الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - في 2001.. نفذ الفلسطينيون عملية انتقام أثارت ذعر الإسرائيليين

في 2001.. نفذ الفلسطينيون عملية انتقام أثارت ذعر الإسرائيليين

الساعة 04:57 مساءً

بالقرن الماضي، مثّل رحبعام زئيفي واحدة من الشخصيات البارزة. فخلال مسيرته العسكرية، شارك الأخير في الحروب العربية الإسرائيلية حيث لعب دوراً هاماً بحروب 1948 و1967. وعقب خروجه للتقاعد خلال شهر سبتمبر/أيلول 1973، عاد رحبعام زئيفي مجدداً لصفوف الجيش الإسرائيلي، برتبة جنرال، وعمل بصفوف هيئة الأركان الإسرائيلية تزامناً مع اندلاع حرب أكتوبر/تشرين الأول سنة 1973.

رحبعام زئيفي مع جنود بالجيش الإسرائيلي بالستينيات

رحبعام زئيفي مع جنود بالجيش الإسرائيلي بالستينيات

وخلال مسيرته السياسية، حصل رحبعام زئيفي عام 2001 على منصب وزير السياحة الإسرائيلي وهو المنصب الذي حافظ عليه لحين مقتله بالعام نفسه.

رداً على حادثة اغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى بالبيرة يوم 27 أغسطس/آب 2001، اتجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للثأر من السلطات الإسرائيلية عن طريق تدبير عملية قتل لأحد المسؤولين الإسرائيليين البارزين. وانطلاقاً من ذلك، وقع اختيار مسؤولي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.

أبو علي مصطفى

أبو علي مصطفى

وعقب جمعها للمعلومات حول موقع عمل زئيفي والأماكن التي تواجد بها بأوقات فراغه، اكتشفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين استقرار الوزير الإسرائيلي بشكل شبه دائم بإحدى غرف فندق هيات (Hyatt) بالقدس والواقع على مقربة من جبل المشارف. وتنفيذاً لخطتها، أرسلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عدداً من عناصرها لهذا النزل قبل يوم واحد من عملية القتل بعد أن حجزت لهم غرفة اعتماداً على هوية مزورة.

يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2001، تواجد رحبعام زئيفي بالغرفة رقم 816 في فنندق هيات بالقدس. وبسبب برامجه الروتينية وقراراته الشخصية، افتقر الأخير للحماية حيث لم يرافقه في تنقلاته أي من الحراس الشخصيين.

الفندق الذي قتل به زئيفي

الفندق الذي قتل به زئيفي

وفي حدود الساعة السادسة صباحاً من ذلك اليوم، نزل زئيفي برفقة زوجته لقاعة الطعام في الفندق. وهناك، لاحظ حمدي قرعان، أحد أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تواجده بالمكان فانطلق مسرعاً نحو رفاقه بالغرفة وطالبهم بالاستعداد لمهاجمة رحبعام زئيفي. وعقب جمعهم لمسدساتهم، توجه أفراد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المقدرين بأربعة أفراد، نحو موقع غرفة زئيفي بالطابق الثامن وانتظروا قدومه.

في حدود الساعة السادسة وخمسين دقيقة صباحاً، عاد رحبعام زئيفي بشكل منفرد نحو غرفته. ومع خروجه من المصعد، تقدم نحوه حمدي قرعان ووجّه له ثلاثة رصاصات من مسافة قريبة استقرت اثنتان منهما برأسه. لاحقاً، غادر أفراد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المكان وعادوا نحو الضفة الغربية.

رحبعام زئيفي

رحبعام زئيفي

 

 

بعد مضي نحو ساعة، اكُتشف رحبعام زئيفي غارقاً في دمائه. ومع نقله للمستشفى في حالة حرجة، أعلن رسمياً عن وفاته في حدود الساعة العاشرة صباحاً. أثارت هذه العملية حالة من الذعر في صفوف الإسرائيليين حيث مثّل رحبعام زئيفي أبرز شخصية سياسية يتم قتلها على يد الفلسطينيين منذ بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وشنت القوات الإسرائيلية على الفور حملة أمنية ضد الضفة وحاصرت مقر ياسر عرفات بعد حصولها على معلومات بتواجد المسؤولين عن عملية القتل داخله. ومع تهديد إسرائيل باقتحام مقر ياسر عرفات، قدم الأميركيون والبريطانيون حلاً أرضى جميع الأطراف. وانطلاقاً من ذلك، سلّم الفلسطينيون المسؤولين عن عملية القتل الذين نقلوا نحو سجن بأريحا حيث وضعوا تحت حراسة أميركية بريطانية مشددة. مع تزايد التهديدات الأمنية، غادر الأميركيون والبريطانيون المنطقة وسلموا المسؤولين على عملية القتل للسلطات الإسرائيلية التي نقلتهم لسجن آخر تزامناً مع إصدار أحكام بحقهم بالسجن المؤبد.