طلبت الولايات المتحدة من برلين، إرسال قوات ألمانية إلى شمال شرقي سوريا، لدعم الحرب ضد فلول تنظيم "داعش الإرهابي"، في ظل استعداد واشنطن الانسحاب من هناك.
وفي تصريحات لصحيفة "دي فيلت" الخاصة في عددها الصادر الأحد، ووكالة الأنباء الألمانية، قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري: "نريد أن تحل قوات برية ألمانية محل قواتنا المنتشرة شمال شرقي سوريا بشكل جزئي".
وأضاف "ألمانيا تؤدي دورا نشطا كشريك في العملية السياسية في سوريا وحليف في الحرب ضد تنظيم داعش في شمال شرقي البلاد". وتابع قائلا: "لكننا نريد من ألمانيا مزيدًا من الدعم في ملف مساعدات التنمية والملف العسكري".
وفي مايو/آيار الماضي، كشف تقرير نشره موقع "شبيغل أولاين"، اعتزام ألمانيا دعم واشنطن في مساعيها لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا.
وتشارك ألمانيا في التحالف الدولي ضد "داعش" بطائرات استطلاع من نوع "تورنيدو" وفريق من القوات الجوية مصاحب لها.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس دونالد ترامب، عن خطته لسحب القوات الأمريكية البالغ عددها ٢٠٠٠ جندي من شمال شرقي سوريا، بعد أكثر من 7 سنوات على الأزمة في هذا البلد.
ووجد قرار ترامب ردود فعل مؤيدة وأخرى رافضة، بالنظر إلى أنه يمكن اعتباره تخليا عن الحلفاء الأكراد وإفساحا للمجال أمام التدخل الروسي والإيراني والتركي.
وفي هذا الإطار، قال جيفري: "نبحث في الوقت الحالي عن متطوعين من التحالف الدولي ضد داعش، على استعداد لتوسيع مساهمتهم في سوريا".
مستطردا: "نريد أن تفعل ألمانيا المزيد في سوريا.. كل الأمر هو نشر مئات قليلة من الجنود شمال شرقي البلاد".
ووفق جيفري، تتكون هذه القوات من عناصر تتولى مهام التدريب وعمال تقنيين وخبراء لوجستيين. وتوقع المسؤول الحصول على رد ألماني، خلال يوليو/تموز الجاري.
يذكر أن القوات الأمريكية المنتشرة في شمال شرق سوريا تدعم قوات سوريا الديمقراطية الكردية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، من تحرير الجيب الأخير (الباغوز) لتنظيم داعش قرب الحدود العراقية، في مارس/آذار الماضي.
ورغم أن تحرير آخر قلاع داعش في الباغوز، إلا أنه لم يتم بعد القضاء عليه نهائيا.
كما تسعى واشنطن من خلال إقامة مناطق عسكرية محرمة لحماية أكراد شمال سوريا من هجمات تركية، إلى جانب حمايتهم من تحركات قوات النظام السوري.
وكان البرلمان الألماني، قد وافق في أكتوبر/تشرين أول 2018 على تمديد مهمة القوات الألمانية في العراق لفترة زمنية تنتهي بحلول الشهر نفسه من العام الجاري.
وتتضمن مهمة القوات الألمانية في العراق وفق التفويض البرلماني، استطلاع المنطقة جوا وتزويد المقاتلات الصديقة بالوقود جوا، وتبادل المعلومات حول مناطق القتال أو الأزمة.
كما أنها مكلفة بمهمات استشارية عسكرية وتنسيقية مع مقر القيادة العامة للقوات الدولية.