قال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الثلاثاء، في تصريحات خطيرة حدد فيها الموقف الأميركي لإدارة الرئيس، دونالد ترمب، المتشدد تجاه بكين "إن الولايات المتحدة تقوم بتجهيز قواتها في جميع أنحاء آسيا وتعيد تمركزها استعداداً لمواجهة محتملة مع الصين"، وفقاً لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" Wall Street Journal.
وأوضح إسبر، الذي كان يتحدث من البنتاغون عبر الفيديو إلى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، أن الولايات المتحدة ستواصل إرسال سفن بحرية إلى المنطقة لمواجهة سياسات الصين التوسعية، وبيع الأسلحة إلى تايوان، التي تطالب بكين بالسيادة عليها.
وقال إنه منفتح على الحوار ويعتزم زيارة الصين بنهاية العام. وأعرب عن أمله في أن تؤدي مثل هذه الرحلة إلى "إنشاء الأنظمة الضرورية للاتصالات في الأزمات وتعزيز نوايانا في المنافسة علنا في النظام الدولي الذي ننتمي إليه جميعا".
ويعتبر إسبر هو آخر مسؤول من كبار المسؤولين في إدارة ترمب خلال الشهر الماضي الذين تحدثوا علناً عن التحديات التي تفرضها الحكومة الشيوعية الصينية على الولايات المتحدة والنظام الدولي.
وقد صعدت إدارة ترمب من الضغط ضد بكين في جميع المجالات، من التعريفات الجمركية على التجارة إلى العقوبات المفروضة على الشركات والمسؤولين. واتهمت الحكومة الأميركية يوم الثلاثاء مواطنين صينيين بالتآمر مع المخابرات الصينية لسرقة الملكية الفكرية من عشرات الشركات فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك الشركات التي تعمل في علاج فيروس كورونا. وكانت هذه أحدث مزاعم القرصنة المدعومة من الصين التي واجهتها إدارة ترمب.
وفي كلمته، قال وزير الدفاع إسبر إن الصين قد قامت بتخويف الحلفاء والشركاء الإقليميين حول ما يقرب من 2.6 تريليون دولار من عائدات النفط والغاز البحرية المحتملة، على الرغم من الموقف العسكري الأميركي العدواني بشكل متزايد في المنطقة.
وأضاف إسبر أنه في عام 2019، أجرت الولايات المتحدة عمليات أكثر لتأكيد حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي أكثر مما كانت عليه في العقود الأربعة السابقة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أجرت حاملتا طائرات تدريبات هناك، للمرة الأولى منذ عام 2012.
وأشار إسبر إلى أن "هذه السياسة تدافع عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة التي يمكن لجميع دول المنطقة المتنوعة أن تعيش وتزدهر فيها في سلام، وأوضح "أن (جمهورية الصين الشعبية) ليس لها الحق في تحويل المياه الدولية إلى منطقة استبعاد أو إمبراطورية بحرية خاصة بها".
كما قال إسبر، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستبيع أسلحة إلى تايوان، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تفاقم التوترات لأن الصين تعتبر مثل هذه المبيعات انتهاكاً لسيادتها. وقد وافقت إدارة ترمب على مبيعات أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار تقريباً، بما في ذلك شحنة بقيمة 180 مليون دولار في مايو.
كما قال إن الجيش الأميركى سيواصل القيام بعمليات لضمان حرية الملاحة عبر مضيق تايوان. وذكرت البحرية الأميركية أن المدمرة "يو أس أس راسل"، وهى مدمرة تابعة للبحرية، مرت عبر مضيق تايوان الشهر الماضي.
وإذا سافر إسبر إلى بكين، ستكون هذه أول زيارة له كوزير للدفاع. حيث زار وزير الدفاع آنذاك جيم ماتيس بكين في عام 2018، وهو أول رئيس دفاع يفعل ذلك منذ عام 2014.
وجاءت تصريحات إسبر بعد أيام فقط من إعلان الولايات المتحدة أن المطالبات الصينية في بحر الصين الجنوبي غير قانونية، وهو تحد مباشر غير عادي لجهود بكين لتأكيد سيطرتها في المياه الاستراتيجية.
وقال وزير الخارجية، مايك بومبيو، في بيان في وقت سابق من هذا الشهر: "إننا نوضح.. أن مزاعم بكين بالموارد البحرية في معظم بحر الصين الجنوبي غير قانونية على الإطلاق، وكذلك حملة البلطجة التي تقوم بها للسيطرة عليها".
ومن لندن قال مايك بومبيو، الثلاثاء إنه بدأ مع وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، محادثاتهما التي تركز على "التحدي الذي يمثله الحزب الشيوعي الصيني" ووباء فيروس كورونا، الذي نشأ في الصين.
وقال بومبيو إنهما ناقشا أيضاً قضية هونغ كونغ، حيث تشن بكين حملة على المعارضة. وأشاد بالحكومة البريطانية لقرارها هذا الشهر باستبعاد شركة "هواوي" لصناعة معدات الاتصالات من شبكات الاتصالات الجيل الخامس في المملكة المتحدة، حيث جاء هذا القرار بعد ضغوط أميركية مطولة.