وجّه تقرير استخباراتي إسرائيلي اتهامات صريحة إلى مجموعات من بدو سيناء بأنها تقود شبكة تهريب منظمة تعمل عبر الحدود المصرية الإسرائيلية.
وبحسب موقع "سرجيم" الإسرائيلي، فإن التحقيقات الأمنية تشير إلى أن هذه الشبكة لا تديرها عصابات عشوائية، بل مجموعة منظمة تضم بين 100 و300 فرد من البدو، ينتمون تحديدًا إلى عشيرتي العزازمة والترابين، المنتشرتين في سيناء وصحراء النقب.
وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن هؤلاء يعملون بتنسيق مع جهات إقليمية معادية، أبرزها المحور الإيراني–اليمني، بهدف تزويد حماس والخلايا الإرهابية في الضفة الغربية والمجتمع العربي داخل إسرائيل بالسلاح، استعدادًا لسيناريوهات تصعيد مستقبلية.
وأكد التقرير أن العمليات تركز على ممر حدودي يمتدّ من "كيرم شالوم" حتى إيلات، بطول نحو 140 كيلومترًا، حيث يتم استخدام طائرات مسيرة قادرة على الطيران لمسافات طويلة، وتحمّل أوزان تصل إلى 10 كيلوجرامات.
ووفق المعطيات الإسرائيلية، فإن هذه الطائرات:
لا تعبر الحدود فحسب، بل تغوص مسافة تصل إلى كيلومترين داخل الأراضي المصرية لاستلام شحنتها،
ثم تطير مسافة تصل إلى 9 كيلومترات داخل الأراضي الإسرائيلية،
قبل أن تهبط في مناطق نائية خالية من المراقبة، ما يجعل كشفها واعتراضها أمرًا بالغ الصعوبة.
وأشار "سرجيم" إلى أن لواء 80، المكلف بتأمين الجبهة الجنوبية، نجح خلال الشهر الماضي وحده في:
اعتراض 130 طائرة مسيرة،
وضبط 85 قطعة سلاح، بينها رشاشتان و16 سلاحًا طويلًا و66 مسدسًا،
إضافة إلى كميات كبيرة من المخدرات والسلع غير المشروعة.
ورغم انخفاض عدد الطائرات العابرة أسبوعيًّا من 153 إلى 46، يرى الخبراء أن الرقم "ما زال مرعبًا"، خاصةً أن هذه العمليات تُدار بمنهجية تفوق الجريمة العادية، وتُصنف داخليًّا كـ"تهريب استراتيجي" يهدد البنية الأمنية من الداخل.
وذهب التقرير إلى اتهام إيران والحوثيين في اليمن — بتمويل جزء كبير من هذه الأنشطة، بهدف "بناء قدرات تدميرية موازية لحماس في الداخل الإسرائيلي"، في إطار ما وصفه بـ"الحرب الهجينة".
غير أن مصادر أمنية مصرية لم تعلّق رسميًّا على هذه الاتهامات، بينما رفضت شخصيات قبلية من سيناء — في اتصالات غير رسمية — هذه المزاعم، ووصفتَها بأنها "محاولة لتشويه صورة البدو والانقضاض على حقوقهم التاريخية"، مؤكدة أن "القبائل البدوية كانت دائمًا خط الدفاع الأول ضد التهريب والإرهاب، وليس مصدره".
كما أشارت مصادر محلية إلى أن "الاتهام الجماعي لعشيرتين كبيرتين مثل العزازمة والترابين، دون تحقيق قضائي أو أدلة ملموسة، يُعدّ ظلمًا تاريخيًّا"، خاصة أن آلاف الأسر من هذه القبائل تخدم في الجيش والشرطة، وشاركت بفعالية في حملات مكافحة الإرهاب في سيناء منذ 2013.
وفي مواجهة هذا التهديد، أفاد "سرجيم" أن الجيش الإسرائيلي قرر اتخاذ خطوة نوعية، تتمثل في افتتاح مركز قيادة مشترك خلال الأسابيع القريبة، يجمع بين وحدات الجيش، والشاباك، وشرطة الحدود، بهدف:
تحسين التنسيق الاستخباراتي،
تسريع عمليات الكشف والاعتراض،
ومنع استمرار تسرب الأسلحة عبر ما يُسمّى بـ"الممر الجوي السري".
ويأتي هذا التقرير في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية–الإسرائيلية توترًا خفيًّا على خلفية اتهامات متبادلة بشأن الوضع الأمني في سيناء، وردود فعل إسرائيلية على "التعزيزات العسكرية المصرية" في المنطقة، التي تصر القاهرة على أنها "مشروعة تمامًا بموجب اتفاقية السلام ومحاربة الإرهاب".
المصدر: سيرجيم