أفادت وسائل إعلام إسرائيلية الأربعاء بأن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول مؤخراً تنسيق اتصال له مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكن دون جدوى.
ونقلت قناة "13" الإسرائيلية عن مصدرين مطلعين قولهما إن مكتب نتنياهو تقدم عبر مقر الأمن الوطني، بطلب لتنسيق مكالمة مع السيسي، غير أن الرئاسة المصرية رفضت ذلك.
كما أضافت أن ذلك يأتي وسط خلافات كبيرة مع القاهرة حول مسار العمل الإسرائيلي على طول محور صلاح الدين الحدودي بين مصر وغزة.
السيسي يرد على اتهامات إسرائيلية
يذكر أن السيسي كان رد على الاتهامات التي وجهها مسؤولون إسرائيليون لمصر حول تسببها في عرقلة دخول المساعدات إلى غزة.
وقال في تصريحات الأربعاء إن غزة كانت تستقبل قبل الحرب 600 شاحنة يومياً يتم دخولها عبر مصر، إلا أنه حالياً تدخل نحو 200 شاحنة القطاع، لافتاً إلى أن معبر رفح مفتوح طوال ساعات اليوم.
كما أكد أن الإجراءات التي يتبعها الجانب الآخر، أي إسرائيل، هي التي تعطل دخول المساعدات للضغط بسبب موضوع الرهائن.
تهديد خطير
وكانت مصر قد ردت على ادعاءات إسرائيل حول عمليات تأمين الحدود بين البلدين وتصريحات نتنياهو التي حملت مزاعم بوجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات من الأراضي المصرية إلى غزة عبر أنفاق على الحدود.
وقال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان إن "إمعان إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب هو محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر صلاح الدين في غزة على طول الحدود مع مصر، بالمخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين القاهرة"، مؤكداً أن أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه، سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية.
كما أضاف رشوان أن "مصر دولة تحترم التزاماتها الدولية، وقادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها، ولن ترهنها في أيدي مجموعة من القادة الإسرائيليين المتطرفين ممن يسعون لجر المنطقة إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار".
خط أحمر
كذلك أردف أن "التحرك الإسرائيلي نحو الممر يعد خطاً أحمر ينضم إلى سابقه والذي أعلنته مصر مراراً، وهو الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين قسراً أو طوعاً إلى سيناء، الأمر الذي لن تسمح مصر لإسرائيل بتخطيه".
وختم قائلاً إن "ما يؤكد كذب مزاعم إسرائيل هو أن كل دول العالم تعرف جيداً حجم الجهود التي قامت بها مصر في آخر 10 سنوات لتحقيق الأمن والاستقرار بسيناء وتعزيز الأمن على الحدود بين رفح المصرية وقطاع غزة".
يشار إلى أن محور صلاح الدين، المعروف باسم"فيلادلفي"، يمتد داخل قطاع غزة من البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوباً بطول الحدود المصرية، التي تبلغ نحو 14 كيلومتراً.