من خلال معرفتها باللغة التركية، تمكنت المسعفة السعودية، رهف العبيد، من تسهيل مهمة الفريق الإغاثي السعودي، والذي قام بالمشاركة في الحملة الإسعافية في تركيا، بعد الزلزال المدمر الذي خلف كوارث إنسانية في البلاد.
لم تتوقع الشابة السعودية أن تعلمها اللغة التركية سيكون داعماً لها في هذه المحنة، حيث إنها تمكنت من التواصل مع المتضررين من الزلزال ومع الجهات المعنية ومعرفة كيفية المساعدة وتنقلات الفريق من خلال ترجمتها، ولم تكن المرة الأولى التي تستخدم فيها الفتاة السعودية هذه المعرفة، بل سبق أن استخدمتها في التعامل مع أتراك في الحرم المكي وفي المطارات.
أول تجربة إغاثية
وفي حديثها مع "العربية.نت" قالت: أنا اختصاصية طب الطوارئ، وهذه أول تجربة إغاثية لي خارج السعودية، وخرجت مع نخبة من الزميلات والزملاء الذين يتمتعون بتاريخ حافل من الخبرات، مما جعلها تجربة ثرية بالنسبة لي.
كما أضافت: الوضع مؤلم ومأساوي بطريقة يخونني فيها التعبير، أتذكر دخولي لواحدة من المدن المتضررة، المدينة كانت أشبه بمدينة أشباح، خالية من السكان، والدمار في كل مكان، وبالنسبة للتنظيم يتم تنسيق وتوزيع مهامنا وأماكن العمل، بناء على الاحتياج بعد التنسيق مع الجهات المختصة التركية.
أهم العقبات
وسردت رهف أهم العقبات، تقول: أهم العقبات التي واجهناها عند ذهابنا للمدن المتضررة، صعوبة الدخول والخروج من المدينة لدمارها، كذلك برودة الجو، حيث إن دورنا يتمثل بالعمل كفريق طبي سعودي لتقديم الخدمات الطبية للمتضررين، والأدوار متماثلة لجميع أعضاء الفريق، وهدفنا أن نقوم بتقديم المساعدة لأكبر قدر ممكن من الناس.
وتابعت الحديث: وهناك الكثير من المواقف الصعبة والمحزنة منها طفل بإحدى المخيمات لا يتعدى الـ11 من عمره ترك دراسته ليساعد أبيه المريض، أتى إلينا للحديث معنا وعند شعوره بالجوع، أخرج أصبع شوكولاتة من جيبه وقام بقسمه بيننا، ورفض أن يأكل حتى نأكل معه، كتعبير عن امتنانه لمساعدتنا، فكيف لطفل بهذا العمر يتقاسم كل ما لديه لغرباء، ورغم قساوة الظروف لم يتردد للحظة.
اللغة التركية
وحول تعلم اللغة التركية، ذكرت أنها بدأت تهتم باللغة التركية منذ عدة سنوات، وركزت على التعليم الذاتي عن طريق استخدام الإنترنت، وكان ذلك سبباً في إزاحة عائق الحاجز اللغوي وسهول التواصل مع الجهات المختصة التركية والمتضررين، مما سرع من تقديم الخدمات السعودية الطبية.
وأضافت: هناك الكثير من المساهمات النسائية التابعة للهلال الأحمر السعودي، منها فريق تطوع الهلال الأحمر بالسعودية، ومعي زميلاتي اختصاصيات طب طوارئ وإسعاف بالهلال الأحمر، كذلك عضوات بفريق السترات الحمراء الاختصاصية موضي البريدي، والاختصاصية شريفة يوسف.
وختمت حديثها قائلة: إذا عُدت إلى بلادي، فسأحكي عن الامتنان والفخر الذي شعرت به في الرحلة، لتمثيل بلدي، الأمل الذي رأيته بأعين الأطفال رغم الدمار، المواقف التي مررت بها، والأشخاص الذين قابلتهم وعن دور السعودية الكبير والداعم للمسلمين في كل مكان.