله السياسيون وهو " كرامتنا بين دول العالم " ، فما يجري لأبناء الوطن في مختلف مطارات العالم إلا أبسط مثال على ذلك.
فإلى ما قبل الحرب، كان هنالك مستوى ملموس من الاحترام والتقدير لوطننا بين الدول. كلنا نتفاخر بصوتنا الواثق بصداه الكبير، بتاريخنا العريق، ومهد الحضارات القديمة، وبعاداتنا وتقاليدنا وتنوعنا الثقافي الغني عن التعريف.
أما اليوم فبات الأمر مختلفًا تمامًا، لقد أضحى العالم ينظر إلينا كشعب متخلّف يحب القتل والصراعات ومهووس بها، منقسم بين المذهبية المصطنعة والعصبية القبلية والحزبية الضيقة.
بات العالم ينظر إلينا كعالة عليه، يجمعون التبرعات بالمليارات من أجل رغيف خبز فقط.
لوجه لله يا ساستنا، تذكروا للحظة؛ أننا شعب اختاره التاريج عظيمًا، فلا ترخصون من قيمتنا، وتاريخ بلادنا، فوق أنفسنا التي أصبحت تقاس برغيف خبز، وحفر بئر للماء هنا أو هناك.
راجعوا أنفسكم ، وردّوا للشعب كرامته أو جزءًا منها على الأقل أمام هذا العالم الخارجي، وهي التي فقدها الشعب بسبب بعض سياسات أبنائه.
ضعوا هذا الأمر ضمن قوائم أعمالكم واهتماماتكم اليومية، استشعروا حجم المأساة التي حلّت في بلادنا: سياسيًا، واقتصاديًا، ومعيشيًا، والأهم من ذلك كله كرامتنا أمام العالم.