تساءل موقع أمريكي، عن إمكانية استخدام الولايات المتحدة صاروخاً سرياً هو في الأساس مكون من سكاكين حادة لاستهداف مركبة في غارة جوية في اليمن يوم الاثنين الماضي 30 يناير/ كانون أول الفائت، وأكد الموقع "أن كل الدلائل تشير إلى ترجيح ذلك".
وأفادت وكالة الأناضول، نقلاً عن مسؤول يمني محلي، أن ثلاثة "يشتبه في أنهم من مقاتلي القاعدة" قتلوا في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب اليمنية.
ووفق موقع «Taskand Purpose» المتخصص بالشأن العسكري - في تقرير"استنادًا إلى صور مشهد الغارة، تم تقطيع السيارة المستهدفة من السقف بدلاً من تدميرها بالكامل في انفجار - وهي علامة لضربة شملت صاروخ AGM-114 R9X Hellfire السري للحكومة الأمريكية".
وكما ذكر الموقع سابقًا، فإن الصاروخ البديل من طراز (R9X) وهو محدث من صاروخ هيلفاير Hellfire)) يتميز برأس حربي حركي بدلاً من حمولة متفجرة، ويحتوي الصاروخ على ستة سكاكين "شفرات" تخرق هيكلها قبل ثوان من لحظة الاستهداف كي تقتل كل من يوجد على مقربة مباشرة من الهدف. بدقة أكبر من الانفجار الكبير الناجم عن نظيراته الأكثر تقليدية.
صورتين مدمجة للسيارة التي تعرضت لضربة بطائرة أمريكية في مأرب الاثنين 30 يناير 2023
تم النشر عن الصاروخ من طراز R9X)) لأول مرة في صحيفة وول ستريت جورنال في عام 2019 والمعروف بالعامية باسم "جينسو الطائر" أو "قنبلة النينجا"، ويُزعم أنه نتيجة للتعاون بين وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية بهدف تقليل احتمالية وقوع إصابات في صفوف المدنيين التي قد تصاحب ضربة صاروخ هيلفاير (نار جهنم) التقليدية.
في الواقع، يبدو أن صاروخ R9X)) أصبح الطريقة المفضلة للحكومة الأمريكية في الضربات الدقيقة، واستخدمت وكالة المخابرات المركزية هذا الصاروخ للقضاء على زعيم القاعدة أيمن الظواهري في حي مزدحم في كابل، أفغانستان في أغسطس الماضي، وتم توثيق ضربات R9X المزعومة التي تضم مدربين ومنظمين مزعومين للإرهاب في جميع أنحاء سوريا في السنوات التي تلت وجود الصاروخ حيث تم الإعلان عنه لأول مرة.
وبحسب الموقع الأمريكي "من غير الواضح ما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية أو فرقة عمل قيادة العمليات الخاصة المشتركة، من بين آخرين، هي المسؤولة عن الضربة، لم تستجب القيادة المركزية الأمريكية لطلب التعليق". ونقل موقع «Stars & Stripes» أن قيادة القوات "لم يكن لديها تقارير عملياتية في وقت وقوع هذا الحادث في اليمن".
وتمتع الجيش الأمريكي بتدخل متقلب في اليمن منذ بدء تمرد الحوثيين هناك في عام 2014، وبينما ظلت مشاركة الولايات المتحدة تركز بشكل أساسي على التزويد (المثير للجدل) بالأسلحة والدعم اللوجستي للمملكة العربية السعودية، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن العام الماضي أنه لا يزال "عدد صغير" من الأفراد العسكريين الأمريكيين منتشرين في اليمن "للقيام بعمليات ضد [القاعدة] في شبه الجزيرة العربية وداعش".
وقال بايدن في رسالة إلى رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي في يونيو/ حزيران: "يواصل جيش الولايات المتحدة العمل عن كثب مع حكومة الجمهورية اليمنية والقوات الإقليمية الشريكة لتقليل التهديد الإرهابي الذي تشكله تلك الجماعات".
وقال تقرير الموقع الأمريكي "تعتبر الضربة في اليمن تذكيرًا آخر بالامتداد المستمر للحرب الأمريكية العالمية على الإرهاب على الرغم من انتهاء "الحرب الطويلة التي استمرت 20 عامًا في أفغانستان في أغسطس 2021" وجاءت أنباء الضربة بعد أقل من أسبوع على اعلان القيادة أن القوات الأمريكية انها "نفذت عملية ناجحة لمكافحة الإرهاب" ضد زعيم الجماعة الإسلامية بلال السوداني في الصومال، وهي العملية التي جاءت في نهاية الضربات الجوية المزدوجة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 من مقاتلي حركة الشباب هناك".
قد لا يكون للحرب العالمية على الإرهاب منحة (مكافأة معروفة للجنود المشاركين في عمليات مكافحة الارهاب) مرتبطة بها، ولكن إذا كان النشر المزعوم مؤخرًا لـصاروخ ((R9X في اليمن يمثل أي مؤشر، فمن شبه المؤكد أنه سيتم تمثيله بشيء جديد "صاروخ مليء بالسكاكين، يندفع في السماء، ينذر بعذاب معين"، وفق تعبير الموقع الأمريكي.