أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تطلعها إلى أن يكمل العراق مساره نحو السلام والاستقرار، وأن ينعم شعبه بما يصبو إليه من أمن ورخاء.
وجددت دولة الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن أدلى به السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، دعمها العراق فيما يتخذه من إجراءات للحفاظ على ما حققه من مكتسبات في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء عليه كلياً، كما أكدت إدانتها أي تدخلات في الشأن الداخلي العراقي وأي أفعال من شأنها أن تزعزع أمنه واستقراره.
وقال السفير محمد أبو شهاب: إنه «مع تشكيل العراق حكومة جديدة في أكتوبر الماضي بعد انتظار مطوّل، نرى أهمية البناء على هذه الخطوة المُرحَب بها، وإعلاء روح التكاتف والمصلحة الوطنية لتجاوز التحديات بما يخدم الأمن والاستقرار في العراق، ولهذا تتطلب الفترة المقبلة المضي قدماً في العمل الجاد لإجراء الإصلاحات اللازمة في شتى القطاعات، وبالأخص من حيث تعزيز سيادة القانون، وتقوية مؤسسات الدولة، والدفع قدماً بعجلة التنمية والتقدم الاقتصادي. ونتطلع في هذا السياق إلى اعتماد العراق لموازنة العام الجاري، التي من شأنها دعم المشروعات الحيوية في هذا البلد».
ترحيب
وقال أبو شهاب: «نرحب بتعيين ثلاث نساء في الحكومة الجديدة، وبالجهود المبذولة أخيراً لتمكين المرأة العراقية اقتصادياً»، مؤكداً أهمية الاستمرار في تعزيز المشاركة الهادفة والكاملة والمتساوية للمرأة في مختلف المجالات، خاصة في القطاعين العام والخاص، نظراً لدورِها الجوهري في بناء مجتمعات مزدهرة ومستقرة ومستدامة. وأشاد بيان دولة الإمارات بالأنشطة التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم المرأة العراقية، بما يشمل سعيها لزيادة الوعي بأهمية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للناجيات من جرائم تنظيم «داعش». وأضاف أبو شهاب: «إنه مع إحياء العراق أخيراً الذكرى الخامسة على إعلان النصر على «داعش»، يجب ألا نغفل عن التهديدات التي لايزال يشكلها هذا التنظيم الإرهابي على أمن واستقرار العراق والمنطقة، إذ يواصل تنظيم «داعش» أنشطته في العديد من المناطق في العراق، بما في ذلك خلال الفترة الماضية، والتي شهدت شن هجمات إرهابية أبرزها الهجوم الذي وقع بالقرب من كركوك وقرية البوبالي في 18 ديسمبر العام الماضي، وراح ضحيته ثمانية مدنيين وتسعة من ضباط الشرطة. وكرر دعم الإمارات للعراق فيما يتخذه من إجراءات للحفاظ على ما حققه من مكتسبات في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء عليه كلياً.
إدانة
وشدد نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة على إدانة الإمارات أي تدخلات في الشأن الداخلي العراقي، قائلاً: «تدين بلادي أي تدخلات في الشأن الداخلي العراقي وأي أفعال من شأنها أن تزعزع أمنه واستقراره، مهما كانت الذريعة. إننا وإذ نستذكر الهجمات المتزايدة على العراق في الأشهر الأخيرة، نشدد على ضرورة أن يعرب المجتمع الدولي وبصوت واحدٍ عن رفضه لمثل هذه الأعمال التي لا تنتهك سيادة هذا البلد فحسب، وإنما تشكل أيضاً انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتهدد استقرار المنطقة».
وأشار أبو شهاب إلى أن المنطقة شهدت أخيراً حدثين مختلفين لهما دلالات خاصة في مسألة تعزيز الانخراط الإيجابي بين العراق ومحيطه: الأول هو انعقاد الدورة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في ديسمبر الماضي بتنظيم مشترك من العراق والأردن وفرنسا، حيث أبرز هذا المؤتمر رغبة دول المنطقة في تعميق أواصر التعاون مع العراق ودعم استقراره؛ والثاني يتمثل في استضافة العراق لبطولة كأس الخليج العربي، فالاستقبال الحار من أبناء الشعب العراقي لأشقائهم العرب خلال هذا الحدث أكد الإقبال الشعبي الواسع للعراقيين على مد الجسور مع مُحيطِهم العربي الذي ينتمون إليه. وذكر أبو شهاب في البيان أنه «فيما يتعلق بمسألة المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة، والممتلكات الكويتية المفقودة والتي تشمل الأرشيف الوطني، «فإننا نأمل إحراز تقدم في هذا الملف خلال الفترة المقبلة، ونشيد بجهود كل من الكويت والعراق في هذا الجانب».
السلام
واختتم أبو شهاب بيان الإمارات بالثناء على الجهود التي تبذلها يونامي، ضمن إطار ولايتها، لمساعدة العراق على تجاوز الصعوبات الراهنة، ويشمل ذلك مساعي الحكومة لمعالجة التحديات الناشئة مثل تغيّر المناخ، والذي بات يؤثر على حياة العراقيين في العديد من الجوانب. وأضاف: «ونتطلع إلى أن يكمل العراق مساره نحو السلام والاستقرار، وأن ينعم شعبه بما يصبو إليه من أمن ورخاء».