توقع مُحلل أبحاث السوق لدى إكسينيتي جروب، تان هان، أن تشهد أسعار النفط بعض التقلبات في حال استجد أي طارئ قادر على التأثير على إنتاج الولايات المتحدة وذلك في اجتماع أوبك بلس اليوم، أو في بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أو في تقييم تأثير إعصار إيدا.
وقال في مقال تحليلي، من المتوقع أن يتابع تحالف أوبك بلس خطته لزيادة إنتاجه بمعدل 400 ألف برميل يومياً، وسيتوجب عليه أيضاً تحديد كيفية التعامل مع مخاطر انخفاض الطلب التي قد تنشأ عن المتحور دلتا. ومن المتوقع أيضاً أن تؤدي هذه الزيادة في الإنتاج إلى إبقاء أعضاء المنظمة في التحالف، ما سيخفف من التوترات التي سيطرت على الاجتماعات السابقة.
كما يمكن للتشديد المتواصل على الأسواق العالمية في نهاية السنة أن يعزز أسعار النفط بشكل عام، حيث ستكون جميع الارتفاعات في الأسعار محدودةً للغاية، إلا في حال العودة عن قرار أوبك بلس بزيادة الإنتاج، مع إشارة المنظمة إلى إمكانية توفير فائض من النفط مجدداً خلال عام 2022.
وأوضح، من الناحية التقنية، لا يزال حاجز المتوسط المتحرك البسيط لـ50 يوماً حلاً فورياً للحد من تأثيرات العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، ودعم خام برنت.
ومنذ اليوم، سيرتبط مسار مؤشرات النفط بشكل رئيسي بآثار الأزمة الصحية على مستويات التنمية في القطاع، وتداعياتها على انتعاش معدل الطلب العالمي على النفط.
وبالنسبة للأسهم، أضاف تان هان، لا تزال معظم الأسهم الآسيوية في النطاقات الإيجابية، كما تتحرك عقود الأسهم الأمريكية والأوروبية الآجلة للبدء في هذه النطاقات بدءاً من سبتمبر. ومن المتوقع أن تستمر زعزعة مكاسب الأسهم العالمية على المدى القصير، ما سيؤدي إلى انتظار المضاربين على ارتفاع أسعار الأسهم لفترة أطول قبل جني المكاسب، خاصةً مع موقف رئيس الاحتياطي الفيدرالي الذي يؤكد على عدم وجود سبب لرفع أسعار الفائدة الأمريكية في الوقت الحالي.
من جهة أخرى، تستفيد أصول المخاطر من الاعتماد على فكرة أنه مهما بلغت شدة أزمة «كوفيد-19» اليوم، وبالرغم من جميع المخاوف المتعلقة بمتحور دلتا، فإننا لن نشهد العودة إلى إجراءات إغلاق واسعة النطاق في مختلف دول العالم المتقدمة. ومع هذه التوجهات، من المتوقع أن يستمر الانتعاش الاقتصادي بالازدهار، بالتزامن مع سعي البنوك المركزية للحفاظ على مكانتها وتوجهاتها دون التأثر بالتعديلات السياسية المفاجئة.
ويعكس الانخفاض الكبير في مستويات ثقة المستهلكين الأمريكيين بالإضافة إلى مؤشري مديري المشتريات التصنيعية وغير التصنيعية في الصين، أهمية اتخاذ القرارات بشكل حذر في الفترة الحالية. ومن المتوقع أن تتجه مستويات الإقبال على المخاطر نحو تسريع الانتعاش الاقتصادي العالمي، في حال لم تبرز أي توجهات لتخفيف آثار الأزمة الصحية، على الرغم من المؤشرات التي تدل على إقبال بعض مسؤولي البنك المركزي الأوروبي على المخاطر.
تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية أساس تفويض الاحتياطي الفيدرالي
وسيلعب تقرير الوظائف في الولايات المتحدة، والذي سيصدر يوم الجمعة، الدور الرئيسي في تحديد مدى قرب الاحتياطي الفيدرالي من تشديد سياساته النقدية. وسيؤدي إعلان تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية، والذي تجاوز توقعات وول ستريت باستعادة 748 ألف وظيفة وغيرها من التوقعات التي أشارت إلى إمكانية استعادة نحو مليون وظيفة تم خسارتها نتيجة الأزمة الصحية العالمية، إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي؛ في تحدٍ واضح لموقف جيروم باول الصبور والداعم للسياسات التيسيرية. ومن جهة أخرى، من المرجح أن تستفيد أصول المخاطر من احتمالات انتعاش سوق الوظائف الأمريكية، ما قد يؤدي إلى رفع أسعار الفائدة الأمريكية بشكل أسرع من المتوقع.