بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، برقية تهنئة إلى الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً لجمهورية الصين الشعبية. كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، برقية تهنئة مماثلة إلى الرئيس شي جين بينغ.
ودوّن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة أمس في حسابه عبر «تويتر»: أتقدم بخالص التهاني إلى صديقي فخامة الرئيس شي جين بينغ بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً لجمهورية الصين الشعبية، ونتطلع إلى تعزيز شراكتنا الاستراتيجية الشاملة.. متمنين للصين وشعبها الصديق دوام التقدم والازدهار.
تطور
وشهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة نمواً وتطوراً كبيراً في ظل دعم قيادة الدولتين، وتقوم العلاقات بين البلدين على الاحترام والصداقة والتعاون والمصالح المشتركة. وتتقاسمان المساعي المشتركة من أجل مستقبل مزدهر، وتتعزز الصداقة بين الإمارات والصين أيضاً من خلال التطلعات المشتركة والرؤى الاستشرافية لكلا البلدين.
ويعود تاريخ العلاقات الرسمية بين البلدين إلى العام 1971 عقب تأسيس الاتحاد، وقيام دولة الإمارات، عندما أرسل القائد المؤسس لدولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في اليوم التالي لإعلان تأسيس الدولة، برقية إلى رئيس مجلس الدولة الصيني، آنذاك، «تشو آن لاي» لإبلاغه بتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث رد في حينها «شو أن لاي» ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات، وما تلاه من إقامة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984، شملت عدداً من الزيارات أهمها زيارة الرئيس يانج شونج كون كأول رئيس صيني يزور الإمارات عام 1989 وصولاً إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2018.
وشهد شهر أبريل 1985 افتتاح السفارة الصينية في أبوظبي، كما أنشئت القنصلية العامة في دبي خلال شهر نوفمبر عام 1988، فيما افتتحت سفارة الإمارات في بكين يوم 19 مارس 1987، وقنصلية عامة في هونغ كونغ افتتحت في أبريل 2000 وواحدة في شنغهاي افتتحت في يوليو 2009.
وانعكس نمو العلاقات الثنائية على كل الجوانب من الاقتصاد إلى العلاقات الإنسانية بين الشعبين، حيث يوجد عدد كبير من المدارس في الدولة تدرس المنهج الصيني.
مناهج
ويشمل برنامج التعليم الصيني في الدولة 54 ألف طالب في 158 مدرسة عامة ويهدف إلى تغطية 200 مدرسة. وتعتبر المدرسة الصينية في دبي، أول مدرسة تدرس مناهج وطنية صينية في الإمارات العربية المتحدة، وهي أيضاً المدرسة الخارجية الوحيدة في العالم التي ترتبط بالنظام التعليمي الصيني.
ويبلغ عدد المواطنين الصينيين المقيمين في الدولة ما يقارب الـ 400 ألف، وتعمل في الدولة نحو 6 آلاف شركة صينية. وتقوم الدولة بإعادة تصدير أكثر من 60 % من الصادرات الصينية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وارتفع حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة والصين إلى مستوى قياسي خلال العام الماضي، ليزداد بنسبة 37.4 % على أساس سنوي في 2022.
نمو
وسجل التبادل التجاري بين الدولتين رقماً قياسياً عند 99.2 مليار دولار، ونمت واردات الصين من الإمارات بنسبة 58.9 % على أساس سنوي، لتسجل 45.4 مليار دولار، كما زادت الصادرات الصينية إلى الإمارات العربية بنسبة 23.3 %، لتسجل 53.8 مليار دولار. وتحتل الصين المرتبة السابعة عالمياً في استقبال صادرات الإمارات غير النفطية، والمرتبة السادسة عالمياً في سلع إعادة التصدير.
وتعد دولة الإمارات أهم الشركاء التجاريين لجمهورية الصين على مستوى الدول العربية، مستحوذة على 30 % من إجمالي تجارة الصين غير النفطية مع الدول العربية.
كما جاءت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً في استقبال الصادرات الصينية، وتحتل المرتبة الثانية عربياً ضمن قائمة الدول المصدرة للصين خلال عام 2021.
ولدولة الإمارات استثمارات في أكثر من 650 مشروعاً في الصين تتركز أغلبها في مجالات الطاقة والمصارف والشحن البحري ومناطق التجارة الحرة، كما أن الإمارات هي أول دولة في الشرق الأوسط تحل ضيف شرف ضمن معرض بكين الدولي لتجارة الخدمات خلال العام 2022. ويعمل البلدان على تسريع المفاوضات لإنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، بهدف تعزيز النمو التجاري والتكامل الاقتصادي.