أعلنت السلطات في باماكو مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا في سلسلة هجمات مسلحة خلال اليومين الماضيين، في بلدتي جونداكا وسانجا في دائرة باندياجارا بوسط مالي.
وقال رئيس بلدية سانجا في تصريحات الجمعة إن مسلحين مجهولين هاجموا مجموعات من النازحين مساء الخميس وقتلوا 8 منهم، مشيرا إلى أنه قد تم قتل بعض الحيوانات المملوكة للنازحين.
وأضاف أنه عشية هذا الهجوم قُتل نحو 10 مدنيين في جونداكا على أيدي مسلحين مجهولين، وقالت مصادر غير رسمية إن الضحايا قتلوا بينما كانوا في قرية كسيلة.
وعلى صعيد متصل، ذكر عمدة سانجا أن صداما حدث بين الإرهابيين المزعومين ومليشيات دونصو وصيادو قبيلة الدوغون وتم تسجيل الوفيات في كلا الجانبين.
وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الوزراء الجديد بوبو سيسي بزيارة إلى المنطقة، لحث المواطنين والقبائل على وقف الاقتتال الأهلي.
وتعيش مالي في ظل أوضاع أمنية هشة منذ 2012، بدأت بتمرد في الشمال انتهى بسيطرة جماعات إرهابية مسلحة على كبرى المدن، قبل أن تتدخل فرنسا مدعومة بقوات دولية، ومؤخراً تطورت حالة التوتر لتأخذ طابعاً عرقياً وسط البلاد.
ومنذ 2015 امتدت هجمات الإرهابيين إلى وسط مالي وجنوبها، وحتى إلى دول الجوار، خصوصا بوركينا فاسو والنيجر، عندما ظهرت مجموعة إرهابية يهيمن عليها أفراد عرقية الفولاني بقيادة الداعية أمادو كوفا في المنطقة، وبدأت باستهداف مجموعتي "بامبارا" و"دوغون" العرقيتين.
و"الفولاني" هم رعاة وتجار ماشية في الأساس، بينما "بامبارا" و"دغون" مزارعون مستقرون تقليديا.
ورغم اتفاق السلام الموقع مع جماعات متمردة يهيمن عليها الطوارق والهادف إلى عزل الإرهابيين، فإنّ مناطق كاملة لا تزال خارجة عن سيطرة القوات المالية والفرنسية، وتلك التابعة للأمم المتحدة، ولا تزال تتعرض لهجمات دموية.
وتعد مهمة (مينوسما) الأكثر تكلفة بشريا بين العمليات الراهنة لحفظ السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة، حيث سقط أكثر من 190 قتيلا من عناصرها منذ انتشارها في 2013، منهم أكثر من 120 في أعمال عدائية، أي أكثر من نصف عناصر الأمم المتحدة الذين قتلوا في العالم منذ 5 سنوات.
وتضاف هذه الهجمات إلى نزاعات داخلية أوقعت أكثر من 500 قتيل في صفوف المدنيين في وسط مالي في 2018 حسب الأمم المتحدة.