شيّع الآلاف من أبناء محافظة إب، وسط اليمن، بموكب جنائزي مهيب، مساء الخميس، جثمان الناشط الإعلامي حمدي عبدالرزاق الخولاني، المعروف بـ"المكحل"، والذي أقدمت ميليشيا الحوثي على تصفيته بعد أشهر من اختطافه عقب انتقاده لفسادها ودعوته للثورة ضدها.
وقالت مصادر محلية إن الآلاف من أبناء محافظة إب، شيعوا جثمان الناشط "المكحل" إلى مثواه الأخير في مقبرة الغفران وسط مدينة إب، بعد الصلاة عليه عقب صلاة العصر في الجامع الكبير بالمدينة القديمة.
وأوضحت المصادر أن مراسيم التشييع تحولت إلى تظاهرة شعبية غاضبة ضد ميليشيا الحوثي، حيث هتف المشيعون بهتافات تندد بالميليشيا الحوثية وجرائمها الإرهابية بحق أبناء المحافظة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لهتافات المشيعين وهم يرددون بصوت مدوي "لا إله إلا الله .. الحوثي عدو الله" رغم تواجد عشرات المسلحين الحوثيين الذين يفرضون طوقا على المدينة القديمة منذ يومين.
وشوهد المئات من أبناء مدينة إب القديمة والكحل مرسوم على أعينهم خلال التشييع تضامنا مع المغدور به حمدي عبدالرزاق المكحل الذي اعتاد بوضع الكحل على عينيه فيما سمع أصوات زغاريد نساء مدينة إب القديمة.
وأكد سكان محليون أن ميليشيا الحوثي أطلقت النار بشكل مكثف في محاولة لتفريق المشيعين بعد الوصول إلى المقبرة، إلا أن المشيعين واصلوا عملية الدفن حتى النهاية، وأطلق بعضهم الأعيرة النارية في الهواء للتعبير عن تعهدهم بأخذ الانتقام من قاتليه.
وعقب استكمال مراسيم الدفن، قامت الميليشيا بحملة اختطافات واسعة في صفوف المشيعين وأبناء المدينة القديمة، بعد الاعتداء عليهم بالضرب.
وفي وقت سابق، اشترطت الميليشيا الحوثية على أسرة الناشط "المكحل" دفنه بعد صلاة الفجر، بوقت مفاجئ بهدف تشتيت حضور المشيعين غير أن ضغوطاتها لم تفلح بسبب رفض الأسرة وحراسة العشرات من أبناء مدينة إب القديمة لجثمانه رغم التواجد الأمني المكثف للميليشيا في محيط المسجد وأحياء المدينة القديمة.
ولاقت جريمة مقتل الناشط حمدي عبدالرزاق، الأحد الماضي، داخل إدارة أمن إب الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، بعد استدعائه للتحقيق، موجة استياء وسخط واسعة وتظاهرة إلكترونية أشادت به، وسط اتهامات للحوثيين بتصفيته على خلفية انتقاده لزعيم الجماعة والتنديد بالوضع المعيشي الذي تشهده المحافظة.