الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - لماذا انتظرت واشنطن حتى انتهاء مراسم تشييع الجنود لتوجيه ردّها على هجوم الأردن؟

لماذا انتظرت واشنطن حتى انتهاء مراسم تشييع الجنود لتوجيه ردّها على هجوم الأردن؟

الساعة 12:58 مساءً

 

مازالت هناك تفاصيل جديدة تتكشف حول الضربات الأميركية ضد الميليشيات المسلحة في العراق وسوريا.

 

فقد انتظرت واشنطن حتى انتهاء مراسم تشييع الجنود وإغلاق الأسواق المالية لتجنب أي تداعيات محتملة.

 

فبعد خمسة أيام على مقتل الجنود الأميركيين في هجوم على قاعدة بالأردن، ردت واشنطن أول أمس الجمعة.

 

الرد وصفه كثيرون بـ"المتأخر" فيما عزا آخرون توقيت العملية إلى تجنب إرباكات بالأسواق المالية وفوضى اقتصادية.

 

فيبدو أن كواليس الضربة الأميركية لم تتكشف بعد، حيث أن تأخرُها كان ملفتا لكن لتوقيت تنفيذِها حساباتٌ أخرى.

 

فقد أطل الرئيس الأميركي جو بايدن من قاعدة "دوفر" في ديلاور أثناء مراسم تكريمية لجثامين الجنود الثلاثة، الذين قتلوا في القاعدة الأميركية بالأردن.

 

المراسم لفها صمت ممزوج بموسيقى حزينة، ولم يُخرق إلا بعد ساعة وخمس وثلاثين دقيقة حين تنفيذ موجة غارات أولية دامت نصف ساعة في سوريا والعراق.

 

وقال الرئيس الأميركي "بدأ ردنا اليوم.. وسوف تستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها.. وليعلم كل من قد يسعى إلى إلحاق الأذى بنا.. إذا ألحقت الضرر بأميركي، فسنرد".

 

انتظار واشنطن دام حتى نهاية المراسم الرسمية وأيضا إغلاق الأسواق المالية بالدقيقة والثانية تحاشيا لأي تداعيات أو إرباك لا سيما أن الأسواق مغلقة في اليومين المقبلين.

 

توقيتٌ ذكّر بضربة أربيل في يناير الماضي وربطه مراقبون بتفادي عمليات بيع حادة للأسهم وخسائر اقتصادية قد تؤججها مخاوف من حرب واسعة النطاق بحسب ما أكده محللون اقتصاديون لـ"العربية".

فتأخر إعلان بايدن عن الضربة مرده إلى امتصاص أي قفزات في أسعار النفط كتلك التي أعقبت ضربات سابقة ورفعت سعر الخام فوق ثلاثة وثمانين دولارا للبرميل الواحد.

 

استدارة قد تجنب أيضا الرئيس الأميركي مزيدا من الضغوط على أبواب هذا العام الانتخابي. فالجهوريون يتصيدون فرصة مثالية للاستفادة من إحباطات الأميركيين الذين يعانون ضائقة مالية.

 

من جهتها، ربطت واشنطن تأخر الرد بالأحوال الجوية في المنطقة على اعتبار أن الرادارات العسكرية يمكن أن تتأثر بالسحب والأمطار والغبار.

 

لكن في وقت نجح بايدن في تفادي أي تشويش على القطاع المالي، لم تسلم ضربته المؤجلة من الانتقادات. فهي وفق كثيرين قدمت ورقة الوقت الإضافي للميليشيات الموالية لإيران للملمة الأهداف وتوضيب حقائب القادة.