شاء القدر ان تجتمعوا في عاصمة الجزيرة العربية ، مصدر القرار السياسي العربي والإسلامي ، الرياض .
لكن اجتماعكم اليوم ليس كأمس ، ولن يكون الغد كاليوم .
فدماء ابنائكم تسيل في جبهات لا تحصى ، وبناتكم ترمل كل يوم ، وشيبانكم تحت رحمة الامراض . والكرامة تحت قانون الفقر .
وشاءت إرادة الله عز وجل ، ان تكونوا سببا لرفع الظلم ، فلا تخرجوا دون نيل هذا الشرف ، فليس هناك اعلى منها عند الله العزيز القدير .
تذكرو ، منذ اكثر من خمسين سنة
ونحن نبحث ، عن الدولة المدنية
دولة العدل والامن
دولة الجميع , التي يحكمها الجميع
وخلال بحثنا عن هذه الدولة المنشودة ، حصدنا
الحروب تليها حروب
وثارات لا تنتهي
والإنقلابات لا تتوقف
والمناطقية الضيقة
شمالا وجنوبا ، غربا وشرقا.
اليوم نعيش تكرارا للماضي القريب ، والضحية ، نفس الضحية
أولادنا، ونساءنا ، وشبابنا ، ونحن الضحية ، جميعنا دون استثناء.
والسوال الذي يطرح نفسه علينا تكرارا ومرارا ؟
لماذا نستمر في هذا العبث ؟
نستمر في العيش في هذه الدائرة المغلقة ؟
الأرواح تزهق ..
والأسر تتفكك ..
والأرض تحترق ..
والظلم ينتشر ..
والأمل في مستقبل زاهر، حلم كل يوم ، والجوع يأكل العظام ..
والأمراض تستوطن بين أطفالنا وكبارنا ..
والجهل اعمى القلوب ..
والمال افسد الأخلاق ..
وأصبحنا بدوا رحلا بين الدول ..
وغرباء داخل وطنا ..
اقوياء على بَعضُنَا البعض ..
اشداء في ظلم أنفسنا .
فماذا بقي لنا، حتى نصحوا من هذا السبات ؟
هل نظلم بَعضُنَا البعض، ونحن جميعا مظلومين ؟
هل نُسيل الدماء ؟ ونزهق الأرواح ؟ وندمر ماتبقى من المدمر ؟
خلقنا الله كرماء على هذه الارض اعزاء ، لماذا نحرم أنفسنا من الأمن والأمان ونحن بحاجته ؟
لماذا نحرم أولادنا من الحياة الكريمة : لا فقر ، لا جهل، لا أمراض ، ولا خوف ؟
لماذا نحرم أنفسنا من الكرامة والعزة ، ونحن اهل هذه الارض ؟
نحن ابناءها جميعا قبل ان تسمى المسميات ! وقبل ان ترفع رايات وتنزل رايات !
قبل نور الإسلام ، وقبل مولد المسيح ، عليها اباءا عن اجداد .
فلا تجعلوا الأحزاب تتقاسمكم ، تفكك نسيجكم الإجتماعي ، ولا ترهنوا أنفسكم للمليشيات ، مهما كانت المسميات ومهما اختلفت ألوان راياته.
لا يسر حالنا اليوم احد لديه ضمير !!
ولكن ، نحن علينا ان نستشعر خطورة الوضع ، فنحن من يشعر بالألم .. نحن ابناء هذه الارض الطيبة ، نعرف قيمتها ومكانتها... وهي ليست رخيصة ، الا في عيون الصغار .
القرار لكم ، انتم اهل القرار ..
هذه حياتكم ..
وكرامتكم ..
ومستقبل اولادكم ..
هنا عزتكم، وحماكم ..
هذا وطننا الكبير .
او نستمر في العيش في الظلام ؟ نشرب دماء بَعضنَا ؟ نبيع ونشتري في بَعضنَا البعض ؟
هل نستمر في طحن بَعضُنَا البعض ؟
القرار لكم ، اما انا فقد اتخذت قراري ، وكلي امل في الله عز وجل ..
كلي امل بالله خالق السموات والأرض ، القادر على كل شيء ، على هذه الارض..
ارض السلام ، لا ثارات ولا مذهبية
قبلة لجميع البشر لا عنصرية ولا مظلوم فيها ..
ملجئ لكل مظلوم وبيتا لكل مهجر ، حامية لقيم الانسانية ، ارض التسامح و السلام .
على هذه الارض ، تتحق الأحلام وتولد السعادة ، وتموت الأحقاد وتدفن الكراهية ، نعم ، البعض سوف يقول ان خيالي كبيير ، اقول لهم ، نعم ، لأن الأحلام الصغيره ، هي لأصحاب النظرات الصغيره ... والوطن كبير ، ومعه تكون احلامنا كبيرة وفق ما نحلم ونتمنى .
القرار لكم ، وتذكروا قول الله ، (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)
محمد ابن الوزير العولقي