تواصل ليبيا استقبال السياح رغم تصنيفها كواحدة من أخطر الوجهات السياحية في العالم.
عانت ليبيا لعقود من الاضطرابات، بعد أن قتلت القوات المدعومة من حلف الناتو رئيسها معمر القذافي. ومنذ ذلك الحين، اندلعت معركة السيطرة على السلطة بين جماعات متنافسة من شرق البلاد وغربها.
وأدت هذه الصراعات إلى تصنيف العديد من الدول لليبيا كوجهة غير آمنة للسياح، لكن ذلك لم يمنع بعض المغامرين الجريئين من الانضمام إلى موجة "سياحة الخطر" أو "السياحة السوداء".

فقد أصدرت الولايات المتحدة تحذير سفر من المستوى الرابع وهو الأعلى، ضد السفر إلى ليبيا، محذرة من "الجريمة والإرهاب والألغام الأرضية غير المنفجرة والاضطرابات المدنية والاختطاف والصراع المسلح".
كما نصحت الحكومة البريطانية بعدم السفر "إلى هذا البلد الإفريقي بأي حال من الأحوال".
ومع ذلك، وفقا لتقرير نشرته "ترافل آند تور وورلد"، تجذب ليبيا ما يقرب من 100 ألف سائح دولي سنويا.

وقال هدسون وإيميلي، وهما صناع المحتوى زارا ليبيا في عام 2024: "شعرنا بالأمان طوال فترة وجودنا هناك". وسافر الزوجان برفقة حارس شخصي كان "جادا للغاية في عمله" حتى أنه كان يدخل معهما إلى الحمامات.
ورغم هذه الإجراءات الاحترازية الإضافية، استمتعا بوقتهما في استكشاف الآثار القديمة وموقع لبتيس ماغنا المصنف ضمن التراث العالمي لليونسكو، ومدينة طرابلس "الجميلة"، و"الناس الودودين للغاية".

لكن هذا لا يعني أنها وجهة آمنة. ففي مايو الماضي، احتجز سائح بريطاني لمدة 7 ساعات تحت تهديد السلاح عند نقطة تفتيش عسكرية في ليبيا.
ووصل دانيال بينتو (26 عاما) إلى البلاد في 29 مايو 2024 وقضى 21 يوما في السفر، لأنها مكان "غامض" أراد رؤيته.
ويصف دانيال نفسه بأنه "سائح مخاطر"، حيث زار إيران والعراق وسوريا من قبل. لكن هذه المرة، واجهت جولته عقبة عندما احتجزته القوات العسكرية لساعات تحت تهديد السلاح. ولم يوضح كيف خرج من هذا الموقف، لكنه لم يبد مرتعبا جدا من ذلك الموقف بحلول وقت مشاركته قصته.

وقال خبراء السياحة إنهم لاحظوا زيادة في الاهتمام بزيارة مواقع الكوارث الطبيعية أو جرائم القتل الجماعي أو الأحداث أو المواقف الأخرى التي وقعت فيها أحداث مأساوية.
المصدر: The Post