قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الهجمات التي نفذتها إسرائيل ضد "حزب الله" وقيادته في لبنان، بما فيها عملية تفجير أجهزة النداء (البيجر)، تمت برعايته وبالتشاور معه.
وفي مقابلة مع مجلة "التايم" البريطانية، على تعليق المراسل بالقول: "لم يمضِ على وجودك في منصبك في الولاية الثانية سوى أقل من عام، وقد تحولت المنطقة فعل. تم القضاء على قيادة حزب الله. وحلّت محل بشار الأسد حكومة تسعى إلى التطبيع..."، فرد ترامب قائلا: "كما تعلمون، تمت كل تلك الهجمات برعايتي ومساندتي، في الواقع، بالتشاور معي مباشرة.. أي أن إسرائيل هي من كانت تقوم بالهجمات، باستخدام أجهزة النداء وكل تلك الأمور. لقد كانت إسرائيل تحترم هذا البلد (يقصد الولايات المتحدة). وكانوا يُطلعونني على كل شيء. وفي بعض الأحيان كنت أقول "لا"، وكانوا يحترمون ذلك، لكن أوباما (الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما) عامل إسرائيل معاملة سيئة للغاية. تعلمون، لم يكونوا (الإسرائيليون) يريدون الاتفاق النووي الإيراني، الذي كان صفقة مروعة. صفقة غبية..".
وأردف: "في الحقيقة، أنا متفاجئ أنهم لم يتمكنوا من تحقيقه. كنت متأكدا عندما غادرت أن بإمكانهم فعل ذلك، لأنني كنت الشخص الذي أوقفه حينها، ولكن على مدى أربع سنوات، وأوباما— من المضحك أنهم يقولون: "أوه، يجب أن يكون لنا بعض الفضل". لا، لا يجب. العكس تماما. لقد انحازوا إلى إيران. كان علينا أن نتخلص من تلك الرائحة (السياسية) الكريهة. لقد اختاروا إيران، ولم يختاروا الجانب الآخر الذي يضم عددا كبيرا من الدول. لقد راهنوا بكل أوراقهم على إيران".
وزعم أنه "لو أن الأمور جرت على طريقتهم، لكان لدينا الآن إيران مسلحة نوويا، وعلى أعلى مستوى من التسليح النووي. هذا ما كان سيحدث. ولن يكون هناك ساعتئذ أي إمكانية للتحدث معهم. لن يكون هناك أي حديث معهم مطلقا".
ولدى سؤاله: "هل ترى هذه التغييرات في الشرق الأوسط بمثابة إعادة اصطفاف دائمة، أم أنك تخشى أن تكون انتصارات مؤقتة تعتمد على استمرارك في منصبك؟ وكيف ترى رئاستك وهي تعيد تشكيل الشرق الأوسط؟"
أجاب الرئيس الأمريكي بالقول: "أعتقد أننا أعدنا تشكيله بالفعل، وأعتقد أنه الآن ينمو بطريقة جميلة. لذا، السؤال هو: ماذا سيحدث لاحقا؟ ولكن يمكنني أن أقول هذا: تبقى لي أكثر من ثلاث سنوات. هذا وقت طويل. وطالما أنا موجود، فإن الأمور ستصبح أفضل وأقوى فقط، وستكون مثالية. حسناً؟ ستكون رائعة. أما ماذا سيحدث بعدي؟ لا أستطيع إخبارك بذلك. تعلمون، يمكن أن يكون لديك رؤساء سيئون. إذا جاء رئيس سيئ، يمكن أن ينتهي الأمر بسهولة شديدة. يمكن أن ينتهي. الشيء الأكثر أهمية هو أن عليهم أن يحترموا رئيس الولايات المتحدة. على الشرق الأوسط أن يفهم ذلك. وهم يفعلون. إذا ذهبت إلى قطر، وإذا ذهبت إلى المملكة العربية السعودية، وإذا ذهبت إلى الإمارات، وهي الدول الثلاث الكبرى، من هذا المنظور، فإنهم جميعا يحترمون الرئيس (الأمريكي)، وإذا لم يحترموا الرئيس— الأمر يتعلق بالرئيس أكثر مما بالبلد تقريبا. هل تفهم ذلك؟ إذا لم يحترموا الرئيس، وإذا لم يكن الرئيس يعرف ما يفعله، فقد ينهار كل شيء. أما إذا احترموا الرئيس، فسيكون سلاما جميلا وطويل الأمد".
جدير بالذكر أن لبنان وسوريا شهدا في 17 و18 سبتمبر 2024 سلسلة تفجيرات متزامنة استهدفت أجهزة نداء: أجهزة "البيجر" وأجهزة الاتصال اللاسلكي (ووكي-توكي) معظمها في لبنان، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى وإصابة آلاف آخرين بينهم أطفال، وتركزت الإصابات في الوجه، والعيون خاصة، بالإضافة إلى اليدين.
وأثارت التفجيرات حالة من الذعر بين السكان، خاصة مع استهدافها مناطق مزدحمة، مثل الشوارع السكنية ومحلات السوبر ماركت، وأثناء جنازة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبحسب التقارير، فإن أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي فجرتها إسرائيل كانت تستخدمها كوادر "حزب الله"، لكنها وصلت أيضا إلى مدنيين، بينهم عاملون صحيون ومنظمات غير ربحية، ما زاد من عدد الضحايا. ويرجح أن التفجيرات نفذت عبر أجهزة متفجرة صغيرة تم التحكم بها عن بعد. وفي نوفمبر 2024، اعترف نتنياهو بمسؤولية إسرائيل عن العملية.
المصدر: "التايم"