قضت محكمة صينية بالسجن مدى الحياة على أكبر صانع مشروبات في الصين، بعد أن أدانته السلطات بتلقي مبالغ مالية ضخمة على سبيل الرشوة والتربح من منصبه.
وفق تقرير حديث لشبكة "سي إن إن"، وفي أحدث مثال على حملة بكين طويلة الأمد ضد الفساد، قضت محكمة في مقاطعة قويتشو، مسقط رأس الشركة، على يوان رنجو بالسجن مدى الحياة لقبوله رشاوى بما في ذلك ممتلكات تبلغ قيمتها حوالي 113 مليون يوان صيني (17.5 مليون دولار).
وفي بيان، قالت المحكمة إن التحقيق وجد أنه استخدم مناصبه المختلفة في الشركة بين عامي 1994 و2018 لمساعدة الموزعين في تأمين صفقات لشركته ذات الشعبية الكبيرة.
وشركة "موتاي بايجيو"، هي اسم لعلامة تجارية ضخمة تعني "ماء النار"، وذلك بفضل حقيقة أن مشروباتها تحتوي على نسبة 53% من الكحول. وتعتبر الزجاجات ذات اللونين الأحمر والأبيض لمنتجها الرئيسي عنصرًا أساسيًا في المآدب الرسمية الصينية وفعاليات الأعمال. وكان معروفًا أيضًا أنها تقدم المشاريب المفضلة للجنرال ماو تسي تونغ، مؤسس الصين الشيوعية.
وقالت المحكمة إن يوان اعترف بمعظم جرائمه وبالتالي "عوقب بشكل خفيف"، مضيفة أنه تمت مصادرة جميع ممتلكاته الخاصة. ويُعد الحكم الصادر في حق يوان بمثابة تذكير صارخ بحملة بكين المستمرة منذ فترة طويلة على الفساد والتي أثرت على "موتاي" سابقًا.
في عام 2013، تراجعت مبيعات الشركة وانخفض سعر سهمها عندما شرع الرئيس "شي جين بينغ" في حملة للقضاء على الإنفاق الباهظ بين المسؤولين بما في ذلك إنفاقهم على الخمور باهظة الثمن. ومع ذلك، تظل "موتاي" واحدة من أكثر الشركات قيمة في الصين برأسمال سوقي أكبر من القيمة المجمعة لعدد من الشركات الكبرى.
وتقوم هيئة مكافحة الفساد بالتحقيق بانتظام مع المديرين التنفيذيين الأقوياء بشأن الفساد، وتعتبر حالات الفساد التي تقوم بضبطها بمثابة رسائل تحذير لجميع المسؤولين. وفي يناير الماضي، قضت محكمة صينية على الرئيس السابق لإحدى أكبر شركات إدارة الأصول في الصين، لاي شياومين، بالإعدام بعد إدانته بالرشوة.
وصدر الحكم ضد يوان في إطار حملة أوسع على الشركات الخاصة من قبل الرئيس الصيني، والتي ضغطت على عمالقة التكنولوجيا في الصين وضاعفت الضغط على قادة الأعمال البارزين مثل جاك ما مؤسس شركة "علي بابا".