شدد مبعوث أميركا إلى سوريا توماس براك، اليوم الأحد، على أن هجوم تدمر (الذي تعرضت له قوات أميركية وسورية قرب مدينة تدمر أثناء جولة ميدانية مشتركة، أمس السبت)، يؤكد استمرار خطر داعش على سوريا والعالم.
"وجودنا بسوريا يحمينا من تهديدات أكبر"
وأضاف في تغريدة عبر X، أن الخطة الأميركية تعتمد على تمكين سوريا من ملاحقة داعش بدعم أميركي عملياتي محدود.
كما تابع أن هجمات داعش تأتي رداً على ضغوط متواصلة من سوريا بدعم أميركي.
كذلك لفت إلى أن الوجود العسكري المحدود بسوريا يساهم بحماية أميركا من تهديدات أكبر، معلناً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يسمح بمرور هجوم تدمر دون رد.
جاء هذا بعدما أفاد التلفزيون الرسمي السوري، اليوم الأحد، بأن السلطات شنت عملية أمنية ضد خلايا تنظيم داعش بريف حمص.
وأضافت المصادر أن العملية تضمنت مناطق الفرقلس والقريتين والبادية بريف حمص، وفقاً لقناة "الإخبارية" السورية.
بدوره، أوضح مصدر أمني سوري لـ"العربية/الحدث"، أنه سيتم تعزيز الإجراءات في تدمر لضمان عودة الاستقرار الكامل، مشدداً على أن تدمر لن تشكل خطراً بعد اليوم.
وتابع أن الحملة الأمنية في البادية السورية ستستمر بالتعاون مع التحالف الدولي.
في حين أكدت مصادر أخرى، اعتقال 3 أشخاص يشتبه بارتباطهم بأحداث تدمر الأخيرة.
وكان مصدر أمني كشف عن أن منفذ هجوم تدمر كان عنصراً في جهاز الأمن العام.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، اليوم الأحد، إن "منفذ الهجوم كان عنصراً في الأمن العام التابع لوزارة الداخلية منذ أكثر من عشرة أشهر، وعمل مع جهاز الأمن العام في أكثر من مدينة قبل أن يتم نقله إلى مدينة تدمر"، وفق ما نقلت فرانس برس.
كما أضاف "جرى توقيف أكثر من 11 عنصراً تابعاً للأمن العام وإحالتهم للتحقيق بعد الحادثة مباشرة".
أتى ذلك، بعدما أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، مساء أمس، أن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي حول معلومات أولية تشير إلى احتمال وقوع خرق أو هجمات من قبل تنظيم داعش، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤخذ في الاعتبار.
وأشار إلى أن هناك أكثر من خمسة آلاف عنصر منتسبين لقيادة الأمن الداخلي في البادية، وهناك تقييمات للعناصر بشكل أسبوعي، وبناء على هذه التقييمات يتم اتخاذ إجراءات، كاشفاً أن تقييماً صدر في العاشر من الشهر الحالي بحق منفذ الهجوم ألمح إلى أنه قد يكون يملك أفكاراً تكفيرية أو متطرفة، وكان هناك قرار سيصدر بحقه اليوم الأحد، كونه أول يوم دوام في الأسبوع، لكن الهجوم وقع السبت الذي يعتبر يوم عطلة إدارية.
وهذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها حادث مماثل منذ سقوط النظام السوري السابق قبل عام.
ترامب يتوعد
في حين تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد على الهجوم، وقال إن الهجوم وقع في منطقة وصفها بأنها "شديدة الخطورة" ولا تخضع لسيطرة كاملة من قبل السلطات السورية.
بينما أكدت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط "سنتكوم" مقتل منفذ الهجوم وجنديين أميركيين، بالإضافة إلى مترجم مدني، وإصابة ثلاثة جنود آخرين، مشيرة إلى أن الوفد كان في تدمر في إطار مهمة دعم للعمليات الجارية ضد داعش.
من جهتها، أدانت دمشق الهجوم، ووصفته بأنه "إرهابي"، وقدمت تعازيها للحكومة والشعب الأميركيين.
يذكر أن دمشق كانت انضمت رسمياً إلى التحالف الدولي، خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لواشنطن الشهر الماضي.
وتنتشر القوات الأميركية في سوريا بشكل رئيسي في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تقول واشنطن إنها تركز حضورها العسكري على مكافحة تنظيم داعش.