الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - "شبح" أمريكي يسقط فوق جامعة يابانية!

"شبح" أمريكي يسقط فوق جامعة يابانية!

الساعة 12:00 مساءً

 

 

تحطمت طائرة حربية أمريكية طراز فانتوم " أر إف – 4 سي 2" داخل حرم جامعة كيوشو اليابانية بمدينة "فوكوكا" في 2 يونيو 1968 إثر سقوطها أثناء طلعة تدريبية.

 

الرواية الأمريكية ذكرت أن النيران اشتعلت في طائرة "ماكدونيل دوغلاس إف-4 فانتوم"، الاستطلاعية أثناء اقترابها ليلا حوالي الساعة التاسعة بعد تدريبات من قاعدة "إيتازوكي" الجوية آنذاك والتي تحولت فيما بعد إلى مطار "فوكوكا".

 

هذا الحادث جرى في خضم توترات في حقبة الحرب الباردة، وفي أعقاب استيلاء كوريا الشمالية على سفينة التجسس الأمريكية "يو إس إس بويبلو" في 23 يناير 1968.

 

في ذلك الوقت نقلت الولايات المتحدة طائراتها الحربية بما في ذلك "الفانتوم – 4" من منطقة أوكيناوا بأقصى جنوب البلاد إلى "فوكوكا" بجزيرة كيوشو القريبة من شبه الجزيرة الكورية.

 

استمرت الولايات المتحدة في استخدام قاعدة "إيتازوكي" الجوية في محافظة فوكوكا بشكل مشترك مع قوات الدفاع الذاتي اليابانية حتى عام 1972.

 

 

كان يقود الطائرة الرائد إي. جونسون والمقدم أر. كراتشلو، وقد حاولا، بحسب الرواية الأمريكية، توجيه الطائرة المعطوبة نحو موقع بناء غير مأهول في "حرم هاكوزاكي" التابع لجامعة كيوشو، وكان يقع تحت مسار رحلات القاعدة الجوية. الطياران تمكنا قبل لحظات من الاصطدام بالأرض من القفز بالمظلة وهبطا بسلام بالقرب من موقع تحطم الطائرة.

 

الطائرة الحربية الأمريكية اصطدمت بمركز أجهزة الحاسوب النموذجية الكبيرة في جامعة كيوشو، وكان عبارة عن مبنى خرساني قيد البناء. تسبب الاصطدام في تدمير الطابقين الخامس والسادس من المبنى واندلاع حريق فيه، إضافة إلى تدمير بعض الجدران ومنظومات الكهربائية والأرضيات. لحسن الحظ كان المكان خاليا وقتها ولم تقع إصابات على الأرض.

 

إثر الحادث، أصدر تاكاكي ميزونو، رئيس جامعة كيوشو بيانا ضد الجيش الأمريكي وحكومة بلاده، ونظم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس احتجاجات واسعة النطاق.

 

حاول الجيش الأمريكي حينها امتصاص غضب اليابانيين بالموافقة على تقييد مؤقت لطلعات الطيران الحربي الليلية وتعديل مساراتها لتجنب الطيران فوق الجامعة، إلى أن يتم تحديد أسباب حادث التحطم.

 

طالب نشطاء من المحتجين على الوجود الأمريكي في اليابان ومضاعفاته الخطيرة بالإبقاء على بقايا الحطام بمثابة "رمز مناهض للحرب" وقاموا بمحاصرة الموقع لمدة ستة أشهر.

 

 

السلطات اليابانية قامت سرا تحت جنح الظلام في يناير 1969 بإزالة الحطام بواسطة جرافة، ما أدى إلى مزيد من الاحتجاجات. لاحقا أعيد تسمية المبنى إلى "معهد أبحاث تكنولوجيا المعلومات".

 

جرت في قت لاحق مفاوضات إضافية بين الولايات المتحدة واليابان ناقشت خروج الأمريكيين من قاعدة "إيتازوكي" الجوية، فيما استؤنفت أعمال البناء في مركز الحاسوب الكبير أواخر عام 1969، واكتمل المرفق في عام 1970.

 

سلم الأمريكيون قاعدة "إيتازوكي" الجوية إلى اليابان في عام 1972، وقامت السلطات بتحويلها إلى مطار مدني. بسبب مخاوف متعلقة بالسلامة وبتأثير الضوضاء وضيق المساحة، قررت جامعة كيوشو الانتقال إلى منطقة أخرى.

 

لاحقا جرت إعادة تنظيم مركز الحاسوب الكبير عام 2004، ثم نقل إلى مبنى الجامعة الجديد عام 2016، وهدمت مرافق مبنى الجامعة القديم عام 2018. هكذا لم يعد لحادثة سقوط "الشبح" الأمريكي وتدميره مرفق جامعي ياباني، أي أثر على الأرض.