تعمل المجموعات البحثية والشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم على نقل الاندماج النووي من مفهوم الخيال العلمي إلى وسيلة عملية خالية من الكربون لإنتاج كهرباء غير محدودة.
وبحسب ما نشره موقع New Atlas، تمكنت بالفعل إحدى المجموعات البحثية في واشنطن للتو من تحقق خطوة مهمة إلى الأمام، حيث شرعت شركة Helion Energy الناشئة في بناء منشأة جديدة ستصبح موقعا لاختبارات حاسمة وجادة في مجال الاندماج النووي، والتي تأمل في أن تكون نقطة انطلاق رئيسية نحو أول بناء أول محطة طاقة اندماج يمكنها تلبية الاحتياجات من الطاقة الكهربائية تجاريا.
طاقة هائلة بدون عادم
يسعى الباحثون بكل الطرق ومن مختلف الزوايا لتخطي المشكلات المعقدة التي تصاحب عمليات الاندماج النووي، الذي يعد في نهاية بتحقيق إمكانات لا نهائية، مما يحفزهم إلى تسخير العملية، التي تحدث داخل الشمس بما يعني استخدام حرارة وضغط شديدين لإحداث تصادمات بين الذرات المنفصلة التي تتحد في ذرات أكبر، من أجل إطلاق كميات هائلة من الطاقة بدون أي انبعاثات لعوادم.
وتعمل شركة Helion Energy على تطوير التقنيات من خلال مُسرع البلازما، التي حصلت على براءة اختراعه مؤخرًا، والذي يستخدم وقود الديوتيريوم والهيليوم 3 كنقطة انطلاق.
نهاية عصر الوقود الأحفوري
كما يتم تسخين الديوتيريوم والهيليوم 3 داخل جهاز Helion Energy، إلى درجات حرارة قصوى لتكوين البلازما، والتي يتم حصرها مغناطيسيًا فيما تسميه الشركة بالتكوين العكسي للحقل FRC. يتم تشكيل اثنين من التكوينات العكسية للحقول FRC على طرفي نقيض من المُسرع، ثم يتم تحطيمهما معًا بسرعة مليون ميل في الساعة (1.6 مليون كم/ساعة) باستخدام المغناطيس لخلق تصادم مذهل في المركز.
ومن ثم يتم ضغطهما بشكل أكبر بمغناطيسات قوية وتسخينهما حتى درجات حرارة تصل إلى 100 مليون درجة مئوية (180 مليون درجة فهرنهايت)، مما يتسبب أخيرًا في اندماج الديوتيريوم والهيليوم -3 معًا، مكونًا بلازما متوسعة تدفع المجال المغناطيسي مرة أخرى إلى استحثاث تيارًا يمكن تجميعه ككهرباء.
إلى ذلك، لفت الدكتور ديفيد كيرتلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Helion Energy، إلى أن بناء المنشأة الجديدة في واشنطن سيساعد الشركة الناشئة على تحقيق هدفها المتمثل في كسر حاجز الاندماج ودفع العالم نحو نهاية عصر الوقود الأحفوري.