الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - "إيرباص": طائرات الركاب في المستقبل ستشبه "B-2"

"إيرباص": طائرات الركاب في المستقبل ستشبه "B-2"

الساعة 02:06 مساءً

 

قد يبدو مستقبل الطيران التجاري أقرب إلى شكل الطائرات الورقية التي كنا نطويها في طفولتنا، لكن هذه المرة على نطاق عملاق.

 

وكشف الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" غيوم فوري، أن تصميم الطائرات خلال العقود الثلاثة أو الأربعة المقبلة قد يتخلى عن الشكل التقليدي "أنبوب وجناحين"، لصالح هيكل مبتكر يعرف باسم "الجسم المدمج بالجناح" (Blended-Wing Body)، وفقاً لصحيفة "بيلد" الألمانية.

 

 

 

 

هذا التصميم، الذي يشبه القاذفة الأميركية الشهيرة B-2 Spirit، يقوم على دمج المقصورة داخل جناح عريض، ما يوزع قوة الرفع على كامل الهيكل، ويمنح الطائرة قدرة أكبر على حمل الأوزان وكفاءة أعلى في استهلاك الوقود مقارنة بالطائرات الحالية.

 

لكن هذه المزايا لا تأتي بلا ثمن؛ إذ قد يعني ذلك الاستغناء عن النوافذ تماماً، ما يثير مخاوف من شعور الركاب بالاختناق أو فقدان الإحساس بالاتجاه، فضلاً عن تحديات في عمليات الإخلاء الطارئة.

 

سباق قديم يتجدد

فكرة "الجناح المدمج" ليست جديدة؛ فقد ظهرت منذ عقود، وكان أبرز تطبيقاتها القاذفة الشبح B-2 التي حلقت لأول مرة عام 1989. وفي التسعينيات، حاولت شركة ماكدونيل دوغلاس تطوير نسخة مدنية بالتعاون مع ناسا، قبل أن تنتقل الفكرة إلى بوينغ بعد اندماج الشركتين عام 1997، لتنتج سلسلة نماذج تجريبية حتى توقف المشروع في 2013. وحتى الآن، لم تُعتمد أي طائرة ركاب بهذا التصميم على نطاق واسع.

 

أما إيرباص، فقد دخلت السباق منذ 2017، وجعلت من مشروعها المسمى ZEROe حجر الزاوية في خطتها للطيران الخالي من الانبعاثات. وفي 2019، نجحت الشركة في اختبار نموذج مصغر أظهر إمكانية تحقيق وفورات في الوقود تصل إلى 20%، مع مقصورات أوسع وتصاميم مبتكرة.

 

لكن الطريق ليس مفروشاً بالورود؛ فالتحديات تشمل تعقيدات التصديق، ضعف البنية التحتية للهيدروجين، وتردد المسافرين أمام فكرة الجلوس بعيداً عن الضوء الطبيعي. لذلك، أجلت إيرباص موعد إطلاق أول طائرة ZEROe من 2035 إلى منتصف الأربعينيات.

 

 

منافسون جدد يكسرون احتكار العملاقين

السباق لا يقتصر على إيرباص وبوينغ؛ إذ تراهن شركات ناشئة مثل Natilus وJetZero على أن التصميم الثوري قد يمنحها فرصة لكسر احتكار العملاقين. شركة Natilus، ومقرها سان دييغو، تطور طائرة ضيقة البدن باسم Horizon لمنافسة طرازات A320 و737، مع وعود بخفض استهلاك الوقود 25% وزيادة المساحة الداخلية 40%، دون الحاجة لتغيير البنية التحتية للمطارات.

 

أما JetZero، التي تتخذ من لونغ بيتش مقراً لها، فتخطط لإطلاق طائرة عريضة البدن باسم Z4 تقلل استهلاك الوقود حتى 50%، وقد جذبت بالفعل اهتمام شركات كبرى مثل يونايتد إيرلاينز التي أعلنت نيتها شراء 200 طائرة من هذا الطراز.

 

هل نطير في "غرفة معيشة في السماء"؟

التصورات الجديدة تعد بتجربة سفر مختلفة تماماً؛ مقصورات واسعة، ممرات متعددة، وربما مناطق مخصصة للعائلات، فيما تعمل الشركات على حلول مبتكرة لتعويض غياب النوافذ، مثل السقوف الزجاجية والإضاءة الذكية. لكن يبقى السؤال: هل سيتقبل الركاب فكرة الطيران في جناح بلا نوافذ؟ أم أن الحنين إلى التصميم التقليدي سيبقى أقوى من الإغراءات التقنية؟