أفادت «هيئة الهلال الأحمر» بأن دولة الإمارات سيرت إلى سوريا وتركيا طائرات وسفناً حملت أكثر من 5 آلاف طن من المساعدات الغذائية والطبية للفئات المتضررة من الزلازل التي ضربت الدولتين، وذلك منذ بداية حملة «جسور الخير».
وقال راشد مبارك المنصوري، نائب الأمين العام للشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر: إن الهيئة شرعت بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك في إعداد برامج إغاثة للمتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا، وذلك بتنفيذ مشاريع عدة تستفيد منها الأسر المتضررة، ضمن مبادرات الهيئة الرمضانية.
وأوضح أن المبادرة ستتضمن توصيل وجبات إفطار للصائمين ووجبات سحور ومواد غذائية وغيرها الكثير من المستلزمات الخاصة بشهر رمضان المبارك، بما يجسد مبدأ التضامن المجتمعي والإنساني.
استجابة
وكانت دولة الإمارات استجابة بشكل فوري مع نداء الواجب الإنساني بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، مؤكدة تضامنها التام مع قيادة وشعبي البلدين، حيث قدمت الدولة.
وشكل التحرك الإماراتي العاجل وتواجدها ضمن أوائل الدول على الأرض ومشاركتها في عمليات الإنقاذ تجسيداً واضحاً لحضورها الإنساني وتضامنها الدائم مع مثل هذه الأحداث، وتعبيراً صادقاً تضامنها الكامل مع المجتمعات المتضررة حول العالم عبر البرامج والمشاريع الإغاثية والإنسانية.
ومنذ اللحظة الأولى لوقوع الزلازل، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على الاتصال هاتفياً مع كل من بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، ورجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الصديقة، للتعبير عن خالص التعازي والمواساة للرئيسين وشعبيهما وذوي الضحايا جرّاء الزلزال المدمر، سائلاً الله تعالى الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين. وأكد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تضامن دولة الإمارات الكامل مع سوريا وتركيا، ووقوفها إلى جانب البلدين في هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانية الكبيرة، واستعدادها لتقديم كل دعم ممكن للمساعدة في مواجهة آثار هذا الزلزال، وهو ما تم على أرض الواقع عبر إنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال، لإغاثة الأسر في المناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الزلزال.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت «قيادة العمليات المشتركة» في وزارة الدفاع بدء عملية «الفارس الشهم 2» لدعم الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و«مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» و«مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية» والهلال الأحمر الإماراتي.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أمر بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال، وتشمل مبادرة سموه تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الشعب السوري الشقيق، إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي الصديق.
كما أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بعد ذلك، بتقديم مبلغ إضافي بقيمة 50 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلازل في سوريا، وذلك استمراراً لجهود دولة الإمارات المتواصلة للوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم المساعدات إلى المتضررين، حيث سيخصص 20 مليون دولار من المبلغ الإضافي لتنفيذ مشاريع إنسانية استجابة لنداء منظمة الأمم المتحدة العاجل بشأن سوريا بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»، وذلك في إطار الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات إلى جهود الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين من أجل مزيد من العون على جميع المستويات الإغاثية للتخفيف من تداعيات تلك الكارثة الإنسانية.
كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري الشقيق بقيمة 50 مليون درهم، وذلك لإغاثة المتضررين من الزلزال الأعنف الذي شهدته البلاد منذ عقود.
علاج
وكما زار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عدداً من مصابي زلزال سوريا الذين وصلوا إلى الدولة ويتلقون العلاج في مدينة خليفة الطبية بأبوظبي، وذلك في إطار توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي «أم الإمارات»، بتوفير العلاج والرعاية الصحية للمصابين ذوي الحالات الحرجة الذين تضرروا جراء الزلزال المدمر في سوريا وتركيا.
ووجه سموه بتقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية وتمنى لهم الشفاء العاجل وأن ينعم الله عليهم بالصحة والسلامة، مؤكداً في الوقت نفسه بأن الدولة لن تدخر جهداً في سبيل دعم خطط التعافي من الأزمة في البلدين وتعزيز قدرة المتأثرين على تجاوز ظروف الكارثة التزاماً بالمسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتقها وانطلاقاً من موقفها الثابت في مساندة ضحايا الكوارث الإنسانية والأزمات حول العالم.
جسور
بدورها دعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع، للانضمام إلى حملة «جسور الخير» والمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا.
رسالة
تحرص دولة الإمارات منذ تأسيسها على أن يكون الدعم الإنساني والتنموي جزءاً أساسياً من علاقاتها الخارجية، وتتصدر منذ سنوات القوائم العالمية لأكبر المانحين في مجال المساعدات التنموية قياساً لدخلها القومي، كما تجسّد الخطوة الرسالة الإنسانية للإمارات من خلاله المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين الذي أكد الثوابت الأخلاقية في العمل الإنساني للدولة، وعدم ارتباط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة.