فشلت الأذرع الإخوانية في السودان في محاولتها البائسة تحميل دولة الإمارات مسؤولية الحرب المندلعة في السودان ودعم أحد أطرافها، رغم حشدها كل إمكانياتها سواء في افتراءات ممثل السودان في مجلس الأمن الدولي، وفي دعوى تفتقر إلى الأسس القانونية في محكمة العدل الدولية في لاهاي التي بدأت أولى جلساتها في العاشر من أبريل، وطلبت من جهة الادعاء في القوات المسلحة السودانية دعم ملف الدعوى بمزيد من الأدلة والبراهين، حيث أن المعطيات التي تستند إليها الدعوى التي تقف خلفها الأذرع الإخوانية تستند إلى اتهامات كيدية كما ثبت في قرار المحكمة منح الادعاء مزيدا من الوقت.
إن نهج الإمارات ورؤيتها للحل في السودان هو ما يثير مخاوف تجار الحروب، لأن الأساس السياسي للحل الذي تدعو إليه الإمارات كفيل ليس فقط بإنهاء الحرب بين الأطراف السودانية المسلحة المنخرطة في الانتهاكات، بل أيضاً بوضع خريطة طريق للاستقرار، وهذا النهج يعني عودة المتحاربين إلى ثكناتهم حيث مكانهم ليس إدارة البلاد، بل جفظ الأمن وحماية العملية السياسية. فكيف الحال والعملية السياسية قد أطاحت بها الجماعة التي تختبئ وراء دعوى واهية ضد الإمارات في محكمة العدل؟!
وفي ظل اللحظة المفصلية التي تستوجب مساراً جاداً نحو السلام، لا تزال القوات المسلحة السودانية تتهرّب من أيّ مساعٍ لإنهاء الحرب، وتواصل تصعيدها، لقناعاتها بإمكانية الحسم العسكري، دون اعتبار لحجم المعاناة الإنسانية التي تجاوزت كل الحدود، مع الاستمرار في محاولاتها تحميل الآخرين مسؤولية ما اقترفته، ماضية في مسار لن يفضي إلا إلى تمزيق السودان وتحويله إلى دولة فاشلة.
وأول من أمس، جددت البعثة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، دعوة دولة الإمارات للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لإنهاء الحرب الأهلية دون شروط مسبقة والانخراط في محادثات سلام وتيسير وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى كافة أرجاء السودان.
وجددت البعثة أيضاً، دعوة الدولة للمجتمع الدولي إلى توحيد جهوده من أجل عملية سياسية ذات مصداقية، تفضي إلى حكومة يقودها المدنيون مستقلة عن الجيش وتؤدي في نهاية المطاف إلى إرساء السلام والاستقرار الدائمين للشعب السوداني الشقيق.
والمتابع لأوضاع السودان ومراحل العملية السياسية فيها، يجد بلا أدنى ريب من قام بالانقلاب على العملية السياسية فيها، حيث كانت السودان على أبواب مرحلة توافق سياسي واسع لكنه انتهى فجأة بإجراءات قادها قادة الجيش وأدت إلى حرب أنهكت المجتمع السوداني. لذلك، تهدف الجماعات الخفية التي تدير الدعوى ضد الإمارات إلى استباق أي عملية سياسية تنهي حقبة التجاوز على السلطات السياسية المدنية.
وما يفاقم من الأزمة، أن القوات المسلحة السودانية تريد تحقيق نصر سريع ميدانياً قبل أن تلاحقه انتهاكات قام بارتكابها عناصر مسلحة محسوبة عليها، وبسبب عدم نجاحها في تحقيق هذا النصر السريع فإنها تحاول كيل الاتهامات لدولة الإمارات لتشتيت الانتباه عن الفظائع التي ارتكبتها القوات المسلحة السودانية بحق المدنيين.
لقد أكدت دولة الإمارات في بيانات متسلسلة على موقفها الثابت في دعم أي حوار سوداني، وقد رعت دولة الإمارات بالفعل فعاليات لتحريك المياه الراكدة في العملية السياسية السودانية، حيث يبدأ الحل من تحرير السياسة من الحرب وفظائعها، لينطلق السودان إلى المستقبل حيث يستحق شعبها المكافح التنمية والازدهار بدلاً من إنهاكه بالحروب والألاعيب الرخيصة من قبل جهات لا تريد الخير لشعب السودان.