أظهر تقرير صادر عن القمة العالمية للحكومات 2023 ارتفاع قيمة سوق خدمات الرعاية المقدمة لكبار السن إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2030 بعدما تخطى حاجز التريليون في العام 2021.
وكشف التقرير تصدر دولة الإمارات قائمة أعلى نسبة من السكان الذين تفوق أعمارهم 65 عاماً، بنسبة 28 %، تليها البحرين بنسبة 25 %، ثم سلطنة عمان بنسبة 22 %.
وأوضح التقرير أن طب الشيخوخة من القطاعات المزدهرة، التي ستتحول إلى مجال مربح للمستثمرين في حال التوجه للجمع بين الطب الدقيق وطب النانو وعلم الأعصاب والذكاء الآلي المتقدم.
وتوقع ارتفاعاً في متوسط العمر للإنسان ليصل إلى 77 عاماً بحلول 2050، وذلك استناداً إلى الارتفاع في معدل الأعمار خلال العقدين السابقين، حيث وصل إلى 73 عاماً في العام 2021.
وأشار إلى ارتفاع «متوسط العمر الصحي المتوقع» بحوالي ست سنوات من 58 عاماً في عام 2000 إلى ما يقارب 64 عاماً في عام 2019 ويرجع ذلك إلى انخفاض معدل الوفيات، وليس إلى تراجع عدد السنوات التي تتدهور فيها صحة الإنسان.
ودلل التقرير بأنه في عام 2018، تجاوز عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً رسمياً عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وفي عام 2021، شكل الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 عاماً 10 % من سكان العالم.
ووفقاً للإحصاءات الواردة بالتقرير شكل الأطفال حديثي الولادة بجانب من يبلغون 14 عاماً 25 % من سكان العالم، موضحاً أنه بحلول عام 2050، سترتفع نسبة السكان الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر لتصل إلى أكثر من ضعف نسبة الأطفال دون سن الخامسة ليشكلوا 15.5 % من سكان العالم.
ومن المتوقع أن يزداد عدد السكان بحلول عام 2025 بنسبة تتجاوز الثلث (أو الثلثين في بعض الدول) في أكثر من نصف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتبلغ حالياً أعمار نحو 6 % من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 65 عاماً أو تتجاوزها، وتشكل هذه النسبة أقل من 1 % في دولة الإمارات و4 % في السعودية وحوالي 8 % في لبنان.
وأشار التقرير إلى أن تحسن الصحة وانخفاض معدلات الخصوبة بشكل عام سيؤدي إلى زيادة العمر الوسيط لأفراد المجتمع، وبحلول عام 2050، ستتجاوز نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً 20 % بـ 6 دول من أصل 22 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وستتراوح بين 12 % و19 % في تسع دول أخرى، وستكون دولة الإمارات والبحرين وعمان الدول التي لديها أعلى نسبة من السكان الذين تفوق أعمارهم 65 عاماً بنسبة 28 % و25 % و22.5 % على التوالي.
وبحسب التقرير ذاته تخطت سوق خدمات الرعاية المقدمة للمسنين التريليون دولار عالمياً في عام 2021، ومن المتوقع أن ترتفع هذه القيمة إلى 1.8 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6 %.
كما تتوقع الولايات المتحدة أن تعاني نقصاً في عدد الأطباء المتخصصين في طب الشيخوخة يصل إلى 27.000 طبيب بحلول عام 2025.
ويربط التقرير زيادة العمر المتوقع للأفراد بزيادة من إقبال طلاب الطب على طب الشيخوخة، لا سيما إذا جمع بين الطب الدقيق وطب النانو وعلم الأعصاب والذكاء الآلي المتقدم.
ويرى التقرير أن الواقع والتقدم في علم الأعصاب يعزز من تعاطف طلاب الطب مع كبار السن، فيما سيسهم وفقاً للدراسات التي بني عليها التقرير استخدام المواد النانوية لتحسين تركيب الأدوية، والطب الدقيق أيضاً في تقليل التحديات التي تواجه الأطباء في علاج العديد من الأمراض التي يعاني منها كبار السن وسيسهم هذا التقدم في تحسين عملية وصف الأدوية للمرضى، وفي الحد من إرهاق الأطباء.
وتوقع التقرير أن يتوجه طلاب الطب إلى التخصص في طب الشيخوخة لما يوفره من فرص للابتكار والتطور المهني في المستقبل، وهو ما قد يعزز نسبة الأفراد الذين يتمتعون بصحة أفضل طوال حياتهم إلى ما يزيد على 50 %، بعد أن ظلت هذه النسبة دون تغيير منذ عام 1960.