الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - جسّ نبض أم إعادة بناء؟.. ترتيبات لاختيار مرشد جديد للإخوان

جسّ نبض أم إعادة بناء؟.. ترتيبات لاختيار مرشد جديد للإخوان

الساعة 01:43 مساءً

 

تخطط جماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة لعقد اجتماع تنظيمي موسع لعناصرها من كافة الأقطار للاجتماع سواء في ماليزيا أو دولة أخرى لاختيار مجلس الشورى العام للجماعة ومن بعده مكتب الإرشاد.

 

ويأتي ذلك لاختيار مرشد جديد وقيادات تدير التنظيم بعد 12 عاماً من الضربة التي نالت الجماعة في مصر وعدة دول في العام 2013، ودفعت بقياداتها وعلى رأسهم المرشد محمد بديع خلف الأسوار.

 

ورغم غياب التأكيد الرسمي من أي جهة داخل الجماعة عن مكان وموعد الانتخابات، إلا أن مصادر كشفت لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن هناك انتخابات جرت بالفعل خلال الفترة الماضية، ولكنها فشلت لعدم اكتمال النصاب القانوني وحضور ثلث الأعضاء فقط، مؤكدة أنه ستتم إعادة الانتخابات خلال فترة تتراوح من 6 أشهر إلى عام، خاصة أن العدد الكبير من قادة وأعضاء الجماعة تم تجاوزهم ولم يتم إدراجهم في الكشوف وهو ما أدى إلى قيامهم بالطعن عليها.

 

"جس نبض متعمد"

وتابعت المصادر أنه تم قبول طعن هؤلاء وإلغاء الانتخابات مع تحديد موعد جديد بعد إدراج المستبعدين في الكشوف.

 

هنا يثور التساؤل.. كيف تجرى الانتخابات في ظل حالة الانقسام التي تمر بها الجماعة؟ وهل تتوحد الجبهتان المتنازعتان لندن وإسطنبول خلف قيادة موحدة؟ وما سر إجراء الانتخابات الآن وفي هذا التوقيت؟ وهل جرت في الجماعة ككل أم لكل جبهة على حدة؟

 

 

"الإخوان في المنفى"

وتابع المسؤول الأمني السابق بأن الجماعة لجأت إلى هذا الأسلوب من قبل تحديداً في عام 2019، حين روج بعض المتحدثين باسمها لفكرة العودة إلى العمل السياسي من خارج مصر، وتردد في بعض الصحف الغربية حينها وصف الجماعة بـ"الإخوان في المنفى"، وقد غدا ذلك المصطلح توصيفاً دعائياً لا وصفاً واقعياً محايداً؛ فهو يستخدم لتبرير إعادة تموضع الجماعة سياسياً وإعلامياً، وتهيئة الرأي العام الغربي لتقبلها كحزب معارض في المنفى، بينما الحقيقة أن التنظيم محكوم عليه قضائياً ومصنفاً إرهابياً.

 

وأضاف أن السيناريو نفسه يعاد مجدداً، موضحاً أن الفراغ القيادي بعد 12 عاماً بلا مرشد عاشت خلاله القيادة حالة انقسام ظاهري تبدو عميقة بين جناحين، الأول في إسطنبول بقيادة محمود حسين، والثاني في لندن بقيادة الراحل إبراهيم منير، ثم من بعده صلاح عبدالحق بصفة القائم بالأعمال. وهذا الانقسام لم يكن إدارياً فحسب، بل فكرياً وتنظيمياً أيضاً، فكل جناح يرى نفسه الوريث الشرعي لمكتب الإرشاد، وكل يملك قنوات تمويل واتصال مستقلة، ما جعل فكرة مجلس شورى عام أشبه بالمستحيل في السنوات الأخيرة.

صلاح عبدالحق

تصارع 3 أسماء رئيسية

وتابع اللواء عزب: "مع مرور الوقت ومع ازدياد عزلة الجماعة، بدأت تظهر الحاجة إلى واجهة موحدة تمنح التنظيم مظهر الكيان الحي القادر على اتخاذ القرار، ومن هنا جاءت فكرة الحديث عن الانتخابات، كجزء من اختبار تمهيدي لمعرفة ما إذا كانت الأرض صالحة لجمع الشمل أو على الأقل لإيهام الخارج بوجود قيادة واحدة".

 

وقال المسؤول الأمني المصري إن الجماعة الآن يتصارع على قيادتها ثلاثة أسماء أساسية وهم صلاح عبدالحق القائم بالأعمال، وحلمي الجزار ممثل التيار السياسي، ومحيي الدين الظايط النقابي القديم المحسوب على التيار الإصلاحي، موضحاً: "لو راجعنا حالة كل منهم لوجدنا الكثير من المؤشرات فالأول هو صلاح عبد الحق ويمثل امتداد الجناح القطبي العقائدي، هادئ المظهر لكنه من مدرسة التنظيم الصارم، ويحظى بثقة بقايا الصف الأول ومباركة تيار لندن، ويعتبر الأوفر حظاً للاستمرار مؤقتاً. أما المرشح الثاني حلمي الجزار فهو يمثل الجناح السياسي الإعلامي، وله خبرة في مخاطبة الغرب بلغته، لكن ينظر إليه داخلياً كوجه مستأنس، ويفتقر إلى قاعدة صلبة داخل الجهاز التنظيمي".

 

وأضاف: "بالنسبة للمرشح محيي الدين الظايط فهو نقابي قديم، يطرح عادة كشخصية توافقية رمزية في حال احتاجت الجماعة إلى وجه مؤقت لتبريد الصراع".

 

 

عدم ثبات في الرؤية التنظيمية

وأضاف الخبير الأمني أن محمود حسين قائد جبهة إسطنبول، خرج فعلياً من دائرة الترشيحات رغم نفوذه المالي، مؤكداً أن التنظيم لن يعيده إلى الصدارة إلا كرمز تاريخي وقت الحاجة لواجهة توحيد لا أكثر.

إلا أن الدكتور عمرو عبدالمنعم، الباحث والمختص في ملف حركات الإسلام السياسي، يختلف حول عدم تواجد محمود حسين وأكد لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن مجموعة حسين ترى أن المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد ما زالوا أحياء ولا يمكن ﻷحد الافتئات عليهم أو إيجاد كيان بديل عنهم إلا عبر انتخابات قاعدية جديدة تحددها الجماعة من خلال مؤسساتها المختصة.

 

وكشف أن القرار الذي صدر في عام 2022 كان في نفس السياق، وبعد تكرار الأزمات الداخلية عانت الكتلة الحرجة الكبيرة في الإخوان من عدم ثبات في الرؤية التنظيمية بين تطورات إقليمية مثل ما حدث في سوريا، وتغيرات سياسية كبيرة مثلما حدث في العراق وانهيار حزب الله والمحور الإيراني في المنطقة، وبين انقسامات عمودية في التنظيم، مضيفاً أنه لذلك ستدفع الجماعة في هذه الانتخابات الداخلية الجديدة بعناصر غير تقليدية، وستبقى المنظومة المعلنة كما هي حتى لا تحدث اهتزازات أكثر في البنية التحتية للجماعة.

 

وتابع عبدالمنعم أن الجماعة ستعمل على إيجاد موطن قدم أكثر في السياسة الدولية لأن محور ما يطلق عليه المقاومة أو المعارضة فاز في ثلاث دول مثل أفغانستان وسوريا وغزة، لذلك فالإخوان يسعون بكامل جهدهم للدفع بعناصر جديدة تنظيمياً لكي تلعب أدواراً إقليمية جديدة في المرحلة القادمة.