قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إن المواطنين الذين تم تهجيرهم قسراً من الفاشر وبارا والنهود لم يذهبوا إلى نيالا أو الفولة أو إلى أي منطقة تحت سيطرة الدعم السريع في مدن دارفور أو غرب كردفان. وأضاف في تغريدة أنهم "اختاروا السير آلاف الكيلومترات إلى مناطق تحت سيطرة الدولة والقوات الحكومية حيث يجدون الأمن ومقومات الحياة".
والثلاثاء، عقد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر في بورت سودان، محادثات "بنّاءة" مع البرهان، تناول خلالها جهود وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية، في وقت تتسع فيه رقعة المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في غرب البلاد.
وأشاد فليتشر بمباحثات وصفها بأنها "بنّاءة" مع البرهان لضمان إيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد الغارقة في الحرب منذ أكثر من عامين.
من جهته، أكد البرهان "حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، لاسيما في المجال الإنساني"، بحسب بيان المكتب الإعلامي لمجلس السيادة.
وتشهد مناطق واسعة من السودان تصاعداً في المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ امتد القتال من إقليم دارفور الذي أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها عليه الشهر الماضي، إلى مناطق كردفان المجاورة.
وأعلنت قوات الدعم السريع، الاثنين، وصول "حشود ضخمة" من مقاتليها إلى مدينة بابنوسة في غرب كردفان، في محاولة للسيطرة على مقر الجيش هناك.
وتقع المدينة على الطريق الرابط بين الخرطوم وإقليم دارفور، كما تقع في منتصف الطريق بين نيالا في جنوب دارفور الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، والأُبيّض عاصمة شمال كردفان التي تشهد معارك متصاعدة بين الطرفين.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مدينة الفاشر في شمال دارفور في 26 أكتوبر الماضي، لتفرض بذلك سيطرتها على كامل إقليم دارفور غربي البلاد، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على الشرق والشمال.
ومنذ ذلك الحين، تتواتر تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فر خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 90 ألف مدني من الفاشر إلى مدن مجاورة، إضافة إلى نحو 40 ألف نازح من شمال كردفان.
وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب في بيان، إن انعدام الأمن والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أدّيا إلى ارتفاع كبير في معدلات النزوح وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وأضافت أن "الأزمة في الفاشر هي نتيجة مباشرة لحصار دام قرابة 18 شهراً، منع حصول الأسر على الغذاء والماء والرعاية الطبية".
وأدت الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 12 مليون شخص، وتسببت في أزمة جوع حادة تهدد ملايين المدنيين.