أكدت فاي-فاي لي، أستاذة علوم الحاسوب في جامعة ستانفورد ومؤسسة شركة World Labs، والتي تعرف بعرابة الذكاء الاصطناعي، أن الشهادات الجامعية لم تعد ذات وزن كبير عند توظيف مهندسي البرمجيات، مقارنة بمهارات الذكاء الاصطناعي والقدرة على التكيف مع الأدوات التقنية الحديثة.
جاء ذلك في مقابلة حديثة مع برنامج The Tim Ferriss Show، حيث أوضحت لي أن الشركات التقنية اليوم تبحث عن المرشحين القادرين على التعلم بسرعة واستغلال أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجيتهم.
وقالت: "عندما نجري مقابلات مع مهندسي البرمجيات، أشعر شخصيا أن الشهادة الجامعية لم تعد مؤشراً أساسياً لدينا. الأهم هو ما تعلمته بالفعل، والأدوات التي تستخدمها، ومدى قدرتك على استخدام هذه الأدوات لتطوير نفسك"، وفقا لما نشره Business Insider.
وأضافت لي: "أصبح من الواضح أنني لن أوظف أي مهندس برمجيات يرفض استخدام أدوات التعاون بالذكاء الاصطناعي، الأمر لا يتعلق بإلغاء دور البشر، بل بالتعرف على من يستطيع النمو بنفس سرعة التكنولوجيا من حوله".
وتؤكد تصريحات لي على تحول جذري في معايير التوظيف داخل وادي السيليكون، حيث بدأت المزيد من الشركات والمؤسسين يضعون الكفاءة العملية والتكيف السريع فوق الشهادات الأكاديمية التقليدية.
وفي هذا السياق، انتقد أليكس كارب، الرئيس التنفيذي لشركة Palantir، قيمة الشهادات الجامعية، مشجعا رواد الأعمال الشباب على التعلم بالممارسة العملية بدلاً من الاعتماد على القاعات الدراسية، وهو الرأي نفسه الذي أيده رايان روسلانسكي، الرئيس التنفيذي لشركة LinkedIn، مؤكدا أن إجادة أدوات الذكاء الاصطناعي والقدرة على التكيف أصبحت أكثر أهمية من "أرقى الشهادات".
من جانبه، قال دان روتون، الرئيس التنفيذي لمنظمة Hopeworks، وهي منظمة غير ربحية متخصصة في تدريب الشباب على وظائف الذكاء الاصطناعي، إن التكنولوجيا الحديثة أعادت تعريف المهارات المطلوبة في سوق العمل.
وأضاف روتون: "بعد 13 عاما من تدريب الشباب العاطلين عن العمل في نيوجيرسي وفيلادلفيا، لاحظنا تراجع قيمة الشهادة الجامعية، الآن، يركز أصحاب العمل على ما يسمى بـ "القيمة المضافة"، والتي يمكن لأي مرشح إثباتها من خلال تقديم حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي لمشكلات الشركات".
ويشير خبراء إلى أن هذه التغيرات تعكس عصرا جديدا في سوق العمل، حيث لم تعد السنوات الدراسية أو الدرجات العلمية وحدها تضمن النجاح المهني، بل القدرة على التعلم المستمر والتكيف السريع مع أدوات الذكاء الاصطناعي.
وتأتي تصريحات لي لتؤكد أن مهارات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت شرطا أساسيا لأي مرشح يرغب في العمل في الشركات الرائدة في وادي السيليكون، مشيرة إلى أن الموظف القادر على التعلم بسرعة واستخدام هذه الأدوات بكفاءة هو من يستطيع تحقيق تأثير ملموس للشركة.
في ظل هذه التحولات، يبدو أن الشهادات الجامعية أصبحت عاملا ثانويا، فيما صار التركيز الأكبر على الكفاءة العملية، والإبداع في استخدام التكنولوجيا، والقدرة على تقديم حلول مبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يعيد تعريف مسارات النجاح الوظيفي في عصر التحول الرقمي.