بدأت الصين والولايات المتحدة، الأحد، تبادل تطبيق وفرض رسوم جمركية إضافية على سلعهما، وذلك في أحدث تصعيد في حرب تجارية مريرة رغم الدلائل على أن المحادثات بينهما بشأن تلك القضية ستستأنف هذا الشهر.
وستسري الجولة الجديدة اعتبارا من الساعة (0401 بتوقيت جرينتش)، مع فرض بكين رسوما نسبتها 5% على النفط الخام الأمريكي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف نفط الولايات المتحدة الأمريكية منذ بدء أكبر اقتصادين في العالم حربهما التجارية قبل أكثر من عام.
وستبدأ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم نسبتها 15% على واردات صينية تتجاوز قيمتها 125 مليار دولار، منها أجهزة التحدث الذكية وسماعات البلوتوث فضلا عن أنواع كثيرة من الأحذية.
وردا على ذلك، بدأت الصين فرض رسوم على بعض السلع الأمريكية ضمن قائمة مستهدفة تبلغ قيمتها 75 مليار دولار، ولم تحدد بكين قيمة السلع التي ستفرض عليها رسوما أعلى اعتبارا من اليوم الأحد.
وفرضت بكين رسوما إضافية نسبتها 15% على 1717 سلعة مما إجماليه 5078 منتجا أمريكيا، وستبدأ بكين تحصيل الرسوم الإضافية على بقية السلع في 15 سبتمبر/أيلول.
وقالت إدارة ترامب، الشهر الماضي، إنها ستزيد الرسوم القائمة والمقررة بنسبة 5% على واردات صينية بنحو 550 مليار دولار بعدما أعلنت بكين رسومها الانتقامية على السلع الأمريكية.
ومن المقرر أن تسري الرسوم البالغة نسبتها 15% على الهواتف الخلوية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة ولعب الأطفال والملابس اعتبارا من 15 ديسمبر/كانون الأول.
يأتي ذلك بينما تواصل فرق تجارية من الصين والولايات المتحدة المحادثات وستلتقي في سبتمبر/أيلول، لكن ترامب قال إن زيادة الرسوم على السلع الصينية من المقرر أن تبدأ اليوم الأحد ولن تتأجل.
وتسعى إدارة ترامب منذ عامين للضغط على الصين كي تحدث تغييرات شاملة في سياساتها بشأن حماية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا إلى الشركات الصينية والمنح الصناعية والوصول إلى السوق.
وتنفي الصين دوما الاتهامات الأمريكية بأنها تعمد إلى ممارسات تجارية غير عادلة، وتعهدت بالرد على الإجراءات العقابية الأمريكية بتدابير مماثلة.
وأدى احتدام الحرب التجارية بين البلدين إلى تعطيل تجارة سلع بمئات المليارات من الدولارات، وتسبب في تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وأضر بالأسواق.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، أنّ رسوما جمركيّة إضافيّة مرتفعة على سلع صينية ستدخل حيز التنفيذ الأحد، معتبرا أن ضغوطه الاقتصادية تجبر بكين على اتخاذ موقف أكثر اعتدلا في هونج كونج.
وقال ترامب للصحفيين إن الرسوم "ستُفرض"، وذلك قبل يومين على بدء تطبيق زيادة في الرسوم على واردات صينية بمليارات الدولارات، في آخر تصعيد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ورأى ترامب أيضا أن الضغط الاقتصادي الأمريكي على الصين سمح بمنع سلطات بكين من اتخاذ إجراءات أكثر شدة ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في هونج كونج.
وقال في البيت الأبيض: "ما أقوم به في موضوع التجارة هو ما يحول دون تفاقم الأمور".
والنهج المتشدد لترامب وقوله إن الأحداث في هونج كونج مرتبطة بالنزاع التجاري يأتي في أعقاب تأكيده، الأسبوع الماضي، أن المفاوضين الصينيين أكثر حرصا من أي وقت مضى على التوصل إلى اتفاق.
لكن رغم تلميحات متكررة إلى أن الاتصالات الرفيعة المستوى تم استئنافها لحل الأزمة، أثار مسؤولو البيت الأبيض الشكوك بعدم تقديمهم تفاصيل عن المحادثات المفترضة.
ويؤكد إعلانه المضي قدما نحو فرض الرسوم الجديدة حقيقة أن الخلاف لا يزال قائما بين الطرفين.