اجتمعت وفود من مصر وقطر وتركيا، في القاهرة، أمس، وهي الدول الوسيطة إلى جانب الولايات المتحدة، لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق، على ما ذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية.
وأفادت قناة القاهرة الإخبارية، بأن الاجتماع ضم رئيسي المخابرات المصرية والتركية إلى جانب رئيس وزراء قطر، وبحث في سبل تكثيف الجهود المشتركة، بالتعاون مع الولايات المتحدة، لإنجاح تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
بدوره، قال مصدر تركي، إن رئيس المخابرات التركية التقى نظيره المصري ووزير الخارجية القطري في القاهرة لمناقشة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وزيادة الجهود المشتركة بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وأضاف المصدر: «خلال الاجتماع، اتفقوا أيضاً على مواصلة تعزيز التنسيق والتعاون مع مركز التنسيق المدني العسكري لإزالة جميع العراقيل من أجل ضمان استمرار وقف إطلاق النار ومنع المزيد من الانتهاكات». وذكر المصدر أن المسؤولين الثلاثة ناقشوا أيضاً التصدي للانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق.
على صعيد متصل، أكد بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية المصري، أهمية بدء خطوات التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة. وتناول عبدالعاطي، في كلمة ألقاها خلال اجتماع غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، جهود مصر في تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، والدفع نحو تحقيق تسوية سياسية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية. كما أكد أهمية بدء خطوات التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بغزة وسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة للاضطلاع بمسؤوليتها ومهامها، مستعرضاً الترتيبات الخاصة باستضافة مصر للمؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.
في الأثناء، تسلمت إسرائيل رفات رهينة في غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأفاد مكتب رئيس الوزراء، في بيان، أن النعش الذي سُلّم للجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، سيُنقل إلى إسرائيل حيث ستقام له مراسم استقبال عسكرية، قبل نقله إلى المعهد الوطني للطب الشرعي للتعرف على هويته. وقبيل ذلك، أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أنهما ستسلمان جثة رهينة إسرائيلية عثر عليها في غزة. وجاء في بيان مشترك أنه في إطار صفقة تبادل الأسرى، ستقوم الحركتان بتسليم جثة أحد أسرى إسرائيل التي تم العثور عليها وسط قطاع غزة.
تحذير أممي
إلى ذلك، حذرت الأمم المتحدة، أمس، من أن الحرب الإسرائيلية التي دمرت اقتصاد غزة تهدد بقاء القطاع، داعية إلى تدخل دولي فوري وكبير. وأفادت وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» في تقرير جديد، بأن إعادة إعمار قطاع غزة ستكلف أكثر من 70 مليار دولار وقد تستغرق عدة عقود، محذرة من أن الحرب والقيود تسببتا في انهيار غير مسبوق في الاقتصاد الفلسطيني. وأضافت: «قوضت العمليات العسكرية بشكل كبير كل ركيزة من ركائز البقاء، من الغذاء إلى المأوى والرعاية الصحية، ودفعت غزة إلى هاوية من صنع الإنسان.. التدمير المستمر والممنهج يلقي بظلال من الشك على قدرة غزة على إعادة بناء نفسها كمساحة ومجتمع صالحين للعيش».
وأضاف التقرير: «حتى مع توقع نمو بأرقام عشرية ودعم كبير من المساعدات الخارجية، قد تحتاج غزة عدة عقود لاستعادة مستويات الرفاه التي كانت عليها قبل أكتوبر 2023»، داعياً إلى خطة إنعاش شاملة تجمع بين المساعدات الدولية المنسقة واستئناف التحويلات المالية واتخاذ تدابير لتخفيف القيود على التجارة والتنقل والاستثمار. وأظهر التقرير انكماش اقتصاد غزة بنسبة 87 % خلال الفترة 2023 - 2024، ليصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 161 دولاراً فقط، وهو من بين أدنى المعدلات عالمياً.