نشر مرصد جامعة ييل الأميركية، صورا لأربعة مواقع جديدة حولتها قوات الدعم السريع لمقابر جماعية في مدينة الفاشر السودانية.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد على أهمية وقف إطلاق النار في السودان لأغراض إنسانية.
هذا وكان روبيو قد شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات لوقف تدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع، مشيراً إلى سعي واشنطن لإنهاء القتال والضغط على طرفي النزاع.
من جهته، أعلن رئيس مجلس السيادة قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة، معتبرا أن نهاية المعركة ستكون في دارفور، وداعيا كل من يقدر على حمل السلاح للالتحاق بالجيش.
وقال البرهان إن القتال سيتواصل حتى القضاء على قوات الدعم السريع والاقتصاص منها، مضيفاً أن الجيش لن يعقد أي هدنة مع ما وصفه بالتمرد، وأن تجميع من وصفهم بالمتمردين في مكان واحد ووضع السلاح هو شرط أساسي لأي تفاوض. وقال البرهان إنه لا مكان للدعم السريع ولا لمن ساعدهم في السودان.
تحقيق أممي بالانتهاكات
وأمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بتشكيل بعثة تحقيق لتحديد هويات جميع المتورطين في الفظائع بالفاشر وجلبهم للعدالة. وتبنى المجلس قراراً يأمر بعثة تقصي الحقائق بالتحقيق بشكل عاجل في انتهاكات القانون الدولي التي ارتكبتها جميع الأطراف في الفاشر وتحديدهم كلما أمكن.
ودعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى تحرّك دولي عاجل لوقف "الفظائع المروّعة" في مدينة الفاشر السودانية، محذرا من الانتظار حتى يُعلن الوضع "إبادة جماعية". وأوضح أن لجنة تقصي الحقائق التي سيتم تشكيلها ستحدد هوية مرتكبي الانتهاكات المزعومة في الفاشر.
وقال فريق الخبراء المستقلين بشأن السودان إن هناك أعمالا وحشية مارستها قوات الدعم السريع على نطاق واسع في مدينة الفاشر.
ورحّبت الخارجية السودانية بقرار مجلس حقوق الإنسان الذي أدان ما وصفتها بالفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر ومحيطها.
وقالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية إيفا هرنيت شوفا، إن الاتحاد أعلن تمويلاً إضافياً للسودان ليصبح الإجمالي 273 مليون يورو هذا العام في الوقت الذي يشهد السودان فيه أوضاعا إنسانية صعبة للغاية.
وحذّرت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية من تدهور الأوضاع الإنسانية في الفاشر، مطالِبةً بوصول عاجل للعاملين الإنسانيين بلا عوائق لا سيما وأنهم يواجهون عدة مخاطر تهدد حياتهم.
وميدانيا، فإن المواجهات المباشرة التي دارت بين الجيش والدعم السريع في الفاشر أدت لإصابة المئات من المدنيين جراء الرصاص الطائش، وتعرض المئات منهم إلى الموت أو لإصابات بالغة، في حين لا تزال الذخائر غير المنفجرة خطرا جاثما يهدد حياة المدنيين لا سيما الأطفال.
وبعد ما شهدته الفاشر من انتهاكات، خرجت من جنيف إنذارات أممية تُحذر من كارثة تقترب من كردفان مطالبةً بعدم تكرار مشاهد الفاشر من جديد.