الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - وزير الإعلام السوري: سوريا الجديدة تحاول الاستثمار بالتنمية وليس الدخول بمعارك إقليمية

وزير الإعلام السوري: سوريا الجديدة تحاول الاستثمار بالتنمية وليس الدخول بمعارك إقليمية

الساعة 12:18 مساءً

 

صرح وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى بأن سوريا انتقلت من "مملكة الخوف" إلى بلد خالٍ من أي معتقل رأي، مشيراً إلى أن سوريا الجديدة تسعى للاستثمار في التنمية والنهوض بدلاً من الانخراط في معارك إقليمية.

 

تناول المصطفى، في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، أوضاع الصحافة والإعلام في سوريا بعد الثورة على نظام البعث.

 

أوضح أن سوريا تحولت من "مملكة الخوف" التي شهدت اعتقال وقتل الصحفيين، إلى بلد خالٍ من أي معتقل بسبب رأيه أو تدوينته.

 

أشار إلى مقتل أكثر من 700 صحفي خلال الثورة على نظام بشار الأسد بين عامي 2011 و2024.

 

ذكر أنه لا توجد أي حالة اعتقال لصحفي في سوريا، باستثناء حالة واحدة قيد التحقيق، دون تقديم تفاصيل إضافية.

 

تم استبدال "أفاد" بـ "ذكر" لتنويع الأفعال. تم تصحيح الخطأ الإملائي في "صحافي" إلى "صحفي". تم استبدال "مزيد من التفاصيل" بـ "تفاصيل إضافية" لتحسين الصياغة.

 

المصطفى زاد بأن أكثر من 500 وسيلة إعلامية تعمل بسوريا حاليا، و"تلقينا نحو 3000 طلب للحصول على بطاقات صحفية".

 

أضاف المصطفى أن أكثر من 500 وسيلة إعلامية تعمل حالياً في سوريا، وأن الوزارة تلقت نحو 3000 طلب للحصول على بطاقات صحفية.

 

وأوضح أن الوزارة تعمل على معالجة هذه الطلبات وإصدار البطاقات، وأن سوريا استقبلت أكثر من 3 آلاف وفد أجنبي منذ بداية عام 2025.

 

"انتقلت وزارة الإعلام من وزارة الرقابة إلى وزارة صناعة محتوى إعلامي"، بحسب المصطفى.

 

وأكد أن الوزارة تسعى، من خلال فرقها كافة، إلى أن تكون فاعلة وتلعب دوراً قيادياً في عملية صناعة المحتوى.

 

صرح بأن الوزارة تسعى لتطوير الصحافة، وأعادت بناء وكالة الأنباء السورية (سانا) على أسس جديدة وأطلقتها في يونيو/حزيران الماضي.

 

تناول المصطفى أيضاً إعادة إطلاق صحيفة "الثورة"، مشيراً إلى أنها ستكون منصة وجريدة ورقية وموقعاً إلكترونياً.

 

وأضاف: "نتجه نحو إعادة إطلاق إذاعة دمشق، باعتبارها إذاعة وطنية".

 

"وسنساهم أيضاً في إعادة إطلاق المؤسسة العربية للإعلان"، كما أضاف.

 

وأوضح: "أعدنا تعريف المؤسسة لتتحول إلى وكالة إعلانية قادرة على تحقيق الربح".

 

وكذلك "أن تقوم بمشاريع تساهم في إزالة التلوث البصري، وإعادة تعريف صناعة الإعلان بطريقة مختلفة"، كما أوضح المصطفى.

 

وتحدث عن "دور مشترك للقطاع الخاص، حيث تستعد المؤسسة العربية للإعلان لعملية إعادة هيكلة سيتم الإعلان عنها قريباً".

 

فيما يتعلق بالدراما السورية الشهيرة، صرح المصطفى بأن الوزارة تسعى لتوطين صناعة الدراما في سوريا.

 

وأضاف: "نجحنا في توطين أكثر من 25 مسلسلاً سيتم تصويرها في سوريا، وهذا الرقم يفوق ما كان عليه في عام 2010".

 

وأشار إلى أن الوزارة تسعى لجعل سوريا مقراً للصناعة الإعلامية، ونفذت مشروعين استراتيجيين كبيرين في هذا الصدد، دون تقديم تفاصيل عنهما.

 

فيما يتعلق بالرؤية الاستراتيجية للوزارة لعام 2026، لفت المصطفى إلى وضع الدولة السورية عند سقوط نظام بشار الأسد.

 

صرح بأن الدولة كانت في حالة استثنائية، معزولة ومنبوذة، وتواجه الكثير من العقبات، وغير قادرة على التفاعل الدولي.

 

وأوضح أن الوزارة تسعى للاستثمار في أنماط جديدة من الإعلام، والانتقال من مفهوم الإعلام إلى مفهوم التواصل وتعزيز الشفافية.

 

كما يسعون لتنظيم العمل الإعلامي بشكل كبير، و"خلق بيئة صحية للإعلام دون تنافسية سلبية"، أضاف المصطفى.

 

صرح بأن وزارة الإعلام لا تطمح لأن يكون لها "بعد تدخلي"، بقدر ما تسعى لإدارة المشهد الإعلامي بطريقة مختلفة.

 

وتابع: "سننتقل من التركيز على البعد الوطني إلى التركيز على البعد المحلي، لأنه حاضر بقوة في سوريا".

 

"في كل محافظة مجتمعات لها خصوصيتها. نريد إنتاج إعلام يعكس خصوصية هذه المجتمعات"، كما أوضح.

 

وأضاف: "نريد إدماج التكنولوجيا الحديثة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في مختلف جوانب الصناعة التلفزيونية".

 

وكذلك "نريد الاهتمام بالبعد الشخصي للفرد السوري وبجيل الشباب، لأنه المعول عليه في المستقبل ليقود سوريا"، أضاف المصطفى.

 

صرح الوزير السوري بأن الوزارة تهدف إلى تطوير الإعلام الرسمي بنقله إلى مفهوم الإعلام العام، ليصبح "موجوداً على أساس تنافسي وجزءاً من المشهد، وليس المشهد كله".

 

فيما يتعلق بتنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي ("قسد")، صرح المصطفى بأنه "ارتكب خطأ كبيراً عبر مقاربات غير عقلانية".

 

وأضاف أن مناورات زعيم "قسد" مظلوم عبدي تعتمد على "قراءة خاطئة، ويفوت فرصاً تاريخية".

 

وشدد على أن فكرة الفيدرالية واللامركزية السياسية مرفوضة، ولا بديل عن اتفاق 10 آذار (مارس الماضي) مع "قسد".

 

آنذاك، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وزعيم "قسد" اتفاقاً لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي البلاد تحت إدارة الدولة.

 

يشمل الاتفاق المعابر والمطار وحقول النفط والغاز، ويؤكد وحدة أراضي البلاد، لكن التنظيم الإرهابي نقضه أكثر من مرة.

 

صرح المصطفى بأن "عبدي" وافق على الاتفاق، لكن "قسد" لا تلتزم بتعهداتها فيه وتسعى للمماطلة وكسب الوقت.

 

وتابع: "اتفاق 10 آذار قُدم لمظلوم عبدي كمخرج، لأنه كان هناك احتمالان".

 

وأوضح: "إما أن تبقى الولايات المتحدة لفترة طويلة في سوريا، وهذا غير ممكن".

 

والاحتمال الثاني، بحسب المصطفى، هو "الانسحاب على غرار أفغانستان".

 

في عام 2021، أعادت حركة "طالبان" السيطرة على أفغانستان، مع انسحاب الولايات المتحدة بعد احتلال دام عشرين عاماً.

 

تابع المصطفى: "لذلك، قدمت الدولة خياراً وسطاً، هو الحل الاندماجي، ووافق عليه مظلوم عبدي".

 

واستدرك: "لكن التعهدات التي تعهدت بها قسد لا تنفذها".

 

ورأى أن ما تقوم به هو "محاولة مماطلة وانتظار الوقت ريثما تحدث مجموعة من التغيرات، خاصة بعد أحداث السويداء (جنوب)".

 

وأضاف أن "مظلوم عبدي يتحدث بلغة استشراقية عن الدروز والعلويين".

 

في يوليو/تموز الماضي، شهدت محافظة السويداء اشتباكات مسلحة بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى.

 

تؤكد دمشق أنها تكفل حقوقاً وحريات متساوية لجميع طوائف الشعب السوري، دون أي تمييز.

 

لفت المصطفى إلى أن "عبدي" زار مدينة أربيل في إقليم كردستان شمال العراق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

وأضاف أنه ذهب إلى هناك بدلاً من المجيء إلى دمشق لإتمام الاتفاق، و"هو لا يقرأ السياسة بوضوح".

 

واعتبر أن "عبدي يحاول لعب لعبته الأخيرة، وهذا لن ينجح، فلا بديل عن اتفاق 10 آذار".

 

"كحكومة، تحدثنا معه إذا كان يريد التنصل من الاتفاق، وعليه أن يحدد ما إذا كان لا يستطيع تطبيقه أو لا يرغب بذلك"، كما أضاف.

 

وشدد المصطفى على أنه "لا وجود لبنود غير معلنة" في الاتفاق.

 

وتابع: "الاندماج في المؤسسات السياسية والعسكرية ليس ككتل، بل كأفراد، لكن فكرة الفيدرالية واللامركزية السياسية منتهية".

 

صرح بأن واشنطن ترى أن الدولة السورية هي الطرف المؤهل لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، وجزء رئيسي من استقرار الإقليم.

 

وشدد على أنه لن يتم تأجيل الملفات الإقليمية والدولية كافة من أجل "قسد".

 

بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، استغلت إسرائيل الوضع ووسعت رقعة احتلالها في سوريا، ولا سيما المنطقة السورية العازلة.

 

وأضاف أن سوريا لن تكون تهديداً للإقليم بغض النظر عن طبيعته، فهي "منهكة من الحرب وتريد ترميم قدراتها الداخلية".

 

وشدد على أن إسرائيل تنتهج سلوكاً تصعيدياً منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

آنذاك، بدأت إسرائيل، بدعم أميركي، حرب إبادة جماعية بقطاع غزة، ثم شنت حربين على لبنان وإيران، وغارات على اليمن وقطر.

 

بوتيرة متكررة، تنفذ إسرائيل غارات جوية وتوغلات برية في الجارتين سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب من أراض تحتلها فيهما.

 

وحذر المصطفى من أن حكومة بنيامين نتنياهو تحاول جر كل الدول نحو مواجهات استفزازية.

 

واعتبر أنها تريد خلق وقائع جديدة عبر مواجهات مفتوحة للهروب من قضايا داخلية، وربما حزبية.

 

تناول المصطفى ملف الأراضي السورية التي تحتلها إسرائيل منذ توقيع اتفاق فض الاشتباك عام 1974.

 

صرح بأن الإدارة الأميركية اقتنعت بوجهة نظر دمشق بضرورة انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها منذ 8 ديسمبر 2024.

 

وأضاف أن واشنطن تحاول فرض ضغوط على نتنياهو بشأن ذلك، "لكن نتنياهو يحاول دائماً تبني سياسة الهروب للأمام".

 

الاثنين، طالب ترامب إسرائيل بالمحافظة على "حوار قوي وحقيقي" مع سوريا، وعدم التأثير على "تطورها لدولة مزدهرة".

 

لكن في اليوم التالي، جدد نتنياهو دعوته لـ"جعل جنوب دمشق منطقة منزوعة السلاح"، وهو ما ترفضه سوريا بشدة.

 

وشدد المصطفى على أن إسرائيل تخطئ الحسابات في أحيان كثيرة.

 

وتابع: "موقف سوريا لم يتغير، وهو ضرورة انسحاب إسرائيل من كل المناطق التي احتلتها بعد 8 ديسمبر 2024".

 

كما تناول الجهود المبذولة لتوقيع اتفاقية أمنية جديدة مع إسرائيل.

 

وشدد على أن دمشق لن تقبل بأي اتفاق أقل من اتفاق عام 1974 لفض القوات، "في صلبه وماهيته".

 

منذ أواخر عام 2024، شنت إسرائيل غارات جوية على سوريا، مما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير مواقع عسكرية وأسلحة وذخائر للجيش السوري.

 

كما شدد المصطفى على أن دمشق ترفض حديث إسرائيل "عن حماية الدروز" في جنوبي سوريا.

 

تقول دمشق إن إسرائيل تستخدم الدروز ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية السورية، ومواصلة الاحتلال.