توصلت الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة إلى اتفاق بشأن الإعلان الذي سيصدر في الاحتفال بالذكرى الـ75 للمنظمة العالمية هذا العام، والذي سيذكّر بنجاحات الأمم المتحدة وإخفاقاتها ويتعهد ببناء عالم ما بعد كورونا يكون أكثر مساواة وتعاوناً.
وأعلن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي، عن التوصل للاتفاق أمس الثلاثاء في رسالة وجهها إلى أعضاء الأمم المتحدة. وقال إن زعماء العالم سيعتمدون الإعلان في الاحتفال الرسمي بذكرى تأسيس المنظمة في 21 سبتمبر/أيلول المقبل، والذي سيُعقد افتراضياً بسبب جائحة فيروس كورونا.
أشاد الإعلان بالأمم المتحدة، التي ولدت من رحم أهوال الحرب العالمية الثانية بهدف إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب، باعتبارها المنظمة العالمية الوحيدة التي "تمنح الأمل للكثير من الناس من أجل عالم أفضل والقادرة على تقديم المستقبل الذي نريده".
وأكد الإعلان أنه لا توجد هيئة عالمية أخرى تتمتع بالشرعية أو السلطة لعقد تجمع لقادة وأشخاص من جميع مناحي الحياة ومن جميع نقاء الأرض.
وجاء في الإعلان أن حاجة كورونا تدعو الدول إلى تعاون "للوفاء بوعود الأمم المتحدة التي باتت الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى".
وروّج الإعلان لإنجازات الأمم المتحدة حيث جاء فيه: "حتى في أوقات التحديات والتوتر العالمي الكبير، لعبت منظمتنا دوراً بارزاً في القضاء على الاستعمار، وعززت الحرية، وصاغت معايير التنمية الدولية، وعملت على استئصال الأمراض".
وتابع: "لقد ساعدت الأمم المتحدة في إنهاء عشرات النزاعات، وأنقذت مئات الآلاف من الأرواح عبر العمل الإنساني ووفرت التعليم لملايين من الأطفال. لقد عملت على تعزيز وحماية جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، بما في ذلك الحقوق المتساوية للنساء والرجال".
وذكر البيان أنه، وعلى مدى عقود، خدم أكثر من مليون رجل وامرأة في أكثر من 70 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة حول العالم.
وفيما يتعلق بخيبات الأمل، ذكر الإعلان أن العالم "يعاني من تزايد عدم المساواة، والفقر، والجوع، والصراعات المسلحة، والإرهاب، وانعدام الأمن، وتغير المناخ، والأوبئة". وشدد الإعلان على أن "كل هذا يدعو إلى عمل أكبر، وليس أقل".
كما جاء في الإعلان أن "تعددية الأطراف ليست خياراً، بل ضرورة لأننا نبني بشكل أفضل من أجل عالم أكثر مساواة وأكثر مرونة واستدامة. يجب أن تكون الأمم المتحدة في صميم جهودنا".
وكان من المفترض الموافقة على الإعلان بحلول 30 يونيو/حزيران الماضي، لكن دبلوماسيين قالوا إنه تأخر لأن الولايات المتحدة طالبت بتغيير الإشارة إلى اتفاقية باريس للمناخ الذي تم التوصل إليها عام 2015.