اعترف مواطن سعودي في أولى جلسات محاكمته، بأنه كان يقود السيارة التي استُخدمت في عملية دهس في ديسمبر 2024 في سوق لعيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ شرقي ألمانيا.
وقال الطبيب النفسي طالب جواد العبد المحسن (51 عاما) في جلسة المحكمة: "أنا من قاد السيارة". ويواجه المتهم اتهامات بقتل ستة أشخاص – بينهم طفل في التاسعة وخمس نساء – ومحاولة قتل 338 شخصا آخرين، بينهم 309 جرحى.
وأعادت عملية الدهس هذه إلى الأذهان الهجوم الذي نفذه جهادي بشاحنة في سوق ميلادية ببرلين في ديسمبر 2016، وأودى بحياة 12 شخصا.
وستعمل المحكمة، عبر جلسات تمتد لأكثر من أربعة أشهر، على الكشف عن دوافع المتهم، وهو لاجئ ذو سيرة غير مألوفة، عبر في السابق على مواقع التواصل عن دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، وعدائه للإسلام والحكومة الألمانية.
جلس المتهم، ذو اللحية الطويلة التي غزاها الشيب، في قفص اتهام محمي بواجهة زجاجية مضادة للرصاص. ورفع في بداية الجلسة جهاز كمبيوتر محمولا عليه تاريخ "سبتمبر 2026" – وهو الشهر المقرر فيه إجراء الانتخابات الإقليمية في ولاية ساكسونيا أنهالت التي تقع فيها ماغدبورغ، والتي تُظهر استطلاعات الرأي تفوق حزب "البديل من أجل ألمانيا" فيها.
ولم يبدِ المتهم أي علامات تأثر أو انفعال أثناء تلاوة لائحة الاتهام، ثم ألقى بأقوال متناقضة حول السياسيين والعنف ضد المرأة في قريته السعودية والمشاعر الدينية، بينما انتقد الشرطة ووسائل الإعلام، في مشهد تخلله البكاء ونفخ الأنف.
وأثارت عملية الدهس، التي وقعت في خضم موسم الأعياد وخلال الحملة المهيئة للانتخابات البرلمانية في فبراير الماضي، جدلا واسعا حول قضايا الهجرة والأمن في ألمانيا.
وتركز لائحة الاتهام على الطابع "الغادر" للهجوم وعلى "الدوافع الدنيئة" للمتهم، الذي يُعتقد أنه خطط للهجوم بمفرده على مدى أسابيع. ورجح المحققون أن يكون المتهم تصرف بدافع "الإحباط" نتيجة "نزاع مدني وفشل شكاوى جنائية عدة" تقدم بها.
يذكر أن المتهم، الذي وصل إلى ألمانيا عام 2006، كان معروفا للسلطات وتم تغريمه سابقا بسبب تهديداته بارتكاب جرائم. وكان ينشر عبر مواقع التواصل آراء ملتبسة ومنشورات معادية للإسلام – الذي أعلن ابتعاده عنه – ونظريات مؤامرة يروج لها اليمين المتطرف.
وستنظر المحاكمة أيضا في الثغرات الأمنية المحيطة بسوق عيد الميلاد، والتي تم تعزيزها في عموم ألمانيا بعد هجوم برلين عام 2016. وفي عام 2025، اضطرت بعض المدن الألمانية إلى إلغاء هذا التقليد بسبب التكاليف الباهظة للإجراءات الأمنية.
وزادت مأساة ماغدبورغ من الضغط السياسي على المستشار الألماني آنذاك أولاف شولتس. واستفاد حزب "البديل من أجل ألمانيا" من الحادثة سياسيا، حيث حقق نتيجة تاريخية بحلوله ثانياً في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في فبراير الماضي.
ويواجه المتهم، في حال إدانته، عقوبة السجن مدى الحياة بدون إمكانية الإفراج المبكر عنه.
المصدر: وكالات