الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - رصد أكثر طائرة سرية في العالم.. ما هي مهمتها؟

رصد أكثر طائرة سرية في العالم.. ما هي مهمتها؟

الساعة 02:21 مساءً

 

 

 

 

 

 

 

في واقعة استثنائية، تمكّن هاوي الطيران الأمريكي مايكل روكيتا من توثيق لحظة هبوط الطائرة الغامضة RAT55 التابعة لسلاح الجو الأمريكي، والتي تُوصف بأنها من أكثر الطائرات سرية في العالم، وذلك فوق منشأة المنطقة 51 المثيرة للجدل في صحراء نيفادا.

روكيتا التقط المشاهد النادرة من نقطة مراقبة تبعد 26 ميلاً قرب قمة تيكابو باستخدام كاميرا عالية الدقة، حيث رصد مناورات الطائرة قبل أن تهبط على المدرج 32. وبعد دقائق قليلة، شوهدت تُسحب إلى الحظيرة 18، أكبر وأكثر مباني القاعدة غموضًا، والتي ارتبطت منذ عقود بالبرامج الجوية الأكثر سرية في الولايات المتحدة.

ملامح هندسية فريدة

تتميز الطائرة RAT55 بتصميم غير مألوف، يشمل مقدمة ضخمة أشبه بـ"أنف سميك"، وحدبة علوية بارزة، وبروزًا في البطن، إضافة إلى نتوء خلفي كبير. هذه التعديلات لا ترتبط بجماليات التصميم بقدر ما تعكس وظيفتها الأساسية كمنصة لاختبار المقطع العرضي للرادار أثناء الطيران.

وبحسب مراقبين، فإن هذه القدرة تمكّن القوات الجوية الأمريكية من تقييم خصائص التخفي لمقاتلات شبحية وقاذفات استراتيجية، في إطار برامج تطوير سرية يُعتقد أن RAT55 لعبت فيها دورًا رئيسيًا، بما في ذلك دعم تطوير الطائرة بدون طيار RQ-180.

إشارة نداء تكشف الأسرار

الأكثر إثارة في الرصد أن الطائرة استخدمت إشارة النداء "Saber 98"، وهو ما يربطها مباشرة بعمليات المنطقة 51. فمن المعروف أن مهامها غالبًا ما تُجرى في أجواء محظورة، مثل نطاقات الاختبار قرب قاعدة إدواردز الجوية، حيث تختفي من أنظمة التتبع عبر تعطيل جهاز الإرسال والاستقبال. ظهورها بهذه الإشارة يعزز الأدلة على دورها المحوري في اختبارات التخفي.

منصة اختبار وليست مقاتلة

ورغم الغموض الذي يحيط بها، فإن RAT55 ليست طائرة قتالية، بل منصة اختبار متقدمة. هي في الأصل مبنية على هيكل بوينغ 737-200، لكن جرى تعديلها بشكل واسع لتستوعب أنظمة رادار ضخمة في المقدمة والذيل.

مهمتها الأساسية هي قياس البصمة الرادارية (RCS) للطائرات الشبحية، ما يوفر بيانات حاسمة لتطوير تقنيات تجعل الطائرات الأمريكية أكثر قدرة على الإفلات من أنظمة الرادار المعادية.

دور استراتيجي في سباق الشبحية

بحسب تقارير عسكرية، تؤدي الطائرة دورًا مهمًا في اختبار وتقييم قدرات طائرات مثل F-22 Raptor و F-35 Lightning II، وكذلك القاذفة B-2 Spirit. كما أنها جزء من البرامج الأكثر حساسية مثل القاذفة الجديدة B-21 Raider ومشروع NGAD (الجيل القادم من التفوق الجوي)، الذي يُعد ركيزة استراتيجية لمواجهة تنامي القدرات العسكرية لكل من الصين وروسيا.

ويرى محللون أن مجرد ظهور الطائرة يؤشر إلى أن برامج التخفي الأمريكية وصلت إلى مرحلة متقدمة من التجارب، في وقت يشهد فيه العالم سباقًا محتدمًا على السيطرة على سماء المستقبل.

المنطقة 51.. معقل الأسرار

تقع المنطقة 51 في عمق صحراء نيفادا، وتعرف رسميًا باسم Groom Lake Test Facility. منذ خمسينيات القرن الماضي، كانت ميدانًا لتطوير الطائرات التجريبية الأكثر تقدمًا مثل U-2 و SR-71 Blackbird. شهرتها لا تعود فقط إلى أهميتها العسكرية، بل أيضًا إلى تاريخ طويل من السرية ونظريات المؤامرة، ما يجعل أي رصد لطائرة نادرة هناك حدثًا يحظى بتغطية إعلامية واسعة.

نافذة نادرة على المستقبل

رصد الطائرة RAT55 فوق المنطقة 51 يمثل نافذة استثنائية على برامج عسكرية بالغة السرية. فهي ليست مجرد طائرة اختبار، بل مختبر جوي متحرك يحدد مدى نجاح الاستثمارات الضخمة في تكنولوجيا التخفي.

وفي ظل احتدام المنافسة بين واشنطن من جهة وبكين وموسكو من جهة أخرى، يظل ظهورها العلني – ولو لفترة قصيرة – مؤشرًا على أن سباق الشبحية لم يتوقف. بل إن المنطقة 51 ما تزال حتى اليوم المركز الأكثر حساسية لرسم ملامح الحروب الجوية المقبلة.