في عالم التوظيف التنافسي والمتغير بسرعة، يبحث ملايين الأشخاص عن فرص عمل في شركات كبرى مثل وول مارت وغيرها من المؤسسات العالمية. يركز الكثير منهم على تطوير مهاراتهم التقنية وزيادة خبراتهم العملية، لكن هناك جانبًا أساسيًا يغفلونه غالبًا: سلوكهم وطريقة تعاملهم مع التحديات في مكان العمل.
هذا السبب البسيط هو ما يمكن أن يمنعك من الحصول على وظيفة أحلامك، حتى وإن كنت تمتلك مؤهلات قوية أو شهادات دراسية مرموقة. فكيف يحدث ذلك؟ وما هو هذا العامل الذي تراقبه الشركات الكبرى بعناية قبل اتخاذ قرار التوظيف؟
السلوك قبل الخبرة.. هل هذا ممكن؟
دونا موريس، رئيسة قسم الموارد البشرية في وول مارت، كشفت في مقابلة مع موقع CNBC Make It أن الشركات لم تعد تركز فقط على المهارات الفنية أو الشهادات، بل أصبحوا يبحثون بشدة عن الموظف الذي يمتلك موقفًا إيجابيًا وبنّاءً تجاه التحديات اليومية.
وفقًا لموريس، الموظفون الذين يقتصرون على طرح المشاكل دون اقتراح حلول يعتبرون عبئًا على فرق العمل. وجودهم يخلق جوًا من التشاؤم ويعيق الإنتاجية، وهو أمر ترفضه الشركات التي تسعى للنمو والابتكار.
الطاقة السلبية وتأثيرها على بيئة العمل
السبب البسيط الذي قد يبعدك عن التوظيف هو هذا السلوك السلبي الذي ينبع من التركيز المستمر على المشاكل بدون محاولة إيجاد حلول. في الواقع، بيئة العمل التي تسودها الطاقة السلبية تؤدي إلى انخفاض حماس الفريق، وتقلل من جودة العمل، وتبطئ من إنجاز المشاريع.
موريس تشرح أن الموظف الذي يشكو دون مبادرة أو تعاون يؤثر سلبًا على زملائه، ويخلق حالة من الإحباط العامة. وهذا ما يجعل الشركات تفضل التعاقد مع أشخاص يملكون القدرة على التعامل مع الصعوبات بطريقة بناءة، ويبحثون دائمًا عن التحسين والتطوير.
ماذا يعني السلوك البنّاء في بيئة العمل؟
السلوك البنّاء لا يعني التظاهر بالسعادة أو تجاهل المشاكل، فهذا ما تسميه موريس "التفاؤل السام"، وهو غير واقعي وغير مفيد. بل يعني أن تكون قادرًا على الاعتراف بالتحديات والبحث عن حلول دون أن تؤثر سلبًا على الفريق.
الموظف الناجح هو من يبادر باقتراح أفكار جديدة، ويجرب طرقًا مبتكرة لتحسين الأداء، ويساعد زملاءه دون انتظار طلب. هذه المبادرة والفضول الفكري يُطلق عليه موريس "الفضول الفكري الجذري"، وهو أحد أهم الصفات التي تبحث عنها الشركات الكبرى اليوم.
كيف تتجنب هذا السبب البسيط؟
إذا كنت تبحث عن وظيفة أو ترغب في تحسين فرصك في الحصول على وظيفة أفضل، إليك بعض النصائح العملية التي تساعدك في تطوير سلوكك المهني:
توقف عن الشكوى فقط: عندما تواجه مشكلة، حاول أن تطرح معها حلولًا أو أفكارًا للتحسين، بدلًا من التركيز فقط على الجانب السلبي.
كن مبادرًا: لا تنتظر أن يُطلب منك فعل شيء، بل ابحث عن فرص للمساعدة وتقديم قيمة مضافة.
تعاون مع فريقك: التواصل الفعّال والتعاون مع زملاء العمل يعزز من فرص نجاحك ويجعل بيئة العمل أكثر إيجابية.
طور فضولك الفكري: لا تخف من تجربة أدوات وأساليب جديدة لتحسين أدائك.
احترم المواعيد: تسليم المهام قبل الموعد المحدد يعكس احترافيتك واهتمامك.
ويبدو السبب الذي قد يبعدك عن التوظيف في أكبر الشركات بسيط جدًا، لكنه يحتاج وعيًا منك لتغييره. الشركات الكبرى مثل وول مارت تضع السلوك المهني البناء والقدرة على التعامل مع المشاكل بشكل إيجابي على رأس أولوياتها في اختيار الموظفين.
إذا تعلمت كيف تحول التحديات إلى فرص، وكنت عضوًا فعالًا في فريقك، فسوف تفتح لنفسك أبوابًا كبيرة نحو مستقبل مهني ناجح. لذا، لا تقتصر على تحسين مهاراتك التقنية فقط، بل اعمل على بناء سلوك إيجابي يعكس قيم التعاون والمبادرة.