منذ اندلاع فيروس "كورونا" في أواخر ديسمبر الماضي، تعرضت العديد من العلامات التجارية الكبرى في جميع قطاعات الاقتصاد العالمي تقريبًا من الترفيه إلى صناعة السيارات والملابس إلى الأطعمة، لخسائر فادحة.
فأغلب هذه الشركات أصبحت تعتمد على مصانعها في الصين، والمستهلكين الأثرياء هناك، والآن يجبرهم الفيروس التاجي على تقييد سفرهم إلى الصين أو إغلاق المتاجر والمكاتب والمطاعم والمدن الترفيهية مؤقتًا.
وبالرغم من أن عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس بلغ 811 حالة، كما تخطى عدد الإصابات أكثر من 37 ألف حالة في أكثر من 27 دولة حالة حول العالم، إلا أنه من السابق لأوانه إحصاء خسائر الشركات العالمية جراء هذا المرض.
وخلال الأيام الماضية، كشفت عدد من الشركات الكبرى عن تأثير تفشي الفيروس عليها، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز".
الترفيه
فعلى سبيل المثال، في مجل الترفيه، تعرضت شركة ديزني لخسائر فادحة جراء تفشي الفيروس، فقد تم إغلاق حدائقها الترفيهية في شنغهاي وهونج كونج، لأكثر من أسبوع، ومن المتوقع أن تؤدي عمليات الإغلاق إلى خفض الدخل التشغيلي للشركة بمقدار 175 مليون دولار في الربع الثاني، وفقاً لكريستين مكارثي، المدير المالي الرئيسي.
واضطرت شركة الأفلام الكندية "IMAX" إلى تأجيل إصدار خمسة أفلام كانت تخطط لعرضها في الصين خلال فترة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
وفي اليابان، قالت شركة "Nintendo" التي تصنع ألعاب الفيديو وأجهزة الألعاب، إن شحنات وحدة التحكم في لعبة Switch إلى العملاء اليابانيين ستتأخر.
وفي هذا الأسبوع، طلب المسؤولون في مدينة ماكاو الصينية إغلاق 41 كازينو لمدة 15 يوماَ، مما أثر على مشغلي الكازينو الأميركيين في المنطقة.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة Wynn Resorts إن الشركة تخسر 2.4 مليون دولار إلى 2.6 مليون دولار يوميًا، حيث لا يزال كازينوهاتها في ماكاو مغلقة تفشي الفيروس.
تقنية
وفي مجال التكنولوجيا، فقد أخبر تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، المحللين في يناير الماضي، أن مزودي الشركة قد يتعطلون، وأن حركة المرور إلى متاجرها في الصين قد انخفضت، وأضاف إن بعض موردي شركة آبل سيبقون على الإغلاق وأن حركة متاجرها في البلاد قد توقفت.
وتتمتع Apple بحضور مبيعات كبير في الصين وتقوم بتجميع معظم منتجاتها هناك.
أما شركة Qualcomm التي تصنع رقائق الهاتف الذكي، والتي حققت ما يقرب من نصف إيراداتها في الصين، وهي مركز رئيسي لتصنيع الهواتف الذكية ومبيعاتها، فقد أعلن المدير المالي للشركة، أن الشركة قد خفضت الحد الأدنى من توقعات أرباحها للأشهر الثلاثة المقبلة بسبب عدم اليقين الناجم عن تفشي المرض.
السيارات
وبالنسبة لقطاع تصنيع السيارات، فقد تم إغلاق العديد من مصانع السيارات في الصين بسبب الفيروس، بما في ذلك المصانع التي تديرها تسلا وفورد ونيسان.
وقالت شركة هيونداي، خامس أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، إنها ستوقف بشكل مؤقت خطوط الإنتاج في مصانعها في كوريا الجنوبية بسبب نقص الأجزاء الصينية، في حين قالت شركات السيارات الأخرى، مثل فولكس واغن وديملر، إنها تعتزم إعادة فتح مصانعها في الصين الأسبوع المقبل، إذا حصلوا على إذن من الحكومة.
وحذرت شركة فيات كرايسلر، من أن تفشي المرض قد يعطل الإنتاج في أحد مصانعها الأوروبية في الأسابيع القليلة المقبلة، لكن الرئيس التنفيذي للشركة قال إنه لم يغير توجيهاته المالية لعام 2020، وفقاً لوكالة رويترز.
السفر
ويعد قطاع السفر والسياحة من أكثر القطاعات تضرراً منذ تفشي المرض، فعلى مدار الأسبوعين الماضيين، ألغت سلسلة من شركات الطيران الكبرى رحلاتها إلى الصين، بما في ذلك دلتا والمتحدة الأميركيتين.
ويقدر المحللون أن التأثير يجب أن يكون صغيرا نسبيا، فشركة يونايتد تستحوذ على حوالي 4 % فقط من إيراداتها من الخدمة إلى الصين، كما تقلصت بشكل حاد رحلات شركة الخطوط الجوية الصينية، أكبر مشغل للرحلات الجوية الأميركية - الصينية.
كما أثر انتشار الفيروس على الرحلات البحرية، فقد أعلنت شركة رويال كاريبيان، حظر جميع الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر صينية أو هونغ كونغ أو ماكاو من ركوب سفنها.
وستكون الغالبية العظمى من هؤلاء المسافرين على متن سفن تغادر الصين، والتي لا تمثل سوى 6 في المائة من أعمال الشركة، وفقًا لروب زايغر، المتحدث باسم رويال كاريبيان.
المطاعم
وبالنسبة لقطاع المطاعم، فقد أغٌلقت المئات من مطاعم ماكدونالدز في الصين، البالغ عددها حوالي 3300 مطعم، ولكن التأثير الإجمالي على الأرباح سيكون صغيراً إلى حد ما إذا ظل الفيروس محصوراً، وفقاً للرئيس التنفيذي للشركة، كريس كيمبنسكي.
أما شركة ستاربكس فقد أغلقت أكثر من نصف متاجرها، البالغ عددها 4300 متجر في الصين، وأخرت التحديث المخطط له لتوقعاتها المالية لعام 2020، قائلة إنها تتوقع نجاحًا كبيرًا ولكن مؤقتًا.
وقالت شركة Yum Brands، المشغلة لمطاعم كنتاكي وبيتزا هت، إن ما يقرب من ثلث مطاعمها مغلقة بسبب تفشي المرض، وشهدت المتاجر المتبقية انخفاضا كبيرا في المبيعات.
الملابس
وفي مجال الملابس والازياء، قالت شركة نايكي، إن حوالي نصف متاجر في الصين قد أغلقت، أما المتاجر التي لا تزال مفتوحة فقد خفضت عدد ساعات العمل.، وتوقعت الشركة أن يكون للوضع تأثير مادي على عملياتها في الصين.
وأعلنت شركة كندا غوس القابضة إن التأثير سيكون كبيرًا بما يكفي لتخفيض توقعات أرباحها لهذا العام، قائلة إن حركة العملاء في الصين و "وجهات التسوق الدولية في أمريكا الشمالية وأوروبا" قد تأثرت.
كما أكدت شركة "بربري" أن تفشي المرض كان له تأثير سلبي مادي على الطلب على السلع الفاخرة، وأغلقت 24 من متاجرها الـ 64 في الصين القارية.
بدورها، قالت شركة تابيستري، العملاق الأميركي الذي يمتلك كيت سبيد، وكوتش، وستوارت فايتسمان، إن تفشي المرض قد يخفض مبيعاته بما يصل إلى 250 مليون دولار في النصف الثاني من العام.