لم تمض إلا ساعات قليلة على البلبلة التي فجرها بيان نشر على حسابه في منصة "إكس" قبل يومين، ثم عُلق فجأة، حتى أطل حافظ نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد مجدداً، لكن هذه المرة بمنشور طويل.
استنكر كل ما حدث!
فقد تداولت صفحات سورية ما قالت إنها رسالة جديدة من ابن الرئيس السابق إلى الشعب نشرت عبر حسابه في X، أكد فيها الشاب أن الأحداث لم تكن تصل إلى والده من قبل العاملين في الدولة بالصورة الصحيحة، مشددا على أن الأخير كان له هم وحيد هو شعبه وبلده، وفق زعمه.
كما تساءل عن الجهة المستفيدة مما أسماها تزوير الحقائق، مؤكداً أنهم "خونة وفاسدون ويسعون للخراب".
وأضاف أن والده كان يسعى خلال فترة حكمه إلى ما أسماها "النهضة بالوطن وأبنائه وتأمين حياة كريمة للناس".
أيضا استنكر ما كان يحصل في أقبية السجون والمعتقلات، وقال إنها "فظائع لا تمت للإنسانية بصلة"، مؤكدا أن والده لم يكن يعلم بها.
وشدد على نبذ الطائفية وحماية سوريا، متمنيا لها الاستقرار والأمن والأمان وإعادة الإعمار.
هل كوّع ابن الرئيس؟!
وما إن انتشرت صور الحساب والرسالة حتى تداولها السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى حد كبير، معلقين بأن ابن الرئيس السابق "كوّع"، وهو مصطلح سوري انتشر فجأة بعد رحيل النظام، ويدل على الفئة التي كانت مؤيدة للأسد وغيّرت مواقفها بعد سقوطه.
لكن بالعودة إلى الحساب على X الذي تناقلت صورته المنصات، نرى أن المنشور اختفى، وبالتوجه إلى تيليغرام، نجد ابن الرئيس السابق قد أعلن على حسابه، مساء الخميس، أن منصة "إكس" قامت منذ 3 أيام بحظر حسابه بعد بضع ساعات من نشر أول منشور.
وأكد أنه قام بعدة محاولات لاستعادة الحساب، لكن إدارة المنصة رفضت إعادة تفعيله من دون إعطاء مبرر واضح.
وأعلن أن جميع الحسابات التي تحمل اسمه على المنصة حالياً مزورة.
جاء هذا بعد ساعات قليلة من نشره فيديو على حسابه في تيليغرام، مساء أمس الأربعاء، مؤكدا أن الحسابين تابعان له.
المنشور السابق
المنشور السابق
وقال في فيديو مختصر نشره على تيليغرام: "صار تساؤل حول الحسابين على إكس وتيليغرام وهل هما تابعان لي؟.. حبيت أوضح أنهما بالفعل لي، وليس لدي حسابات غيرهما على أي منصة أخرى.. سلام". ما أشعل موجة سخرية على "إكس" بين العديد من السوريين، إذ اعتبر بعض المستخدمين أن "ذكاء نجل الأسد في الرياضيات لم يسعفه على ما يبدو في الانتباه إلى ضرورة تغطية رقم هاتفه في بروفايله على تيليغرام".
فيما أكد آخرون أن الشاب كشف موقعه ومكان تواجده في موسكو بكل بساطة، بعدما كشف هاتفه الشخصي.
وسخر البعض من تلك الهفوة، معتبرين أنها "تدل على ذكاء الشاب تماماً كأبيه"، وفق قولهم.
"سر التوقيت"
فيما تساءل عدد آخر عن سر توقيت هذا الظهور الذي تزامن مع اتصال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وهو التواصل الأول المباشر بينهما.
إذ رأوا أنه ليس صدفة على الإطلاق.
هذا وأوضح بعض خبراء الخرائط أن المكان الذي صور فيه الفيديو هو شارع بولشايا أوردينكا القريب من نهر موسكو.
كما أشاروا إلى أن هذا الشارع الراقي يبعد نحو 1.2 كلم عن الساحة الحمراء، ونحو كلم واحد عن مقر الكرملين.
أتى ذلك، بعدما نشر حافظ قبل يومين بياناً مطولاً على حسابه في "إكس"، شرح فيه الظروف التي أحاطت بعائلته خلال الساعات الأخيرة من سقوط النظام السابق، نافياً فرار والده من دمشق.
يذكر أنه في الثامن من ديسمبر الماضي وبعد تقدم مفاجئ لفصائل المعارضة أسقط الأسد وفر من اللاذقية إلى موسكو، التي منحته حق اللجوء الإنساني، وفق ما أعلن الكرملين لاحقا.
ولم يظهر الرئيس السوري السابق منذ ذلك الحين، إنما أصدر الشهر الماضي بياناً نفى فيه أيضا فراره من البلاد.